الزوج المغربي، كيفية الاستخدام

د. جواد المبروكي

المرأة المغربية لا تملك نموذج الزواج الناجح والمتوازن والسعيد، ولم ترى في طفولتها الاحترام المتبادل أو الحنان أو حلاوة الكلام  بين والديها، كما لم ترى مساواة في الحقوق بينهما. على العكس من ذلك، رأت والدًا طاغية وأمًا “ضحية” وخاضعة لزوجها. لم ترى سوى العنف بينهما وأب متسلط ووالدة بدون كلمة. وتعلمت أساسا من هذا النموذج الزوجي، التواصل الكارثي الذي يستعمل دوما علاقة القوة.

من ناحية أخرى، تحلم المرأة المغربية بالأمير الساحر وبحياة زوجية سعيدة وتعتقد أنها تعرف كيف تفعل ذلك وأنها قادرة على تحقيق السعادة على عكس والدتها.

لكن بعد الزواج تجد نفسها تعيش في جهنم وتنتج نفس سيناريو والديها.

لذا، أقترح على المرأة المغربية خلاصة دليل الرجل العربي والمغربي والذي لا ينطبق بطبيعة الحال على الرجال الغربيين.

هذا الدليل ليس مجرد رأي كما يعتقد القراء المغاربة ولكنه ثمرة 18 عامًا من البحث التحليلي للمجتمع المغربي وللآلاف من النساء والرجال.

1- كل الأوراق تُلعب قبل الزواج

أ- الذَّكر المغربي مُغوي

الرجل المغربي غير ناضج عاطفيا ومعرفيا بالنسبة للمرأة وبما أنه ذَكر فإنه يتعامل فسيولوجيا مثل باقي الحيوانات الذكورية (طقوس المغازلة) حيث يحاول إغواء الأنثى بكل الوسائل الممكنة من أجل الحصول على إغرائها وتلبية احتياجاته الجنسية والعاطفية ولذلك فهو مستعد لإرضاء جميع رغباتها ويجب انتهاز هذه الفرصة أي المرحلة ما قبل الزواج وهشاشة الرجل في حالة المغازلة.

ب- السيطرة وإعادة تأهيل وتربية الرجل المغربي

في هذه المرحلة تحمل المرأة الرنة ويجب أن تتحكم في المغوي وتجره من أنفه وهذه هي الفرصة الوحيدة المتاحة لها قبل الزواج. يجب على المرأة الاستفادة من هذا الظرف وتُعيد تربية الذكر المغربي حسب رأيتها للزواج. وفي هذه الفترة من الإغواء يجب عليها أن تفرض كل متطلباتها وقواعدها وألا تسمح أبدًا للرجل بمعاملتها كسلعة أو بضاعة يريد اقتنائها.

ت- المساواة بين الجنسين

هذه هي اللحظة المناسبة للمطالبة بمعاملتها على قدم المساواة وعدم السماح له بالتحكم في حياتها. وهذه هي اللحظة المناسبة كذلك  لتعليمه كيف يجب أن يكون أميرها الساحر وتجعله يُدرك أنها ليست من ممتلكاته وليست خادمته بالليل والنهار وليست طباخته الخاصة وليست آلته للغسيل (صْبّانة) وليست مصنعه لإنتاج الأطفال.

د- تدريب الرجل على مهامه المنزلية

نعم، على المرأة في هذه المرحلة أن تخبر الذكر المُغوي أن لديه دورًا في أعمال المنزل و يجب عليه أن يهتم بتربية الأطفال أيضًا. ولذلك وقبل الزواج يجب تحديد مهام كل طرف في الأشغال المنزلية مثل “تْدْوازْ جّْفّافْ وْ نْشيرْ الصابون وْ التّْحْدادْ وْ الطّْيابْ..” بدون أن يعتبر أنه “يُساعد الزوجة” لأن هذا ليس بمساعدة وإنما هو من واجباته الضرورية.

ذ- تدريب المغربي على كيف يكون شريكا حقيقيا

يجب الإدراك أن الزواج مؤسسة وأن المنزل هو بُنيان إدارتها وأن الرجل والمرأة شريكان متساويان في إدارة هذه المؤسسة وأنهما الاثنين رئيسان عليها.

