مصالح دولية تصب في نهر الإنسحاب

يعتقد السفير  صباح اليوم أن عدم تنفيذ قرار البرلمان بضرورة إخراج القوات الأميركية “قد يوفر مبررا لقيام بعض المليشيات المتشددة بالهجوم والانتقام من الولايات المتحدة” مشيرا إلى أن الأيام القادمة ستكشف عن تكلفة رفض إدارة ترامب الانصياع للمطالب العراقية المتزايدة المطالبة برحيل القوات الأميركية.

وفي حديث مع الجزيرة نت، اعتبر تشارلز دان المسؤول الاستخباراتي السابق والباحث حاليا بمعهد الشرق الأوسط أن “الحالة المزاجية للرئيس ترامب تعد عاملا أساسيا في اتخاذ قراراته، وهو ما أدى لتدهور العلاقات بين واشنطن وبغداد على خلفيه تهديداته ورفضه الانسحاب وهو ما يصب في مصلحة إيران في النهاية”.

وقال دان “في حال طلبت الحكومة العراقية بصورة رسمية بانسحاب القوات الأميركية طبقا لاتفاقية 2014، ومرة اخرى ستجد واشنطن نفسها كقوة احتلال إذا لم تنسحب، وهذه قد تدفع لزيادة تهديدات الجماعات الراديكالية ضد الوجود الأميركي في العراق”.

وعلى النقيض من الآراء السابقة، قال ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي السابق في عهد الرئيس جورج بوش -في مقال له بصحيفة واشنطن بوست- إنه إذا دفعت الحكومة العراقية إلى إخراج القوات الأميركية “فستكون قد وقعت في فخ نصبه لها مليشيات كتائب حزب الله”.

ويعتقد هادلي أن من شأن انسحاب قوات بلاده من العراق “تقوية قوات الحشد الشعبي المدعومة إيرانيا وإضعاف الحكومة المركزية والضرر بالسيادة وهيبة الدولة العراقية، كما سيلحق ذلك ضررا كبيرا بجهود مواجهة بقايا تنظيم داعش”.

ويرى أن موضوع سحب القوات الأميركية لن يلقى “قبولا واسعا عند السنة والأكراد العراقيين، ولا بين حلفاء واشنطن مثل السعودية والإمارات اللتين تدعمان حكومة بغداد لموازنة النفوذ الإيراني داخل البلاد”.

وتدفع خلفية ترامب كرجل أعمال وتاجر عقارات للنظر إلى تكلفة إنشاء بلاده للقواعد العسكرية في العراق باعتبارات المكسب والخسارة المادية.

التعليقات مغلقة.