رؤساء أركان القوات الجوية الأفارقة يلتئمون بمراكش للتباحث بشأن التحديات الأمنية الإقليمية

الئم امس بمراكش رؤساء أركان القوات الجوية الأفارقة في إطار ندوتهم السنوية الثامنة، من أجل مناقشة التحديات الأمنية الاقليمية وتعزيز الحوار بين كبار مسؤولي القوات الجوية بالقارة.

و تعتبر هذه الندوة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بمبادرة من قيادة القوات الجوية الأمريكية بأوربا وأفريقيا، بتعاون مع القوات الملكية الجوية المغربية، أرضية تمكن المشاركين من كبار مسؤولي القوات الجوية في ثلاثين بلدا إفريقيا من تطوير التعاون متعدد الأطراف.

وبهذه المناسبة، أعرب الجنرال دو ديفيزيون مفتش القوات الملكية الجوية العابد علوي بوحميد، عن امتنانه للمسؤولين ب” أفريكوم” لمساهمتهم القيمة في تنظيم هذا الحدث الإقليمي، الذي سيشكل، على حد قوله ، تحولا كبيرا في المساندة والدعم المستمرين اللذين تقدمهما “أفريكوم” للدول الإفريقية.

وقال “إننا نقدر القيمة الحقيقية لهذه المبادرات الهادفة إلى تعزيز السلم والأمن والتعاون متعدد الأطراف في منطقتنا الاستراتيجية”، موضحا أنه تماشيا مع أهداف هذه الندوة، تسعى القوات الملكية الجوية إلى استغلال هذه الفرصة من أجل تعزيز تبادل التجارب، والممارسات الفضلى بين القوات الجوية الافريقية والأمريكية.

وأكد الجنرال دو ديفيزيون علوي بوحميد ، على إرادة القوات الملكية الجوية لبحث مختلف سبل التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، وتطوير العلاقات ” رابح – رابح” وتعزيز ثقافة التميز والتسامح وارساء الأمن والديمقراطية بإفريقيا، وذلك بفضل الرؤية النيرة وريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأبرز في هذا الصدد أن “رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس تستمد من تبصره وإيمانه العميق بالنهوض بالتعاون جنوب – جنوب والمقاربات رابح- رابح، باعتبارها استراتيجية محورية من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة”.

وأضاف أن صاحب الجلالة أبرز، في مناسبات متعددة، وخاصة خلال زيارات جلالته لمختلف البلدان الافريقية، الإمكانات الهائلة لهذه القارة والتي بمقدورها ضمان مستقبل واعد لساكنة افريقيا وتمكين هذه الأخيرة من لعب دور محوري على الصعيد الدولي.

وأشار إلى أن هذا الحدث “يعد فرصة كبيرة لاستكشاف وتقاسم وبلورة أفكار جديدة وحلول من شأنها المساهمة في رفع التحديات التي نواجهها وتحقيق تطلعاتنا ورؤيتنا للمستقبل”.

من جهته، أشار قائد القوات الجوية الأمريكية بأوربا وافريقيا الجنرال تود وولترس، أن الهدف الأساسي لهذه الندوة ولجمعية القوات الجوية الإفاريقية، التي أنشئت سنة 2015، يكمن في تمتين روابط الصداقة والتعاون والدعم المتبادل.

وقال إن هذا الملتقى يشكل أيضا، فضاء للتفكير حول الامكانيات الكفيلة برفع كافة التحديات، ومناقشة الحلول المناسبة لمواجهة التهديدات العابرة للحدود، موضحا أن هذه التهديدات والمنظمات المتطرفة تمس ليس فقط أمن واستقرار افريقيا بل أيضا المجتمع الدولي برمته. وأكد أن محاربة الأفراد والجماعات المتطرفة يعتبر عنصرا أساسيا ضمن مهام “أفريكوم”.

من جانبها، سلطت ستيفاني ميلي المكلفة بالشؤون بالسفارة الأمريكية بالرباط، الضوء على أهمية هذا الحدث الأمني الذي يتناول هذه السنة موضوع الأمن بافريقيا، الذي يعد – على حد قولها ، أمرا حيويا سواء بالنسبة للدول الافريقية أو الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي هذا السياق، شددت السيدة ميلي على ضرورة التفكير في النماذج الكفيلة بتعزيز القدرات، علما أن الولايات المتحدة تتوفر على تجربة كبيرة وكفاءات لتقاسمها مع شركائها الأفارقةر، معتبرة، من جهة أخرى، أنه من الضروري تبني مقاربات شاملة تتجاوز الحدود لمحاربة التهديدات الجماعية للأمن.

وبعد أن أشادت بالتعاون الأمريكي مع البلدان الافريقية ، الذي يبرز من خلال المقاربة متعددة الأشكال في المجال الأمني، أشارت السيدة ميلي إلى أن الشراكة العريقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب يستفيد منها ليس فقط البلدان، بل أيضا القوات المسلحة بدول المنطقة، التي تستفيد من تكوينات ومن التبادل مع القوات المسلحة الملكية، دون إغفال تقاسم التجربة المكتسبة في مجال محاربة الارهاب.

تجدر الإشارة الى أن ندوة رؤساء أركان القوات الجوية الأفارقة، التي أنشئت سنة 2011 من قبل القوات الجوية الأمريكية ال17 ، يروم ارساء منصة مشتركة للنهوض بالحوار، والأمن والتنمية، عبر طريق القوات الجوية بالقارة الافريقية.

وقد أضحت هذه الجمعية، حاليا، نموذجا للتعاون بالنسبة للمناطق الأخرى، وتظل المنتدى المفضل للتعاون والالتقاء بين قادة القوات الحوية الافريقية وكبار المسؤولين بالقوات الجوية الأمريكية.

التعليقات مغلقة.