الاكل مع الذئب والبكاء مع الراعي

عمر الشرقاوي

ليس المشكل في حزب العدالة والتنمية انه لا يفعل ما يقول فقد يكون معذورا، بل المشكل انه يفعل عكس ما يقول ويمارس ضد ما يعلنه. خلال ترأسه للحكومة وتزعمه للاغلبية اظهر انه نموذج متفرد في الاكل مع الذئب والبكاء مع الراعي وهناك امثلة كثيرة تؤكد هذا “الدوبل فاص”. فهو قدم مقترح تصفية تقاعد البرلمانيين ثم سحبه وانضم الى المدافعين على ابقاءه، انتقد تقاعد الوزراء واستفاد منه باضعاف مضاعفة، انتقد الصناديق السوداء في المعارضة وواصل العمل بها في الحكومة. هاجم السلفات الربوية في المعارضة ورفع من حجمها في الحكومة. انتقد مداخيل الخمر والشيشة والتبغ ورفع منها في قوانين حكومته. حارب اشهار القمار خلال المعارضة وتسامح معه في الحكومة. هاجم العاب اليانصيب والرهان وقبل بتمويلها لقوانين المالية.
طالب بمقترح منع التطبيع مع اسرائيل في المعارضة وقبل المعاملات الاقتصادية معها في الحكومة. وعد بتحسين ظروف الموظفين وفرض عليهم الاقتطاع من اجورهم لاربع سنوات، قال انه ضد الريع السياسي وتحول الى اكبر مستفيد منه. رفض تعديل مادة 490 من القانون الجنائي المتعلقة بالحريات الفردية بالبرلمان ودافع عنها في سلوك افراده. هاجم ديون الحكومات واغرقتنا حكومة البيجيدي في الديون.

التعليقات مغلقة.