أعداء النجاح

النجاح خطيئة يرتكبها المرء بحسن النية ومع ذلك لا يغفرها له الآخرون، وعندها يرى الدميم في التحدي جمالا، والغبي في الذكاء عدوانا عليه، وأسوأهم الفاشل عندما يرى في نجاح الآخرين ازدراء لشخصه وتهديدا لاستمراريته.

فكما نقول أن بعض البشر، مجرد أفواه ناطقة، ينتقدون ويذمون، وليتهم يذركون أنهم فاشلون.

وهنا نصل للانتقادات، التي لا تكف محاولاتها في التعرض لنجاح الآخرين،  والتشكيك به وزرع الشبهات حوله، هم في كل واد يتيهون وينفثون في مسارات الناجحين كثيرا من السّموم، ويتقنون رمي العصي في دواليب الراكضين، وقد يظهرون لك على هيئة “أعدقاء”: أي بذات الوقت أصدقاء و أعداء تحت التمرين، ليس ظاهرهم كباطنهم.. هم العدو فاحذرهم!

طريق النجاح يعلو وينحدر ويتسع ويضيق لكن مساره واحد: الصبر والأيمان والثقة بالنفس والاطمئنان، فمن الصعب هزيمة شخص لم يهزمه اليأس من داخله.

ومادام الناجح يسطع ويلمع ويعطي ويبني، فهو بلا شك سيتعرض لحرب ضروس من التحطيم المعنوي لا هوادة فيها.

فالناس لا ترفس كلبا ميتا والجالس على الأرض لا يسقط، والقافلة تسير والكلاب تنبح.

لا نعبأ بمن ينسج الكثير من خيوط العنكبوت والقصص الزائفة، حول ما نكتب ونقدّم، ولا نرد على أحدهم إلا بعطاء أكبر وثمار أنضج، فتزول آثارهم مع انبلاج الصبح وسطوع شمس يوم جديد، وإن غدا لناظره قريب.

فالحياة رحلة، والطريق ممتدة ولا أماني تتحقق دون جهد ودون أخطاء وأحزان وخسران.

فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. ولا يحق إلا الحق وكل إناء بما فيه ينضح.

كثيراً ما نفكر في أمر هذا الإنسان المخدوع المظلوم، بضباب يعمي بصيرته، وغيوم تجثم على قلبه، فتحرمه نعمة الرؤية والفهم، وتجعله يخرج بسلاح من الهدم بدلاً من البناء.

نحزن عليه لأنه لا يعلم في أي فلك، والى أي هدف يسعى، كل ما يعرفه أن عليه فقط تغطية مشاعر النقص التي يشعر بها، وذلك بهز غصون شجر مثمر، لعله يحظى بشيء يخفف عنه حدة معاناته وشقائه.

حنان الرويسي

د

التعليقات مغلقة.