رسالة الى الموظف العمومي المكلف بالصحة

عبد العزيز العبدي

سلام تام، وبعد….
أجد نفسي مضطرا للتضامن معكم في هذه الرسالة، وهي تندرج ضمن رسائل عديدة للتضامن مع كبار القوم ضد ما يتعرضون له من اضطهاد، سواء من جهتنا نحن الرعاع أو من جهات أخرى أشد وقعا عليها منا..

سبب نزول هذا التضامن ما تداولته الصحافة مؤخرا حول الوباء الذي حل بالبلد، وهو أفلونزا الخنازير…


رغم أنكم أكدتم أن سبب وفاة المواطنة المغربية المسماة قيد حياتها بسارة، ووفاة طفلها بعد ذلك، وهذا أمر طبيعي، كانت (أي الوفاة) نتيجة تعفن في مسالكها البولية، وفي جهازها التنفسي، إلا أن الكثير من الرعاع ومنعدمي الظمير لم يصدقوا تصريحكم، بل حتى زميلكم الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد مصطفى الخلفي، أكد أن سبب الوفاة هو فيروس انفلونزا الخنازير، وأضاف أن سارة لم تكن هي الوحيدة، بل هناك مواطنة تبلغ من العمر 68 سنة توفيت بدورها جراء هذا الوباء…
في كل الدول المتقدمة، وبلدنا تندرج حتما بينها، تكون الكلمة العليا لأصحاب الاختصاص وللمسؤولين الذين يزاوجون بين الاختصاص وتحمل المسؤولية، وهي حالتنا، إلا في بلدنا، حيث الرعاع ينطون على ظهور كبار القوم، ويرشقونهم بالمعلومات الصحيح منها والخاطئ، ثم يضطهدونهم، ويكون الاضطهاد مضاعفا حين يلتحق بهم زميل لكم، لا يعرف عن انفلونزا الخنازير سوى أن الخنازير حرام بنص القرآن….


أعرف معالي الوزير أن الصواب بجانبكم، وأن الرعاع مثلنا لا يفقهون شيئا، حتى وهم يقفون على أخبار غبية من قبيل غياب المضاد الخاص بأفلونزا الخنازير، وأنه ليس كل المصحات مدرجة في نظام الرصد الوبائي، فعلى المواطن حين تستبد به حالة صحية مستعجلة، أن يقصد مديرية الأوبئة ويعاين سجل المصحات والمستشفيات المنضوية في هذا النظام قبل أن يودع شيك الضمان لدى المكلفة بالاستقبال في المصحات، ثم ما الخطر في أن لا يتوفر البلد على مضاد ضد أنفلوزا الخنازير، فهي أصلا غير منتشرة، أو حتى وإن انتشرت فوضعها شكل عادي والذين ماتوا بسببها يدخلون في عداد الضحايا العاديين الذي يجب عليهم أن يموتوا …..


وأنا أتضامن معكم، أشد على أيديكم بحرارة، للموقف الصارم والحازم الذي اتخذتموه، بنكران الوباء أصلا، وعدم الانخراط في أي حملة تحسيسية بخطر غير موجود حسب افادتكم….
وتقبلوا معالي الموظف العمومي فائق الاحترام والتقدير…

التعليقات مغلقة.