اين كان الشيطان قبل خمسين سنة !؟..

نوال سعداوي

في الستينات، كنت طبيبة شابة أفحص الرجال و افحص النساء على حد سواء، يخلع الرجال ملابسهم أمامي دون حرج و لا يشغلني إلا واجب عملي في الطب و تشخيص المرض، و لا يشغل الآخرين إلا الرغبة في الشفاء و النهوض. 

و اليوم، بعد مرور خمسين عام أرى طبيبات يخفين رؤوسهن بالحجاب خوفًا من الفتنة أو خوفًا من عذاب القبر، أو من ابن تيمية نفسه لم أعد ادري.

سألتني إحدى الطبيبات الشابات من أسرتي :
– هل تعرية الرجل المريض أمام المرأة الطبيبة حلال أم حرام ؟!
سؤال لم يخطر على بالنا نحن الطبيبات قبل أربعين عام. !! تساءلت بيني و بين نفسي؛ ما الذي أفرغ عقول بعض الطبيبات من الطب و العلم و ملأها بالخيالات المريضة عن الشهوات الجامحة ؟ و كيف الانشغال بذكورة الرجل حتى و هو في النزع الأخير ؟!
اجابتني الطبيبة الشابة من أسرتي :
الشيطان يا دكتورة..
(اين كان الشيطان قبل خمسين سنة !؟..). 

التعليقات مغلقة.