فوائد بياض البيض

إعداد مبارك أجروض

يعتبر بياض البيض من الاغذية الغنية جداً بالبروتين، كما أن البروتينات هي اللبنات الأساسية لجسم الإنسان، فهي تستخدم لبناء جميع أنسجة وعضلات الجسم، لذلك يعد الحصول على كمية كافية من البروتين في النظام الغذائي أمراً بالغ الأهمية، يمكن أن يساعد تناول البروتين الكافي في تخفيف الوزن وزيادة كتلة العضلات وانخفاض ضغط الدم وتحسين صحة العظام.

لقد استساغ الإنسان البيض واعتاد على تناوله منذ فجر التاريخ، ولم يقف الأمر عند حد أكله، بل تفنن في صنع مآكل منه، واعتمد عليه في علاج عدد من العلل والأمراض مثل الداحوس وثقل الرأس وجفاف الحلق وغيرها.

يتألف البيضة من ثلاثة أجزاء:
ـ صفار البيض الذي يقع في المركز.
ـ بياض البياض الذي يحيط بالصفار.
ـ قشر البيض الذي يشكل الطبقة الخارجية.

وسيتناول الحديث هنا بياض البيض، فهو سائل شفاف يتألف معظمه من الماء، ويحتوي على سعرات حرارية قليلة، وهو فقير بالفيتامينات والمعادن، ولكنه غني بالمواد البروتينية عالية الجودة التي تتضمن جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم والتي لا يستطيع تصنيعها. كما تكمن أهمية البياض في خلوه تماما من الدهون المشبعة والكوليسترول ما يجعله خيارا غذائيا موفقا لشريحة كبيرة من المرضى، خصوصا أولئك الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول الضار في الدم أو المصابين أو المعرضين لخطر الإصابة بداء السكري والأمراض القلبية الوعائية.

* المكونات الغذائية لبياض البيض

إذا أخذنا بيانات وزارة الزراعة الأميركية فإن كل 100 غرام من البياض يحتوي على:
ـ ماء: 87.57 غرام.
ـ الطاقة: 52 سعرة حرارية.
ـ البروتين: 10.90 غرام.
ـ الدهون: 0.17 غرام.
ـ الكوليسترول: 0 ملغرام.
ـ السكريات: 0.73 غرام.
ـ ألياف: 0 ملغرام.
ـ الكالسيوم: 7 ملغرام.
ـ الحديد: 0.08 ملغرام.
ـ المغنيزيوم: 11 ملغرام.
ـ الفوسفور: 15 ملغرام.
ـ السيلينيوم: 6 ملغرام.
ـ بوتاسيوم: 163 ملغرام.
ـ صوديوم: 166 ملغرام.
ـ الزنك: 0.03 ملغرام.
ـ فيتامين C: 0 ملغرام.
ـ الفيتامين B1: 0.004 ملغرام.
ـ الفيتامين B2: 0.439 ملغرام.
ـ الفيتامين B3: 0.105 ملغرام.
ـ فيتامين B6: 0.005 ملغرام.
ـ حامض الفوليك: 4 ميكروغرامات.
ـ فيتامين B12: 0.09 ميكروغرام.
ـ فيتامين A: 0 ملغرام.
ـ فيتامين E: 0 ملغرام.
ـ فيتامين D: 0 ملغرام.
ـ فيتامين K: 0 ملغرام.

* الفوائد الغذائية والصحية لبياض البيض

يعتبر البيض أحد أهم الأغذية التي عرفها البشر على مر العصور نظرا لفوائده الغذائية والصحية الرائعة، لكن كثيرين يظنون أن فوائد البيض تكمن في صفاره دون بياضه وهذا غير صحيح البتة، فالبياض مهم للدماغ والقلب والعظام والجلد والشعر وكل خلايا الجسم، وضروري للعضلات ويساعد على ضبط الوزن وضغط الدم فتعالوا نقوم بجولة نتعرف من خلالها على فوائد بياض البيض:

1ـ يساهم في تحسين وظائف الدماغ

يحتوي بياض البيض على مركب رائع اسمه “الكولين”، فهو من المغذيات الضرورية لخلايا المخ ويعد من العناصر الأساسية للحفاظ على سلامة وصحة الأغشية الدماغية وتخليق الحمض النووي بشكل صحي وسليم، كما أنه يضمن انتقال الرسائل الصحيحة الى الأعصاب، ويساعد في إزالة السموم.

2ـ يعزز من صحة العضلات

ان بياض البيض غني بالمواد البروتينية اللازمة لنمو وبناء العضلات والحفاظ عليها، من هنا فإن الاستهلاك المنتظم لبياض البيض يساعد على تقوية العضلات ومكافحة التعب وتحسين المناعة.

3ـ يساعد في إدارة الجوع والوزن

إن البروتينات عالية الجودة في بياض البيض تثير الشبع وتدفع شبح الجوع عن آكليها لفترة طويلة وتساهم في الحفاظ على وزن صحي وتدب النشاط في الجسم. وجدت دراسات عديدة نشرت خلال السنوات العشر الأخيرة أن وجبات الإفطار الغنية بالبروتينات، بما فيها تلك التي تحتوي على البيض، تلعب دورا بناء على صعيد إدارة الجوع والوزن، فمثلا أشارت دراسة نشرت سابقا في مجلة التغذية السريرية الأميركية، شملت مجموعة من المراهقات ذوات الوزن الزائد أو البدينات، أن وجبات الإفطار كانت مرتبطة بتناول وجبات خفيفة في المساء وبحدوث تغيرات ايجابية في الإشارت الهرمونية والعصبية وتلك التي تتعلق بالشهية التي تتحكم بتناول الطعام.

