الكوليسترول والأزمة القلبية

إعداد مبارك أجروض

يحتاج جسم الانسان لبعض المواد المهمة لصنع الخلايا او فرز انزيمات معينة لتعمل على توازن الدم، ومن أهم هذه المواد الكوليسترول فهي بمثابة الوقود والطاقة للجسم، وهو مركب موجود في كل خلية من خلايا الجسم، ويقوم باستعماله لبناء خلايا جديدة ومعافاة، ولإنتاج هورمونات ضرورية له. إذا كان مستوى الكولسترول في الدم مرتفعا، فمعنى هذا أن ترسبات دهنية ستتكون داخل جدران الأوعية الدموية، وستعيق هذه الترسبات، في نهاية الأمر، تدفق الدم في الشرايين.

لكن ارتفاع نسبة الكوليسترول خطير جداً ويجب المحافظة على توازنه من مسببات الكوليسترول إما زيادة الوزن أو أكل البيض وتناول الغذاء المشبع بالدهون والتدخين وشرب الخمور، بالإضافة إلى أنه يمكن توريث ارتفاع الكوليسترول، ولكن عادةً ما تحدث هذه الحالة نتيجة لاتباع أسلوب الحياة غير الصحي، الأمر الذي يجعل هذا الارتفاع قابلاً للعلاج والوقاية منه. باتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمرينات الرياضية وتناول الأدوية في بعض الأحيان، يمكن خفض الكوليسترول المرتفع.

* أعراض ارتفاع الكوليسترول

ارتفاع الكوليسترول في الدم ليس له أعراض. إن إجراء اختبار الدم هو الطريقة الوحيدة للكشف عن إصابتك. يُختبَر الأطفال والشباب عادة الذين لا يعانون من عوامل الخطر لأمراض القلب مرة واحدة بين عمري 9 و11، ومرة أخرى بين عمري 17 و19. يُعادُ الاختبار عادةً كل خمس سنوات للبالغين المصابين والذين لا يوجد لديهم عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب.

إذا لم تكن نتائج الاختبار ضمن نطاقات مرغوبة، فقد يوصي الطبيب بإجراء المزيد من القياسات المتكررة. قد يقترح طبيبك أيضاً إجراء اختبارات أكثر تكراراً إذا كان لديك تاريخ عائلي لارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم أو أمراض القلب أو عوامل الخطر الأخرى، مثل التدخين أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

* أسباب الكوليسترول

يُنقل الكوليسترول خلال الدم حيث يكون مرتبطاً بالبروتينات. ويُطلق على هذا المركَّب الذي يجمع الكوليسترول والبروتين اسم البروتين الدهني. وتختلف أنواع الكوليسترول استناداً إلى ما يحمله البروتين. وتتضمن:

ـ البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL).

ينقل البروتين الدهني منخفض الكثافة أو الكوليسترول «الضار» جسيمات الكوليسترول في جميع أجزاء الجسم. يتراكم كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة في جدران الشرايين فتصبح متصلبة وضيقة.

ـ البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL).

يلتقط كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، أو «النافع»، الكوليسترول الزائد ويعيده إلى الكبد.

وعادةً ما يقيس فحص دهنيات الدم الدهون الثلاثية أيضاً، وهي نوع من الدهون الموجودة بالدم. يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

تساهم العوامل التي يمكنك التحكم فيها، مثل عدم الحركة، والسمنة، واتباع نظام غذائي غير صحي، في ارتفاع مستوى الكوليسترول وانخفاض الكوليسترول عالي الكثافة (HDL). كما قد تلعب العوامل التي تخرج عن سيطرتك دوراً. مثلاً، قد يمنع التكوين الجيني الخلايا من التخلص من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة من الدم بشكل أفضل أو يتسبب في إنتاج الكبد قدراً كبيراً من الكوليسترول.

* الوقاية من ارتفاع نسبة الكوليسترول

نفس تغييرات نمط الحياة لصحة القلب التي قد تُقلِّل من مستوى الكوليسترول قد تُساعِدك على الوقاية من ارتفاع نسبة الكوليسترول من البداية.

للوقاية من ارتفاع نسبة الكوليسترول، يمكنكَ:

ـ تَناوُل نظام غذائي قليل المِلح يُركِّز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة

ـ الحدُّ من كمِّيَّة الدهون الحيوانية واستخدام الدهون الجيِّدة باعتدال

ـ التخلُّص من الوزن الزائد، والحفاظ على الوزن الصحي.

