الانتخابات البلدية في البرتغال أول اختبار للحكومة الاشتراكية وحلافائها في اليسار

انطلقت هذا الأسبوع الحملة الانتخابية لخوض الاستحقاقات البلدية المقررة يوم فاتح اكتوبر بالبرتغال ،لتكون بذلك اول اختبار للحكومة منذ وصولها للسلطة في 2015 بفضل التحالف غير المسبوق لليسار.

فإذا كان الحزب الاشتراكي قد فاز بالانتخابات البلدية السابقة في 2013 عندما كان في المعارضة فإن حظوظه اليوم تبدو مضاعفة وشعبيته تزداد ارتفاعا.

ونجح رئيس الوزراء أنطونيو كوستا مدعوما في البرلمان بالحزب الشيوعي ومعسكر اليسار في إعادة الاقتصاد إلى سكة النمو بعد سنوات من الأزمة بفضل سياسة انعاش مع احترام التزاماته بتطهير الحسابات العامة.

وبالفعل، فقد تحقق المراد، إذ تراجع العجز العمومي الذي شهدته البلاد بنسبة 2 في المائة، و يوم الجمعة الماضية أخرجت وكالة ستاندرد أند بورز الدين البرتغالي من فئة الاستثمارات الخطر معتمدا في تصنيفها بناء على “الآفاق الواعدة للنمو و التقدم الذي تم إحرازه على مستوى ضبط الميزانية وانخفاض المخاطر في ما يخص شروط التمويل “.

واعتزازا بهذا الإنجاز ، يسعى الاشتراكيون إلى الحفاظ على أغلبيتهم في المجالس البلدية وتعزيز حضورهم أكثر على الصعيد المحلي. فأمام ضعف منافسه الرئيسي  الحزب الاجتماعي الديمقراطي يطمح الحزب الاشتراكي إلى القيام بإصلاح طموح يهم اللامركزية الذي يهدف إلى تعزيز كفاءات الهيئات المحلية. .

وأكد الزعيم الاشتراكي في مداخلة له خلال اجتماع ماقبل الانتخابات عقد في نهاية الأسبوع الماضي أنه بالاقتراب من الناس سواء منتخبين محليين أو عمداء أو مستشارين “يمكن فعل الكثير أضغاف ما تقوم به الحكومة المركزية التي غالبا ماتكون بعيدة من الناس ومن مشاكلهم ” .

وأضاف أن الحزب الاجتماعي الديمقراطي لا يتفق مع السلطة التنفيذية حول هذا الموضوع ، وبالنسبة لي روي ريو احد قادة حزب وسط اليمين ، إذ اعتبر أنه لا يمكن  تنزيل اللامركزية” في سنة انتخابية” لابد من نقاش موسع وطموح حول هذه القضية

من جهة  أخرى، تعتبر الضرائب والسكن والنقل من ضمن المواضيع الأكثر نقاشا من قبل المنتخبين من مختلف التشكيلات السياسية المسجلة في اللائحة وكذلك المرشحين المستقلين

وعلى غرار الاستحقاقات السابقة ، سيتميز استحقاق فاتح أكتوبر بتعدد المرشحين المستقلين احاينا غير سياسيين لكنهم غالبا ما يكون منشقين عن حزب.

وعقب هذه الحملة الانتخابية التي ستنتهي يوم 29 شتنبر ، سيكون حوالي 4,6 مليون ناخب برتغالي مدعوون بذلك للتصويت . وتهدف هذه الانتخابات المحلية إلى انتخاب الرئيس وأعضاء المجلس البلدي ، وكذلك العمدة وأعضاء مجلس البلدية (الجهاز التنفيذي) ل308 بلدية برتغالية .

وفي سنة 2013 ، فاز الاشتراكيون في الانتخابات بـ36,26 في المائة من الأصوات ، مقابل 16,70 في المائة بالنسبة للحزب الاجتماعي الديمقراطي . وقد حصلوا على 130 بلدية مقابل 90 عادت للحزب الاجتماعي الديمقرطي .اما مرشحي الائتلاف الديمقراطي  بقيادة الحزب الشيوعي البرتغالي فقد حصلوا على 11,11 في المائة.

وفاز بـ213 مستشار محلي و30 عمدة ، فيما حصل حزب الوسط الديمقراطي الاشتراكي على خمس بلديات في حين حاز معسكر اليسار على 2,42 في المائة فقط من الأصوات.

حسناء العقاني

التعليقات مغلقة.