لست عاهرة ولا شرموطة، ولا عجوز شمطاء، بل أنا اجمل نساء الأرض

وفاء سلطان

لست قحبة ولا شرموطة، ولا عجوز شمطاء، بل أنا اجمل نساء الأرض وأغناهن، وأكثرهن سلاما وسعادة وطمأنينة وراحة بال!
….
نعم، أنا أجمل نساء الأرض، لأن عالمي الداخلي هو المرآة التي أنظر فيها لأرى نفسي، لأراها بلا رتوش وأصفى من ينبوع ماء!


لقد منحتني الطبيعة مالم تمنح أفضل منه لكائن على سطح الأرض! منحتني جمالا وخلقا وعلما وغنا وحرية تفوق حرية الصقر في قبة السماء…..
والأهم من كل هذا وذاك، منحتني زوجا تتربع مملكتي على كتفيه، وأولادا هم سياج تلك المملكة وأجمل مافيها، وأصدقاءا أقرب إلى قلبي من شغافه….
لا أريد من الحياة أكثر مما أخذتُ منها، لأنه الكمال بعينه، أو هكذا أراه…. وأنا مدينة للكون، ليس على كل زهرة في حديقتي وحسب، بل على كل عشبة نافعة وضارة في حياتي، إذ لا أدرك قيمة النافع إلا بوجود الضار!
………..

هذه هي أنا باختصار شديد، شديد جدا، وإلا سيأخذني دهرا لأصف اللؤلؤ والألماس والجواهر في خزائني! هذه هي أنا، فلا تحاول أن تشتمني على الخاص والعام بما في كتابك المقدس من مفردات! القحبة في مفهومي ليست كما هي في مفهومك…. القحبة في مفهومي هي الشعب الذي يضام ويقبل بالضيم، ويهان ويقبل بالإهانة… هي الشعب الذي يرى في موت الخاشقجي فضيحة للسعودية، لكنه لا يرى في قتل حسن الخيّر وقطع أصابع علي فرزات، واختفاء الآلاف من شرفاء الوطن في أقبية المخابرات وصمة عار في جبينه….
وحدها القحبة تكيل للناس بمكيال ولنفسها بآخر! أما مفهومك أنت للقحبة فلا يعنيني، رغم أنني أحترمها حسب ذلك المفهوم أكثر بمليون مرة مما أحترمك!

…..
أعيش رخاءا ( فكريا وروحانياً وعاطفيا وقانونيا) لم يعشه أحد، وهو كفيل بأن يحميني من كل إهانة وضيم، ولكنني أخذت على عاتقي أن أدافع لرفع كل ضيم ومنع كل إهانة، وهذه هي رسالتي النبيلة التي جئت إلى الحياة أحملها، وجئت مزودة بكل ما أحتاج إليه لتأديتها!
….

لقد واجهت الملايين من غلمان الإسلام ولم يستطيعوا أن يثنوني، رغم أنهم استعملوا نفس مفرداتك وشتائمك باعتبارهم جاؤوا معك من نفس الرحم الثقافي! فإياك أن تظن أن معركتي مع الطاغية الذي تدافع عنه أشرس من معركتي مع الإسلام! وإياك أن تتوهم بأن بضع كلمات بذيئة لا تملك غيرها ستحرفني عن مسيرتي، سأستمر لأنقذ أولادك وأحفادك من حياة لا تليق بالحيوان، بل من هلاك محقق، فأولادي وأحفادي محميون، ويقودون حياة كريمة منتجة وتليق بهم. أنا جديرة بالمهمة بعد أن فشلتَ – حضرتك -أخلاقيا
وأفلستَ فكريا لتقوم بتلك المهمة المقدسة كرجل ملتزم ومسؤول! ليس هذا وحسب، بل سقطت ضميريا لأنك قبلت أن تقتات على مايرمى لك من فتات من فوق موائد طاغيتك وطغمته، وتجاهلت كل المقهورين والجياع!
…….
هناك مثل يقول: المفلس يمر مسرعا في السوق! لو لم تكن مفلسا على كل صعيد لتوقفت قليلا في سوق أفكاري علك تلتقط بعضا من جواهري، وقبل أن تبدأ بقذفي بأسماء إلهك الحسنى! لكنك مفلس…. مفلس لغويا، إذ ليس في قاموسك إلا الشتائم… ومفلس فكريا، لأنك ترى قيمة المرأة فيما بين ساقيها، وأنا أراها فيمابين أذنيها! ومفلس عقليا، لأنهم برمجوك على أن لا تستوعب،
وأن تنبح ككلب الحراسة لأي صوت ترى فيه تهديدا لكرسي صاحبك!
……
حربي مستمرة وسأدخل التاريخ من بابه العريض، وبدون نقاط تفتيش، لأنني أكبر من أي اشتباه! بينما ستنتهي أنت وطاغيتك وزبانيته في براميل القمامة كما انتهى تشاوسيسكو وستالين وهتلر وفرانكو وصدام حسين وغيرهم.. فوفر على نفسك بذل نفس آخر للوقوف في وجهي، لأنني بلدوزري سيدوسك وأمثالك كدودة سحقتها الأقدام في التراب، وسيجرفكم إلى أقرب مزبلة عاجلا أم آجلا!
*************************************************************
أعزائي القرّاء: أعتذر عما جاء في المقالة من كلمات بذيئة، فهي تصلني كل يوم، ولا بد من اطلاع القارئ على ما أعانينه…
لا تقلق بخصوصي فالجبل لا تهده الريح… لقد عدت لتوي من رحلة استجمام، وجاهزة لأبد معركتي من جديد…

التعليقات مغلقة.