ـ الإقلاع عن التدخين

ـ ممارسة التمارين معظم أيام الأسبوع مدة 30 دقيقة على الأقل

ـ التعامُل مع الضغوط

ـ مادة شمعية توجد في الدم يحتاج الجسم إليها لبناء الخلايا الصحية

ـ زيادته قد تؤدي لتكوّن ترسُّبات دُهنية في الأوعية الدموية للمريض

ـ ينصح بنظام غذائي سليم وممارسة التمرينات الرياضية لتجنب المضاعفات

* عوامل تزيد من خطر الإصابة بالكوليسترول الحاد

تشمل العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالكوليسترول الحاد ما يلي:

ـ الكوليسترول والحمية الغذائية الفقيرة.

قد يساعد تناول الدهون المشبعة، الموجودة في المنتجات الحيوانية، والدهون غير المشبعة، الموجودة في بعض المخبوزات المصنعة تجارياً، والمخبوزات والفشار المصنَّع في الميكروويف على ارتفاع مستوى الكوليسترول.

وقد تزيد الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول، مثل: اللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان كاملة الدسم من نسبة الكوليسترول في الدم.

ـ الكوليسترول والسّمنة

إنَّ وجود مؤشر كتلة الجسم بمقياس 30 أو أكثر يعرضك لخطر ارتفاع الكوليسترول في الدم.

ـ الكوليسترول وقلة ممارسة الرياضة

تساعد التمارين على زيادة الكوليسترول الحميد أو الكوليسترول «الجيد» في الجسم، مع زيادة حجم الجزيئات التي يتكون منها الكوليسترول منخفض الكثافة، أو الكوليسترول «الضار» ما يجعله أقل ضرراً.

ـ الكوليسترول والتدخين

تدخين السجائر يدمر جدران الأوعية الدموية ما يجعلها أكثر عرضةً لتراكم الرواسب الدهنية. قد يقلل التدخين أيضاً من مستوى الكوليسترول الحميد أو “الكوليسترول الجيد”.

ـ الكوليسترول والعمر

نظراً لأنَّ كيمياء جسمك تتغير مع تقدمك في العمر، فإن خطر ارتفاع الكوليسترول في الدم يزيد. فعلى سبيل المثال يصبح الكبد أقل قدرة على إزالة الكوليسترول الضار مع تقدمك في السن.

ـ الكوليسترول وداء السُّكَّري

يساهم ارتفاع السكر في الدم في ارتفاع مستويات الكوليسترول الحاد الذي يطلق عليه البروتين الدهني منخفض الكثافة للغاية، وانخفاض الكوليسترول الحميد. يضرُّ ارتفاع نسبة السكر في الدم بطانة الشرايين أيضاً.

* آلام الصدر والنوبة القلبية والسكتة الدماغية أبرز المضاعفات

 يشكل وجود جزيئات كوليسترول عديدة للغاية في الدم، سبباً في تراكم الكوليسترول على جدران الشرايين، وفي النهاية، قد تتكون الترسبات التي يُطلق عليها اسم اللويحات، وقد تؤدي الترسبات إلى تضييق – أو انسداد – الشرايين لديك، ويمكن أن تنفجر كذلك هذه اللويحات، ما يسبِّب تكوُّن جلطة دموية.

ويُمكِن أن يُسبِّب ارتفاع الكوليسترول في الدم تراكُماً خطراً للكوليسترول والرواسب الأخرى على جدران الشرايين (تصلُّب الشرايين). هذه الرواسب (لويحات) يُمكِن أن تُقلِّل من تدفُّق الدم عبر الشرايين؛ ما قد يُسبِّب مضاعفات، مثل:

ـ آلام الصدر

إذا تأثَّرت الشرايين التي تُغذِّي قلبكَ بالدم (الشرايين التاجية)، فقد يكون لديكَ ألم في الصدر (الذبحة الصدرية)، وأعراض أخرى لمرض الشريان التاجي.

ـ النوبة القلبية

إذا تمزَّقت أو تقطَّعت اللويحات، يُمكِن أن تتشكَّل جلطة دموية في موقع تمزُّق اللويحات تمنع تدفُّق الدم وتسدُّ الشريان في اتجاه مجرى الدم. إذا توقَّف تدفُّق الدم إلى جزء من قلبكَ، فستُصاب بنوبة قلبية.

ـ السكتة الدماغية

على غرار النوبة القلبية، تَحدُث السكتة الدماغية عندما تَمنَع الجلطة الدموية تدفُّق الدم إلى جزء من الدماغ.

التعليقات مغلقة.