الرئاسيات في تونس: مواجهة غير متوقعة بين سعيّد والقروي

أكدت النتائج الرسمية الثلاثاء 17 شتنبر في تونس مواجهة غير متوقعة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، بين الاكاديمي المحافظ قيس سعيد وقطب الاعلام الموقوف نبيل القروي.

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تقدم سعيد ب 18,7% من الاصوات أمام القروي (15,5%) .

وعنونت صحيفة “لوكوتديان” اليومية الناطقة بالفرنسية “قال التونسيون كلمتهم” معتبرة ان الناخبين صوتوا للمرشحين اللذين قاما بحملة انتخابية ضد النخب السياسية. وكتبت “لقد فضلوا القفز في المجهول بدلا من مد اليد مرة أخرى لمن خانوا تطلعاتهم”.

ولا زالت البطالة تطال أكثر من 15% من القادرين على العمل بينهم الكثير من الشبان خريجي الجامعات. ويقضم التضخم المداخيل المتدنية أصلا. وغذى تدهور متواصل للخدمات العامة مشاعر النقمة على السلطات المتعاقبة منذ ثورة 2011.

وزادت من تفاقم هذا التململ طبقة سياسية تشهد انقسامات لا تنتهي وصراعات زعامة.

ومع اشارته الى نسبة مشاركة “مقبولة” عند 45 بالمئة، دعا بفون الاحزاب والمجتمع المدني الى “دراسة أسباب هذه الارقام”.

وقالت حسناء بن سليمان المسؤولة في الهيئة “نحن نحلل المعطيات (..) لكن استبعاد مرشح يحتاج سبباً وجيهاً وجدياً”.

وقال محامو القروي المتّهم بتبييض أموال وتهرب ضريبي والموقوف منذ 23 غشت، أنهم سيقدمون طلباً جديداً للافراج عنه حال تأكد النتائج. ويبقى القروي متمتعا بحقوقه السياسية طالما لم يحرمه منها حكم قضائي، بحسب الهيئة.

– تشظّي –

وأوضحت هيئة الانتخابات ان الدور الثاني من الاقتراع سينظم اما في 6 اكتوبر، اي بالتزامن مع الانتخابات التشريعية، او في 13 اكتوبر، وذلك وقفاً على الطعون التي ستقدّم في النتيجة

وتبقى نتيجة المواجهة بين سعيد والقروي غامضة وذلك لأن المرشحين يعتمدان على خزّان انتخابي “من خارج النظام” بالرغم من اختلافهما الشديد.

فقيس سعيد اقرب الى الزهد ومنفصل عن النخب، بعكس القروي المحب للبهرجة والقريب من تلك الاوساط.

وكرس توقيف القروي قبل عشرة ايام من بدء الحملة الانتخابية والذي ندد به باعتباره “ظلما”، وجوده خارج المنظومة، رغم أنه كان لفترة طويلة داعما مهما للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.

اما قيس سعيد فهو اكاديمي مستقل تماما ويدعو الى لامركزية جذرية للسلطة مع ديموقراطية محلية ونواب يمكن اقالتهم أثناء ولايتهم.

وقال الاثنين لفرانس برس “السلطات المركزية لم تحل المشاكل الاجتماعية” مضيفا “انا لا ابيع برنامجا على المواطنين تحديد هذا البرنامج وتحديد الخيارات الكبرى للخروج من البؤس”.

وتدور مشاورات بين الاحزاب خصوصا قبل انتخابات تشريعية حاسمة في نظام برلماني معدل.

ويتوقع ان تعيد الانتخابات التشريعية رسم المشهد السياسي التونسي بعد الهزيمة التي تكبدتها الاحزاب التقليدية في الرئاسية.

ولم يتمكن اي من ممثلي معسكر الوسط، المنبثق من حزب نداء تونس الذي فاز بالانتخابات الرئاسية والتشريعية لعام 2014، من الحصول على 11 بالمئة. لكن جمع نسب هؤلاء يفوق النسبة التي حصل عليها قيس سعيد. ولكن لا يعرف مدى قدرة هذه العائلة السياسية المتشظية على توحيد صفوفها في الاقتراع التشريعي.

ودعا القروي من سجنه أنصاره الى منح حزبه “قلب تونس” مكانة محورية في البرلمان.

وازاء تشظي المعسكرات السياسية، قالت “مجموعة الأزمات الدولية” في تقرير قبل الاقتراع انه “قد لا تنبثق أي غالبية لتشكيل حكومة في الآجال المحددة في الدستور”.


















التعليقات مغلقة.