تايناست.. قافلة طبية تضامنية تؤثثها فعاليات مدنية..


عبد السلام انويكًة


  في علاقة بين المجتمع المدني وما هو منشود نمائياً على مستوى اقليم تازة، وبالنظر لمِا لا يزال يسجل من هشاشة في ربوع  المنطقة عموماً وممن خصاص في نماء وسط القروي تحديداً رغم كل الجهود خلال السنوات الأخيرة، على أساس أن الوضع في العمق هو نتاج تراكمات ماضي وطبيعة جبلية صعبة وتشتت ساكنة وغيرها. ولعل القرب من الفاعل المدني يشكل أداة أساسية لبلوغ المنشود من التغيير الايجابي لفائدة الانسان بالمنطقة، مع أهمية الاشارة لمِا ينبغي أن يتأسس عليه ذلك من واقعية وسبل تدبير للموارد المتاحة و التي توضع رهن الاشارة أيضاً، ومن انتقال لمشاريع وظيفية وذات طبيغة عملية عبر ملفات متكاملة وفق مدخلات ومخرجات، مع القبول بتحمل المسؤولية بعيداً عن أية بهرجة وخربشات ودخان يملأ المجال هنا وهناك في غياب جوهر الشيء من احتياجات آنية وذات أولوية.

    في هذا الاطار وضمن المؤمل تجاه الوسط القروي بالاقليم، تنظم جمعية تايناست لمبادرات التنمية يوم 19 أكتوبر الجاري قافلة طبية بمساهمة مكونات جمعوية ذات تماس بالملف الاجتماعي، كما بالنسبة لجمعية أصدقاء المركب الاستشفائي ابن سينا بالرباط وجمعية أنفاس وجمعية الحياة للتنمية البشرية وغيرها. مبادرة تروم الميدان عبر تقديم خدمات طبية وأدوية لفائدة ساكنة جماعة تايناست. بحيث يُتوقع استهداف أزيد من ألف مستفيدة ومستفيد فضلاً عن حملة موازية تخص المتمدرسين بالمنطقة من خلال خدمات تهم طب العيون عبر فحص البصر وتقويمه وتوزيع نظارات على المحتاجين. اضافة الى ما ستحتويه القافلة بحسب برنامجها من أنشطة وورشات تحسيسية تخص النظافة وصحة الاسنان والمرأة والطفل، علماً أن طاقم القافلة الطبية يظم أكثر من سبعين مشاركاً متطوعاً منهم أطباء متخصصين وممرضين ومؤطرين.

     يذكر أن تايناست وجهة هذه القافلة الطبية على بعد حوالي خمسين كلم شمال تازة، بقدر طابعها القروي ودرجة ما هي عليه من هشاشة بقدر غناها النباتي الغابوي والمائي، فضلاً عن موارد سياحية طبيعية وتراثية ضخمة تجعل منها منتجعاً جبلياً على درجة من الأهمية والتكامل، والتي إن أحيطت بما ينبغي من عناية وتهيئة واستثمار قد تشكل موقعاً سياحياً متفرداً منافساً لما هو كائن في هذا المجال. علماً أن منطقة تايناست المغمورة في خريطة وفعل السياحة القروية بالمغرب، كانت زمن الحماية بجالية وعمران فرنسي وأنشطة سياحية ومنشآت رياضية وغيرها. إن هي استثمرت بما ينبغي من تأهيل وتعريف بالمؤهلات وتأطير للموارد المتاحة، وبما ينبغي من تدخل لفاعلين جمعويين وهيئات منتخبة ومصالح اقليمية وجهوية، فضلاً عما يمكن أن تسهم به وزارة الشباب والرياضة مثلاً عبر إحداثها لمخيمات شبابية وأخرى للطفولة وغيرها من المبادرات من هذا وذاك. لا شك أنها ستكون بتنمية رافعة لتنويع عرض بلادنا السياحي الطبيعي وتقوية قدرات موارد الاقليم والجهة في هذا المجال وحسن استثمار موارد المجال المغربي الترابية، مع أهمية الاشارة الى أن تايناست هذا المنتجع الجبلي المغمور يملك جميع ما قد يجعله أول قبلة لسياحة طبيعية استجماميةبالاقليم، مدعماً ما يوجد عليه مركز باب بودير كمكسب وما يمكن تحقيقه على مستوى منطقة كاف الغار الغني والمجاور غير بعيد شمالاً.

التعليقات مغلقة.