#ألف_حكاية_وحكاية: الشيخ “لـ” والحريم: دعارة حلال؟

حنان الدرقاوي

كانت فاتن حدهوم فطومة تعيش في حي المحيط بالرباط.

كنت أزورها في شقتها الأنيقة التي اشتراها لها الشيخ ” ل” من الإمارات. تعرفت إليه قبل سنتين وتزوجها زواجا عرفيا. لم يكن يلعب في الحرام. كل شيء في الحلال. زوجتان في الإمارات وزوجة هندية وأخرى مصرية. زوجتان مغربيتان بعقد عرفي.

كان قد تجاوز السبعين من عمره، فيما فاتن حدهوم فطومة تبلغ اثنتين وعشرين عاما.

كان حدهوم هو إسمها الأصلي. غيرته مشغلتها إلى فطومة، قبل أن يغير الشيخ إسمها إلى فاتن.

دفع ثمن تغيير الإسم وأغرقها في المال والهدايا: ساعات وعطور فاخرة وألبسة على الموضة. استخرج لها جواز سفر ديبلوماسي لتسافر به معه. يبعث لها سبعة ملايين سنتيم كل شهر. كانت فاتن حدهوم فطومة تعتمد علي في صرف الويسترن يونيون، لأنها أمية. لم يفكر الشيخ في مسألة محو أميتها.

بعد صرف الحوالة، كانت حدهوم فاتن فطومة تدعوني إلى الغذاء. نأخذ كميات لا تقدر من المشويات والسلطات ونقعد في بيتها نتحادث. أحاول أن أفهمها وتحاول أن تفهمني. كنا عالمين مختلفين. اخترت قدر الكلمة واختارت هي قدر الجنس كما تقول. تعول عليه للعيش والحياة الفاخرة.

في بيتها، كانت تلتقي نساء بكل الأشكال والألوان، طلبهن واحد: شيخ مثل “ل” يخرجهن من قدر الفقر والحاجة والدعارة الرخيصة.

كانت هناك مطلقات، أمهات وعذراوات أيضا. صعقت ذات يوم حين أتت هنية أم كوثر ذات الستة عشر ربيعا. كانت تبكي وتطلب من حدهوم فاتن فطومة أن تساعدها. قالت إن ابنتها كوثر صاحبت ولدا من الثانوية وهو لا محالة سيأخذ بكارتها تحت شجرة أو في غرفة حقيرة. هنية كانت تطلب من صديقتي أن تأتيها بشيخ يفض بكارة ابنتها مقابل المال. قالت إنها ستكتفي بعشرة ملايين سنتيم أو أكثر قليلا.

لم تكن على علم بالجديد في عالم البكارة في أوساط الخليج. قالت لها صديقتي أن الشيوخ لم يعودوا يدفعون تلك المبالغ الباهظة بعد أن انتشرت البكارة الإصطناعية. حلفت لها هنية أن إبنتها عذراء أصلية وأخرجت شهادة بكارة من صدرها. كانت تردد: “والله إنها عذراء لم يمسسها إنس ولا جان”.

فكرت حدهوم فاتن فطومة طويلا في العرض وطمأنت هنية بأنها ستجد مفتضا لبكارة ابنتها. انصرفت هنية وهي تدعو لها بدوام النعيم وطول العمر للشيخ.

حين خرجت هنية، أخبرتني فاتن حدهوم فطومة أن هنية وابنتها تحومان حول الشيخ وأنهما تأتيان كلما أتى. تأتي كوثر في كامل زينتها. يعطيها الشيخ إكرامية المرافقة، وهي مائة دولار، وتنصرفان. تراهما في كل مرة وهما تتحادثان مع سائق الشيخ. كانت حدهوم فاتن فطومة تتخوف من مطامع هنية وتقول إن خرابها سيأتي على يدها.

لم يمر وقت طويل حتى وقعت الواقعة. ضبطت حدهوم فاتن فطومة مع عشيق لها في السرير الذي اشتراه الشيخ. هنية فضحتها لسائق الشيخ وهو أخبر مشغله وأتى لضبطها. مزق الشيخ ورقة العقد العرفي. طرد حدهوم فاتن فطومة من الشقة وأخذ منها السيارة وجواز السفر وعقد على كوثر التي كانت لا تزال عذراء. تمكنت هنية من امتلاك بيت مرهون بحي المحيط، فيما اتجهت حدهوم فاتن فطومة جهة أغادير لتبدأ من الصفر رحلتها مع مهنة الجنس، لكن بشكل آخر هذه المرة.

التعليقات مغلقة.