اليونيسيف: “وجه مألوف: العنف في حياة الأطفال والمراهقين”،

أذكر هذا الشعار جيداً، كان يزين احتفالاتنا بالمناسبات العالمية للاطفال.. وكان يمثل حلما بخلق الحياة الفضلى للاطفال كل الاطفال في العالم ! فماذا حصل؟

كما تعلمون يحتفل عالميا ومحليا هذه الايام بمناسبات تظهر في شكلها اهتمام العالم المفترض بالاطفال الا أنك تصاب بالفزع والهلع عندما تعلم وتقرأ الارقام والانتهاكات التي ما زال يتعرض لها الاطفال في كافة مراحلهم العمرية!

لقد صدر بداية هذا الشهر تقرير عن منظمة اليونيسيف حمل عنوان “وجه مألوف: العنف في حياة الأطفال والمراهقين”، أوضح بأن حوالي 300 مليون طفل (3 من كل 4 أطفال) تتراوح أعمارهم ما بين 2-4 سنوات يعانون من تجربة الإنضباط العنيف من قبل مقدمي الرعاية لهم، ويعاقب 250 مليون منهم أي (6 من كل 10) عقاباً جسدياً.
تشير “تضامن” في تقريرها الاخير الى أن مسح السكان والصحة الأسرية لعام 2012 أشار الى أن 66% من الأطفال الذين أعمارهم 2-14 عاماً في الأردن تعرضوا لشكل واحد على الأقل من أشكال العقاب الجسدي من قبل الأبوين أو بالغ آخر من أفراد الأسرة (خلال الشهر السابق للمقابلة). وكان 20% منهم عرضة إلى عقاب جسدي خطير إما بالضرب أو الصفع على الوجه أو الرأس أو الأذن.

ربما من المهم ذكر أنه ومنذ سنة فقط عرفت دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية عام 2016 العنف ضد الأطفال والمراهقين على أنه:” الإعتداء عليهم جسدياً وجنسياً وجرح مشاعرهم وإهمالهم، أما بالنسبة الى الرضع وصغار الأطفال فإنه يتخذ أساساً شكل إساءة معاملتهم على أيدي والديهم ومقدمي خدمات الرعاية وغيرهم من الأفراد ممن لديهم سلطة عليهم، وعندما يكبر الأطفال فإن العنف بين الأقران والأزواج يصبح شائعاً أيضاً بينهم، ويشمل ممارسات التنمر والقتال والعنف الجنسي والإعتداءات التي تشن بأسلحة من قبيل البنادق والسكاكين”.
قبل أسابيع تواصلت معي سيدة عن قضية ابن الجيران المراهق الذي يتعرض يوميا هو وأخوته للضرب المبرح من قبل والديه لدرجة أنه وقف على أحد الشبابيك وكان يهم بالقفز من العمارة وهو يصيح، بديش أعيش معكم ! بدي أموت!

هل تعلمون أنه عالمياً كل 7 دقائق يقتل مراهق/ مراهقة في مكان ما في العالم بسبب العنف!
وأن الإحصاءات العالمية تشير الى أنه خلال عام 2015 تعرض مليار طفل وطفلة حول العالم للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، كما ويعاني طفل من كل أربعة أطفال طوال فترة الطفولة من إساءة المعاملة الجسدية، وتتعرض فتاة واحدة من بين كل خمس فتيات، وفتى واحد من بين كل 13 فتى للإعتداء الجنسي. وأن جرائم قتل المراهقين من بين الأسباب الخمسة الرئيسية لوفاتهم!
هل هذا عالم جدير بالاطفال؟

التعليقات مغلقة.