“العيش المشترك في عالم يفتقر للحوار: أي دور للثقافة والتلاقح الثقافي”

دعا المتدخلون خلال ندوة، أمس السبت بطنجة، في إطار الدورة الثانية للمهرجان الدولي ابن بطوطة، إلى اتخاذ إجراءات إصلاحية لتشجيع الأنظمة التربوية الوطنية على النهوض بالعيش المشترك.

وأبرز المشاركون المجتمعون، خلال ندوة نظمتها غرفة التجارة والصناعة والخدمات بطنجة حول موضوع “العيش المشترك في عالم يفتقر للحوار: أي دور للثقافة والتلاقح الثقافي”، دور الدول والسياسات الاقتصادية والمجتمع في إرساء أسس حركة لإنقاذ الفكر وحكامة الأنظمة التربوية، بهدف تطوير ثقافة التعايش بين الشعوب.

وفي كلمة خلال اللقاء، أشار الكاتب والأستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، علي سدجاري، إلى أن الحديث يجري غالبا بشأن الأزمة الاقتصادية، غير أن الأزمة الأكثر مأساوية تتمثل في العيش المشترك، مسجلا أن هذه الأزمة، التي تعكس قطيعة قوية بين هويتنا وما نقوم به، تنعكس من خلال العنف وغياب العقل والإنسانية والوعي الجماعي وكذا العلاقات مع الآخرين، مما يؤثر بشكل جسيم على التوازن الجماعي.

وميز في هذا الصدد بين أربعة عوامل كبرى تعد أساس هذه الأزمة، ويتعلق الأمر بالشأن الديني والحضاري إذ أضحى مصدرا للتعصب والنزاعات، والشأن السياسي بفعل ضعف الديمقراطيات الغربية وتصاعد مد الحركات المتطرفة، وأيضا عامل الهيكلة الجديدة للعالم، فيما يرتبط العامل الجغرافي بالتفاوتات بين الشمال الغني والجنوب الذي يزداد فقرا، معتبرا أن العنف الذي يشهده العالم يعد نتاج “أنظمة تربوية منغلقة، وداعيا إلى اعتماد إجراءات تساهم في تخلي الشباب عن الصور النمطية الجاهزة والانفتاح.

من جهتها، أشارت الناشطة صباح الشرايبي بنونة إلى أن العيش المشترك ليس خيارا بل ضرورة، مؤكدة على ضرورة المزج بين الحرية والمسؤولية بغية تطوير مفهوم المواطنة، وداعية المؤسسات الحكومية إلى بلورة مواثيق لتطوير حس المسؤوليات لدى الأفراد.

من جانبه، أبرز الشاعر الفيلسوف نور الدين الهشامي أن الثقافة تعد طريقة للتفكير والعمل، وكيانا مركبا يشمل القدرات التي يكتسبها الفرد في وسط اجتماعي لبلورة رؤية خاصة للعالم، معتبرا أن ابن بطوطة يؤكد على أطروحة الحوار بين الشعوب والثقافات وأهمية العيش المشترك، وموضحا أن الرحالة الكبير لم يقتصر على مهمة الاكتشاف الجغرافي بل تعمق في البحث عن مختلف الثقافات.

ويتضمن برنامج الدورة الثانية للمهرجان الدولي المنظم بمبادرة من الجمعية المغربية ابن بطوطة تحت شعار “الرحالة ، سفراء السلم”، تنظيم عدة لقاءات علمية ومعارض للفن التشكيلي وأمسية عربية أندلسية احتفاء بالسلم، إضافة إلى مسرحية أردنية حول الإرهاب.

نبيلة زورارة

التعليقات مغلقة.