ظاهرة الشخير أثناء النوم

إعداد مبارك أجروض

قد يصاب العديد من الأفراد بظاهرة الشخير في مرحلة عمرية ما، ويحدث هذا الشخير نتيجة دخول الهواء أثناء التنفس إلى الحلق، الأمر الذي يحفز بعض أنسجة الحلق على الارتجاف مسبباً صوت الشخير المزعج. وسواء كنت أنت مصاباً به أم شخص آخر حولك، فإن الشخير بلا شك ظاهرة صحية مزعجة ! فكيف تستطيع تخفيف الشخير أو التخلص منه وإلى الأبد ؟

مما لا شك أن الكثير من الناس يعانون من الشخير أثناء النوم، والمهم أن الأمر لا يتوقف فقط على مجرد المعاناة من الشخير المزعج، بل على علاقته بأمراض أخرى وحالات صحية تختلف حسب العمر والبيئة والحالة العامة للشخص. فما هي أسباب الشخير، وهل هناك طرق للتخفيف منه أو علاجه بشكل كامل.

* أسباب الشخير

إذا كنت ممن يشخر أثناء النوم، فذلك لأن الأنسجة المرتخية في الحلق تهتز عندما يندفع الهواء الذي تتنفسه مرورا بها. ويصاب به حوالي نصف البالغين تقريبا من وقت لآخر، وما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالشخير عوامل مثل الوزن والصحة العامة وشكل الفم، قد تتسبب في أسوأ الأحوال لإصدار صوت يشبه احتكاك جذوع الأشجار أثناء الليل.

* كيف أعرف أني شخير ؟

إذا كان الصوت مرتفعًا بما يكفي لإيقاظ النائم بجوارك، فأكيد أن هناك شخصا أخبرك بذلك. إذا كنت لا تصدق ما يقال لك أو أنك تنام وحدك وتريد أن تعرف على وجه اليقين، قم بتشغيل مسجل صوتي قبل أن تنام، وحينها ستعرف الحقيقة.

* الأنف المسدود

أي شيء يمنعك من التنفس بسهولة من خلال أنفك يمكن أن يجعلك شخيرًا، كما لو سُد أنفك بالإصابة بالبرد أو الإنفلونزا أو الحساسية. قد تساعدك الأدوية البسيطة أو شرائط الأنف في تنظيف وفتح المسالك الهوائية، لكن عليك استشارة الطبيب إذا استمر انسداد الأنف لأسابيع متواصلة.

* وضعية النوم على الظهر

يمكن أن يجعلك ذلك تشخر بشكل أسوا، فالنوم على الجانب هو الأفضل، كما يمكنك أيضًا محاولة النوم مع وسادتين أو ثلاث موضوعة تحت ظهرك، وإذا لم تفدك أي من هذه الطرق، خيّط جيبا صغيرا بين طرفي الكتفين من الخلف في رداء النوم، وضع به كرة تنس، وبالتالي لن تشعر بالراحة وستستيقظ عندما تتحرك للنوم على ظهرك.

* دور شكل الأنف في الشخير

إذا لم يكن الجدار الرفيع الفاصل بين منخاريك مستقيمًا تمامًا، فقد يكون أحد الجانبين أصغر من الآخر (حاجز منحرف)، وذلك قد يسبب صعوبة في التنفس ويجعلك تشخر. يمكن أن يحدث نفس الشيء إذا كنت قد تعرضت لإصابة في الأنف، في هذه الحالة عليك التحدث إلى طبيبك إذا كان أنفك هكذا، فالجراحة قد تنجح في العلاج من الشخير.

* دور شكل الفم في الشخير

إذا كان الجزء العلوي من الفم نحو الحلق، منخفضًا وسميكًا، فسيضيّق ذلك مجرى الهواء ويجعلك تشخر. وقد يحدث هذا أيضًا إذا كانت اللهاة أطول من الطبيعي. قد تكون هذه الأعضاء على هذا الشكل منذ ولادتك، ولكنها قد تزداد سوءًا إذا كنت تعاني من زيادة في الوزن. ويمكن أن تكون الجراحة هي العلاج أيضا.

* قد تكون أدوية ما سبب الشخير

تعمل الأدوية المهدئة على ارتخاء العضلات، وبعض مضادات الاكتئاب تفعل ذلك أيضا في اللسان والعضلات الموجودة في الحلق. في هذه الحالي من الضروري استشارة الطبيب إذا حدث وشخرت في نومك مع هذه الأدوية، فقد يستبدل لك أدويتك.

* توقف التنفس أثناء النوم

الشخير الخطير هو الذي يسبب التوقف عن التنفس أثناء النوم. وقد يجعلك تتلهف على الهواء، أو يوقظك أثناء الليل. ومن علامات ذلك جفاف الفم والصداع، أو التهاب الحلق في الصباح. هذا النوع يرتبط بالسكتة الدماغية وضغط الدم المرتفع وأمراض القلب، لذلك من الضروري مراجعة طبيبك إذا كنت تخشى من توقف التنفس أثناء النوم. وقد يوصي الطبيب بجهاز يساعدك على التنفس أثناء النوم أو قد يلجأ في بعض الحالات إلى الجراحة.

* إذا كان طفلك يشخر

ليس من الغريب أن يصاب الأطفال بالشخير بين وقت وآخر، خاصة إذا كانوا يعانون من نزلة برد أو حساسية. ولكن في بعض الحالات قد يكون ذلك علامة على وجود عدوى في الجيوب الأنفية أو الحلق أو الرئتين أو الشعب الهوائية، أو ربما توقف التنفس أثناء النوم. إذا لاحظت أن طفلك يعاني من الشخير معظم الليالي، استشر طبيب الأطفال.

* شخير المرأة الحامل

يرجح أن تشخر المرأة الحامل لأن ممراتها التنفسية الأنفية قد تنتفخ ويكون التنفس صعبًا عليها. ويمكن كذلك لزيادة الوزن أثناء الحمل الضغط على الحجاب الحاجز، ما يساعد على تحريك الهواء داخل وخارج الرئتين. لكن على الحوامل أن يخبرن أطباءهن إذا كنّ يصدرن شخيرًا، لأن ذلك قد يكون مرتبطا بأمور طبية مثل ارتفاع ضغط الدم.

* الشخير ومراقبة الوزن

من المرجح أن تتعرض للشخير إذا كنت تعاني من زيادة في الوزن، خاصة إذا كان محيط رقبتك أكثر من 17 بوصة (42.5 سم). وقد يساعدك فقدان بعض الكيلوجرامات في تحسين حالتك. تحدث مع طبيبك لوضع خطة مناسبة لهذا الغرض.

* علاج الشخير

قبلَ الحصول على العلاج المُناسب قد يقترح الطبيب الشخصيّ تغيير بعض العادات اليوميّة في نظام حياة الشخص التي تحدثنا عليها فيما سبق؛ كمُحاولة النوم على جانبٍ مُحدد أو تجنُّب شُرب الكحول قبل النوم، أو غيرها من الأمور التّي تُسبّب الشخير. في حال عدم الاستجابة لهذهِ التغييرات قد يصف الطبيب العلاج المُناسب، أو قد يُجري جراحةً للأنف إن كانَ ذلِكَ ضروريّاً للتخلُّص من السبب الرئيسيّ للشخير.

التعليقات مغلقة.