حينما تنزل نسبة السكر في الدم..

إعداد مبارك أجروض

انخفاض السكر في الدم هو حالة ناجمة عن انخفاض مستوى السكر في الدم (الغلوكوز)، مصدر الطاقة الرئيس في الجسم. وغالبا ما يرتبط انخفاض السكر في الدم بعلاج مرض السُّكَّري. غير أنه يمكن لمجموعة متنوعة من الحالات النادرة أن تسبب انخفاض نسبة السكر في الدم لدى الأشخاص غير المصابين بمرض السُّكَّري. انخفاض السكر في الدم ليس مرضًا في حد ذاته، مثل الحُمَّى، إنه مؤشر على وجود مشكلة صحية. ويرتبط انخفاض السكر في الدم بالإصابة بـ مرض السكر إلا أن هذه الحالة أيضا من الممكن أن تصيب الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من السكر ولكن لديهم بعض المشكلات الصحية الأخرى.

تحدث أعراض انخفاض السكر في الدم عندما يقل مستوى سكر الدم “الغلوكوز” عن 70 ملليغرام لكل ديسيلتر ما يعني أن هناك هبوطا حادا في مستوى السكر ولا بد من علاجه فورا حتى لا يتسبب في دخول المريض في غيبوبة السكر. يعد العلاج الفوري لانخفاض السكر في الدم ضروريًّا عندما تكون مستويات السكر في الدم 70 ملليغرام لكل ديسيلتر (ملغم/ ديسيلتر) أو 3.9 ملليمتر لكل لتر (مليمول/لتر) أو أقل. يشتمل العلاج على خطوات سريعة لإعادة مستوى السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي، إما من خلال الأطعمة الغنية بالسكر أو المشروبات أو بالأدوية. يتطلب العلاج طويل الأمد تحديد السبب الكامن لانخفاض السكر في الدم وعلاجه.

نتعرف على أعراض انخفاض السكر وطرق علاجه.

* أسباب انخفاض السكر في الدم

يرتبط انخفاض السكر في الدم بالإصابة بـ مرض السكر وتتسبب خافضات السكر المستخدم لعلاج المصابين بالسكر مثل الأنسولين والسلفونيليوريا في نقص مستوى السكر في الدم ورجع الاسباب إلى تناول المريض بالسكر طعامًا أقل من المعتاد، أو ممارسته أنشطة أكثر من المعتاد والقيام بمجهود كبير دون تناول ما يحتاجه من الطعام، كما أن تناول الكحول بشكل مُفرط ممكن أن يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم.  وتشمل الأسباب الأخرى لـ انخفاض السكر في الدم الإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل الفشل الكلوي، بعض الأورام المعينة، مثل الإنسولينوما (الورم الجزيري)، وأمراض الكبد، وقصور الغدة الدرقية، وبعض المشكلات الأيضية الخلقية، والإنتان، ونقص سكر الدم التفاعلي وعدد من الأدوية.

كما أن الجوع لفترة طويلة أو أن يكون المريض يعاني من فقدان الشهية العصبي يمكن أن يؤدي لانخفاض السكر في الدم كما أن إنتاج الأنسولين الزائد في بعض الحالات قد يسبب ورم البنكرياس، كما قد تؤدي الأورام الأخرى إلى إفراط في إنتاج مواد تشبه الأنسولين مما يسبب نقص السكر في الدم وأحيانا يحدث نقص السكر في الدم بعد تناول الوجبات لأن الجسم ينتج كمية أكبر من الانسولين مما هو مطلوب، وهذا النوع يسمى بنقص السكر في الدم المتفاعل.

* أعراض انخفاض السكر في الدم

إذا انخفضت مستويات السكر في الدم ووصلت إلى أقل من 70 ملج/ديسيلتر، يشعر المريض ببعض أعراض انخفاض السكر منها:

ـ عدم انتظام ضربات القلب

ـ الشعور بالدوخة

 ـ شحوب الجلد

ـ القلق أو التقلبات المزاجية المفاجئة والعصبية المفاجئة

ـ كثرة التعرق

ـ الجوع

ـ إحساس بالوخز حول الفم

 ـ البكاء أثناء النوم

ـ الإرهاق

ـ رعشة

ـ زغللة بالعين

ـ الصداع

ـ مواجهة صعوبة في النوم

ـ الشعور بتنميل الجلد

من الممكن تطور أعراض انخفاض السكر في الدم وتفاقمها وتصل إلى فقدان الوعي والغيبوبة نتيجة لموت بعض خلايا المخ وقد تشمل الأعراض الأخرى ارتباكا أو سلوكا غير طبيعي أو كليهما، مثل عدم القدرة على إكمال المهام الروتينية، اضطرابات بصرية، حدوث تشنجات ومن ثم فقدان الوعي.

قد يظهر الأشخاص المصابون بنقص سكر الدم الشديد كما لو كانوا مخمورين، فقد يحرفون كلماتهم ويتحركون بطريقة غير متزنة.