4ـ يمد الجسم بالبوتاسيوم

يحتوي بياض بيضة واحدة على 54 ملغ من البوتاسيوم، وهو معدن جوهري لصحة القلب والعظام والأداء الفعال لمختلف الخلايا والأعضاء وفقا لجامعة ميريلاند الطبية الأميركية. وقد ربطت دراسات عديدة بين البوتاسيوم وانخفاض ضغط الدم لأنه يشجع على توسيع الأوعية الدموية.

ويمتاز بياض البيض باحتوائه على كميات متطابقة تقريبا من معدني البوتاسيوم والصوديوم، وهما معدنان مهمان يعملان معا لإنشاء تدرج كهروكيميائي أساسي يعرف باسم إمكانات الغشاء، ويقول عنه معهد بولينوس بولينغ بولاية أوريغون الأميركية بأنه ضروري لتقلص العضلات وانتقال نبضات الأعصاب ووظيفة القلب ونقل المواد الغذائية ومستقلباتها إلى جميع الخلايا. وإن بياض البيض يحقق التوازن الضروري بين البوتاسيوم والصوديوم من أجل الحفاظ على امكانات الغشاء.

5ـ يحافظ على ضغط الدم

لقد تم ربط الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتينات بانخفاض خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ويظهر بحث جديد أن بياض البيض قد يكون مفيدا في شكل خاص، ففي دراسة على الحيوانات اكتشفوا أن بروتين الببتيد المسمى RVPSL الموجود في بياض البيض يخفض ضغط الدم بفعالية أكبر من تلك التي يتم الحصول عليها جراء استعمال جرعة صغيرة من عقار كابتوبريل الخافض لضغط الدم.


6ـ يمد الجسم بفيتامين B2 (ريبوفلافين)

وفقا لمعاهد الصحة الوطنية الأميركية فإن بياض البيض من المصادر الجيدة لهذا الفيتامين فهو يؤمن للجسم أكثر من 60% من الاحتياج اليومي الموصى به من هذا الفيتامين الذي يساعد على تحرير الطاقة وتحسين عملية التمثيل الغذائي وانتاج كريات الدم الحمراء. كما يعمل فيتامين B2 كمضاد أكسدة يجابه الجذور الكيميائية الحرة التي تلحق الضرر بالخلايا أو تقتلها. ويجدر التنويه هنا الى أن نقص الفيتامين B2 يرتبط بحدوث مشاكل صحية عديدة مثل فقر الدم، وزيادة مركب الهيموسيستيئين الذي يساهم في اندلاع السرطان والأمراض القلبية الوعائية.

7ـ يحسن صحة الشعر والبشرة

ويرجع ذلك الى المحتوى العالي من البروتينات في بياض البيض ما جعل البعض يستخدمه كعلاج شعبي للعناية بالبشرة والشعر والجلد. استعمل بياض البيض منذ قرون عديدة لغسل وتلميع الشعر وعلاج حب الشباب وفرة الرأس الدهنية ولكن لا دليل علميا يثبت صحة هذه الادعاءات.

* هل من مخاطر من تناول بياض البيض ؟

لا شك في أن بياض البيض غني بالبروتينات ويعتبر خيارا جيدا لأولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول والأمراض القلبية الوعائية، ولكن يجب الانتباه إلى عدد من الأمور:
ـ أن البياض لا يملك جميع الفوائد التي توجد في البيض الكامل لأن معظم الفيتامينات والمعادن والمغذيات الأخرى مثل فيتامين B12 وفيتامين D والحديد وغيرها توجد حصرا في الصفار.
ـ الإصابةبجراثيم السالمونيلا من أكل بياض البيض وصفاره النيء، لهذ توصي مراكز السيطرة على الأمراض في أميركا بطهي البيض الخام قبل استهلاكه.
ـ تداخل أحد بروتينات بياض البيض مع امتصاص فيتامين بيوتين المهم لعملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون وتنظيم مستوى السكر في الدم، ويمكن حل هذا المشكل بطهي بياض البيض، حيث يرتبط البروتين المشار اليه مع البويتين فيصبح قابلا للامتصاص من قبل الجهاز الهضمي.
ـ الإصابة بحساسية البيض سواء من صفاره أو بياضه، ولكن وفقا لمايو كلينيك فإن الحساسية على بياض البيض هي الأكثر شيوعا. وبحسب الجمعية ألأميركية للحساسية والربو والمناعة فإن 2% من الأطفال يشكون من الحساسية على البيض، ولكن لحسن الحظ فإن الدراسات تفيد بأن أكثر من 70% من الأطفال المصابين بهذا النوع من الحساسية يتغلبون عليها عندما يتخطون عتبة16  سنة من العمر. وتتراوح ردود فعل الحساسية بين الطفح الجلدي الخفيف، والحكة، وألم في المعدة، وضيق في التنفس، وربما حدوث الصدمة التحسسية القاتلة.

وفقا لدراسة نشرت نتائجها في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، فإن الحمية التي تعتمد بياض البيض دون صفاره ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فمرحبا بالبياض.

التعليقات مغلقة.