فرنسا: تحت شعار رحلة فوائد مع القرآن بنفحات ربانية ,نشاط مسجد الرحمة بهوت بيار بستراسبورغ

جريدة أصوات: الحاج نورالدين بامون

بفوائد خيرات القرآن تحيا القلوب وتهدأ النفوس لتسمو الأخلاق عاليا بالخير اليسير والرزق الوفير.

نظمت أمسية مميزة في إطار نشاط مسجد الرحمة الثقافي الشهري بهوت بيار بستراسبورغ، رحلة نفحات ربانية في رحاب فوئد خيرات القرآن الكريم وظلاله الممتدة.

بتنشيط الأستاذ محمد غريم في مداخلته قائلا سننطلق في رحلة مع القرآن في وقفة كيف لا والقرآن هو الذي يرفع الجهل وهو الفصل، كونه هو دستور الأمة وحياة القلوب، بهذه الكلمات أفتتحت الأمسية بكلمة ترحيببة وتعريف بضيوف الأمسية و محاضرها.

إنطلقت الرحلة بعد صلاة المغرب بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم بصوت المقرئ فضيلة الشيخ العيون الكوشي بحنجرته الذهبية الصادحة بآيات من سورة الحشر. التلاوة التي فتحت شهية الحضور الكرام الذي حضر الأمسية بالعشرات من كل الجهات لتقرب أكثر للإمام لسماع القرآن بخشوغ وهدوء تام بسكينة وإطمئنان.

وبعدها إستهل الشيخ الدكتور ربيع فارس محاضرته بالتمعن في عمق القرآن ومنبعه, ليكون صانع الأمة وقائدها ومرشدها, بشغل القلب به و تجديد الإيمان بالعمل به و الرجوع إلى حياته .لظمأ جو العطش الروحي و التزود به من منبعه للرجوه لحنينه.

وعرج في حديثه أن القرآن هو صدارة حياتنا و موجه أعمالنا, لنستمد منه العقيدة والقواعد الصحيحة الواجب إتباعها في جميع أمور الحياة عامة, وننعم بفوائده العديدة التي نوجز منها الفوائد الإيمانيّة الصحية, العلمية و النفسية. والإقتباس من فضائل القرآن و الإرتباط به.

مذكرا بنماذج من الصحابة رضوان الله عليهم وحالهم مع القرآن, مازاد في ترغيب يعض ضيوف الأمسية وعيونهم تفيض دمعا في الحرص على تلاوة القرآن وتدبره وعدم هجره خصوصا عند الحاجة وقت الفراغ.

وأختتم رحلته مع القرأن بكلمات تفسيرية لأيات من سورة الأنفال تلخصت في التعريف بحقوق القرأن علينا والتي أعدها في سبعة عناصر كما هو مبين من عنوانها.

حقوق القرآن السبعة علينا بعد فوائد خيراته، فبعد ذكر كافة الحقوق كما هو متعارف عليه من حقوق الإنسان لحقوق الطفل والمرأة وغيره من باقي الحقوق إلخ….. فجاء حق القرأن علينا كما هي مفصلة:  

1-حق الإيمان و التدصيق، -2حق التعظيم و التكريم ,3- حق التلاوة و الإستماع,4- حق  الحفط والتعهد, 5-حق التدبر و الإعتبار للتذكر, 6 -حق العمل و الاتباع,7 -حق التعلم و التعليم.

 وتطرق في محاضرتة إلى سير القرآن الكريم بآياته بالمجتمع الإسلامي نحو الرحمة الإلهية عبر الكثير من التوجيهات والتوصيات. وفي الآيات التي تلاها حث فيها الناس بالإبتعاد عن وساوس الشيطان والحرص على ملئ الفراغ وعدم ضياع الوقت في القيل والقال والحرص كل الحرص على وجوب طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالقرأن وبالعلم والتعلم. والتخلق بخلق القرأن على خطى الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه.  

ولتكون بيوتنا مدراس لتلاوة وتعلم للقرآن وليست مقابر مهجورة, وقدح يستنار بنوره و بتجديد الإيمان بصناعة القرآن على نهج السلف في جمع الإيمان بالقرآن وجماله لصناعة أنوار القلوب المشعة به, ليكون عامر و منه تنطلق العزة و الرفعة وليكون شرف للهداية للتي هي أقوم, مستشهدا بإبن عباس ترجمات القرأن رضي الله عنه. وبوصية الإمام مالك رحمه الله بتقوى الله و القرآن و نشر العلم, فالقرآن هو أساس الإيمان, وهو أصل العلم في التعديل و التدبير و التسير كونه هدى و رحمة للناس. ولتعزز أهل القرأن ونكرم حامله وحافظه . 

كما بين السلوك الذي يؤدي لهذه الرحمة والخروج بسكينة بموعظة القرأن وذلك بالمسارعة إلى مغفرة الله وعفوه ورضوانه ورحمته التي وسعت كل شيء. كون القرآن هو حبل الله المتين الذي من تمسك به نجا وأفلح في الدنيا والآخرة.

وأستمرت الأمسية في رحاب فضائل فوائد القرآن الكريم وخيراته التي لا تعد ولا تحصى بعد صلاة العشاء التي أمها فضيلة الشيخ العيون الكوشي وبعدها شنف مسامع الحضور بطلب منهم مجددا بتلاوته العطرة التي أثلجت الصدور وعقبه الدكتور فارس ربيع لإكمال محاضرته في كلمة موعظة و إرشاد وتوجيه والتي كانت في صميم الموضوع من فيض خيرات القرأن إلى ساعة متأخرة حضرها العديد من الناس من الجالية المسلمة لعديد الجنسيات. وختام المجلس بدعاء شامل للعباد و للصلاح و لقضاء الحاجات و التضرع للمولى عزل وجل بالقبول و التحقيق.

أمسية جد مفيدة من حيث المضمون و الموضوع, أمسية أسست قواعدها بالتلاوة والشرح والتفسير  أختمت بالدعاء و سافرت بالحضور مع القرآن معرجة بكل المناحي و الزوايا إلا وحطت الرحال بها عند كل محطة للتعريف بالشرح و التفسير للتعمق والتمعن بتدبر يليق بمقام القرآن وعظمة خاصيته تقبل الله من الجميع و جاز الله المفكرين الساهرين على ذلك. أمسية أشفت غليل الحضور و طمأنت متتبعها مجددا لكثير المفاهيم و الآمور الدينية التي يحتاجها الفرد في ديار الغربة بأرض المهجر ,التي كانت غائبة عن المستمعين, أمسية كانت فاتحة شهية للمتابعة و الحرص كل الحرص على مثل هذا النشاط المسجدي الذي بات يعترف إنتشار و تطورا و توسع و إستقطابا للعديد وذلك بالتعمن في القرآن و حسن التدبر و العمل به كما أخبرنا الحضور.

التعليقات مغلقة.