ج- حظر العادات السيئة للذَّكر المغربي

حان الوقت لمنع الرجل من الذهاب إلى المقاهي “أعشاش الذكور المغاربة” بعد العمل أو في نهاية الأسبوع والعودة إلى المنزل في وقت متأخر. وعلى المرأة المغربية أن تخبره أن مكانه في المنزل بجانبها، وعندما يكون في العمل فهي أيضًا تعمل في المنزل أو في الخارج كذلك. وبعد العمل عليهما أن يجتمعا للمشاركة في القيام بالأعمال المنزلية.

خ- إدارة المال 

من الضروري تذكير الذّكر المغربي بأنه في مؤسسة الزواج يكون الرجل والمرأة مديرين متساويين. وحتى إذا كانت الزوجة تعمل فقط في المنزل، فإن الأموال التي يكسبها الزوج تخصهما الاثنين وبالتالي فإن كلاهما مسؤول عن إدارتها ولديها الحق في هذا المال بقدر ما له.

لقد فاتت الأيام التي استجابت فيها المرأة للزوج حيث يستخدم المال كقوة وعنف عليها (العنف الاقتصادي).

ر- المشاورة 

يجب الاتفاق على أنه لا يمكن لأي شريك اتخاذ أي قرار بغض النظر عن أهميته دون التشاور مع الآخر. المشاورة هي محور التواصل الجيد. ويجب على الرجل أن يطلب رأي زوجته حتى لزيارة والديه أو شراء أي شيء على سبيل المثال ونفس الأمر يجب أن تقوم به الزوجة. ولهذا يجب تعلُّم كيف يكون كل طرف شريكا ممتازاً في إدارة مؤسسة الزواج.

ز- الحرية المتبادلة

الذَكر المغربي، لديه عادة التمتع بالحرية الفردية مع حرمان المرأة منها، ولذلك يجد من الطبيعي أنه هو الذي يمنع أو يرخص للمرأة بالخروج أو لقاء صديقاتها أو لممارسة الرياضة أو أي نشاط آخر، وفي بعض الأحيان يمنعها حتى من السفر لزيارة والديها.

يجب على المرأة المغربية أن تخرج من هذا المخطط الغير العادل وأن تتفق مع ذَكرها المُغري على أن ليس له أي حق عليها وأن لها الحرية في التصرف وفقًا لرغباتها وقراراتها. وعلى نفس المنوال، يجب عليها تحذيره كشريك، بأنه لا يحق له أن يمنعها من أي شيء ويجب ألا يتصرف معها كديكتاتور يفعل ما طاب له. ولهذا يجب على المرأة إعادة تربية الذكر المغربي على المساواة والاتفاق المتبادل على مشاريع كل منها.

وكذلك يجب تذكيره بأنه ليس لديه حقوق في تفضيلات ملابسها أو استعمال المكياج أو قص شعرها، ومن المهم التشاور معه والتوصل إلى إجماع مشترك، ولكن لا تسمح له بأي حال من الأحوال بحظرها وتستمر في تكرار هذه العبارة اللعينة “ما خْلَّنيشْ نْخْدْمْ أو نْقْرا أو  نْخْرْجْ أو نْسافْرْ أو نْديرْ لَصالْ دْرّْياضة” مثلا لأنها هي المسؤولة على هذه الوضعية وهي التي تسمح له بمنعها.

سيدتي، إذا لم يتم تلبية جميع هذه الشروط وقبولها من قبل الذَّكر المغوي في هذه المرحلة ما قبل الزواج، فإنني أنصحك بإلغاء مشروع زواجك معه وأن تعرفِ أن هذا الذكر المغوي ليس المرشح المناسب لمشروعك.

2- بعد الزواج، كيفية الاستعمال

سوف نرى هذه النقطة في الأسبوع القادم، كيف ينبغي للمرأة إعادة تربية وتأهيل الزوج ليكون شريكًا حقيقيًا مع تحقيق السعادة والازدهار الذاتي.

*خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي

التعليقات مغلقة.