آسفي: “قصر البحر”….معلمة وذاكرة تاريخية تندثر

“قصر البحر” معلمة تاريخية   شيدها البرتغال في مطلع القرن الخامس عشر ميلادي , ورمز من رموز مدينة اسفي التاريخية وشاهد على حضارة  في صمت  لها مكانتها عبر التاريخ شانها شان العديد من المدن المغربية القديمة , كفاس وسلا و الصويرة وشالة ووليلي  , مدن لازالت معالم آثارها التاريخية تشهد على حضارتها العريقة ,  والتي تؤسس لقطار حافل من الأمجاد والبطولات لامم عديدة بنت تاريخا لايتوقف إلا بتوقف الزمن .

“قصر البحر” بآسفي معلمة شاهدة على عصر ذهبي وعلى حضارة أبدعت أيادي أصحابها في  فن العمارة وتشييد الحصون والقلاع. فالبرغم من مرور 6 قرون من الزمن هاهو اليوم يحتضر من كثرة التهميش والنسيان يئن في صمت , وينتظر لحظة حمل نعشه على الأكتاف , انه آيل للسقوط في أي لحظة رغم انه ظل صامدا يقاوم تلاطم الأمواج على خدوده, و لم يستسلم وظل يتحدى عوامل الزمن القاسي , لكن اليوم يبكي من شدة الفراق والهجر يتألم من هجر المسؤولين له , رغم انه يعبر عن ارثنا التاريخي وموروثنا الثقافي المتنوع , فماهي الأسباب  التي جعلت قصر البحر تسقط لبناته يوما بعد يوم  كأوراق  الخريف؟ هل فعلا شبكة السكك الحديدية  التي تمر محاذية لهذا الإرث التاريخي هي السبب في وقوع كارثة الانهيار ؟ أين هو إذن دور وزارة الثقافة في الحفاظ على الآثار ؟ لماذا ظلت صامتة لم تتدخل لاجل  إنقاذ معلمة تزن ذهبا وجعلتها  تنتحر أمام اعينها دون آن تحرك ساكنا؟ أين هي المنح التي تدفعها وزارة الثقافة البرتغالية مقابل الحفاظ على ارث أجدادها ؟

ان الجميع مسؤول عن ما آلت إليه هذه المعلمة التاريخية من نسيان  , فلو كان هذاالصرح التاريخي  بمراكش أو مدينة أخرى اقل عراقة من حاضرة المحيط , لتم ترميم  جميع اجزائه  وتم خلق ميزانية من عدم لإعادة تأهيلهولو على حساب جيوب أثرياء المدينة,  لكن اسفي لاتجد من يتكلم عنها لاسيما في وجود مديريتين شبه غائبتين هما , المديرية الجهوية للثقافة والمديرية الجهوية للسياحة.

عبد الرحمان السبيوي

التعليقات مغلقة.