* علاج انخفاض السكر في الدم

من الضروري إذا ظهر أحد الأعراض السابقة لـ انخفاض مستوى السكر في الدم على المريض أن تتم معالجته على الفور حيث يمكن رفع مستوى السكر من خلال تناول ما مقداره 15-20 جراما من الكربوهيدرات سريعة المفعول، وتتمثل هذه الكميّة بتناول أقراص الجلوكوز، أو عصير الفواكه، أو المشروبات الغازية العاديّة، أو الحلوى السكّرية، ومن ثمّ يتمّ قياس مستوى سكر الدّم بعد ربع ساعة من إعطائه أحد الخيارات السابقة، فإذا ما بقيت قراءة السكر أقل من 70 ملغم/ديسيلتر فيُنصح بإعطاء المريض 15-20 غرام من الكربوهيدرات سريعة المفعول مرةً أخرى، ومن ثمّ تكرار أخذ القراءة بعد ربع ساعة، مع الحرص على تكرار الخطوات السابقة إلى أن تُصبح قراءة سكّر الدم أعلى من 70 ملغم/ديسيلتر.

كما أنه من المهم تناول وجبة طعام أو وجبة خفيفة بمجرد عودة مستويات السكر في الدم إلى طبيعتها حيث يعمل ذلك على ثبات مستوى السكر تجديد مخازن الجلايكوجين.

في الحالات التي يُعاني فيها الشخص من أعراض أكثر شدّة؛ بحيث تحول دون قدرته على تناول الأطعمة أو المشروبات السكرية عن طريق الفم، فقد يتطلب الأمر إعطاء مريض السكر حقن الجلايكوجين أو الجلوكوز الوريدية تحت اشراف طبي، مع الحرص على تجنب إعطاء الأطعمة أو المشروبات للشخص فاقد الوعي، تجنّباً لدخول هذه المواد إلى الرئتين.

من المهم بعد العلاج الفوري لـ انخفاض السكر في الدم معرفة الأسباب التي أدت إلى انخفاض السكر في الدم لمنع تكرار هذه الحالة كما أنه من المهم تعليم أقرباء المريض وأصدقائه كيفية التعامل مع انخفاض مستوى السكر المفاجئ وكيفية العلاج الفوري لتلك الحالة وأيضا تعلم إعطاء المريض حقنة الجلوكاجون عند حدوث غيبوبة السكر المفاجئة.

ولمنع تكرار حدوث حالة انخفاض السكر في الدم، يجب معرفة الأسباب التي أدت لذلك من خلال الطبيب المعالج للوصول إلى علاج مناسب لعدم تكرار حدوث تلك الحالة.

* الوقاية انخفاض السكر في الدم

ـ إذا كان لديك مرض السكري، فاتبع خطة إدارة مرض السكري التي طورتها أنت وطبيبك. إذا كنت تتناول أدوية جديدة أو غيرت مواعيد تناول الطعام أو الدواء أو تُضيف تمرينًا جديدًا، تحدث إلى طبيبك حول كيفية تأثير هذه التغييرات على إدارة مرض السكري لديك وخطر انخفاض السكر في الدم. وتُعد مراقبة الغلوكوز المستمرة خيارًا لبعض الأشخاص، وخاصة أولئك المصابين بنقص السكر في الدم. تُدخل هذه الأجهزة سلكًا صغيرًا أسفل الجلد يُمكنه إرسال قراءات الغلوكوز في الدم إلى جهاز الاستقبال. وإذا كانت مستويات السكر في الدم منخفضة للغاية، فإن بعض نماذج مراقبة الغلوكوز المستمرة ستُعطيك إنذارًا. يُدمج الآن بعض مضخات الأنسولين مع مراقبة الغلوكوز المستمرة ويُمكن أن تُغلق توصيل الأنسولين عندما تَنخفض مستويات السكر في الدم بسرعة كبيرة للمساعدة في منع نقص السكر في الدم. من الواجب التأكد دائمًا من تناول الكربوهيدرات سريعة المفعول، مثل العصير أو أقراص الغلوكوز حتى تَتمكن من علاج انخفاض نسبة السكر في الدم قبل انخفاضها بشكل خطير.

ـ إذا لم يكن لديك مرض السكري ولكنك تُصاب بنوبات نقص السكر في الدم بشكل متكرر، فإن تناول وجبات صغيرة متكررة على مدار اليوم يُعد إجراءً مؤقتًا للمساعدة في منع انخفاض مستويات السكر في الدم لديك. ومع ذلك، هذا المنهج لا يُعد استراتيجية مستحسنة طويلة الأجل. اعمل مع طبيبك لتحديد السبب الأساسي لنقص السكر في الدم وعلاجه.

* متى تكون زيارة الطبيب ضرورية

اطلب مساعدة طبيب على الفور إذا:

ـ كنت تعاني مما قد يكون أعراضًا لهبوط السكر في الدم وأنت غير مصاب بمرض السُّكَّري.

ـ كنت تعاني من مرض السُّكَّري وانخفاض السكر في الدم لا يتأثر بالعلاج. العلاج المبدئي لانخفاض السكر في الدم هو شرب العصير أو المشروبات غير الكحولية العادية أو أكل الحلوى أو تناول أقراص الغلوكوز. إذا لم يؤدِ هذا العلاج إلى رفع مستوى السكر في دمك وتحسين الأعراض لديك، فاتصل بطبيبك على الفور.

ـ أطلب المساعدة الطبية الطارئة في حالة تعرض شخص مصاب بمرض السُّكَّري، أو لديه تاريخ من الإصابات المتكررة بانخفاض سكر الدم، لأعراض انخفاض حاد في سكر الدم أو فقد الوعي.

التعليقات مغلقة.