الحرص على غسل اليدين جيدا لاتقاء كورونا

إعداد مبارك أجروض

أمام مستجد انتشار الوباء القاتل، الذي أطلق عليه اسم “COVID-19″، في 25 دولة على الأقل، بينهم مصر وتسببه حتى الآن، في مصرع أزيد من 1800 شخصا، على الأقل في الصين، وحالة واحدة في فرنسا، مع استفحاله في قارات العالم، نصحت منظمة الصحة العالمية جميع دول العالم بالاستعداد لوصول حالات إصابة ب”فيروس كورونا” الجديد إليها.

وهكذا شكل “فيروس كورونا” الجديد مصدر قلق للعالم وذلك بعد ظهوره في مدينة ووهان الصينية في 13 من يناير الحالي. ويعد هذا الفيروس من عائلة فيروسات التاجة القاتلة التى تُصيب الحيوانات، لكن مع تزايد إصابات البشر بالفيروس اتضح لدى العلماء أن الفيروس القاتل (كورونا) يتنقل عن طريق العدوى للبشر.. وتعد مدينة ووهان الصينية التى لا تشابه شهرتها المدن الصينية الأخرى مثل بكين وشنغهاي هي البلد المنشأ للفيروس.

وفي خضم ذلك أعلنت المدينة التى يقطنها نحو 9 ملايين عن انتشار الفيروس وقامت بإغلاق وسائل النقل العامة في محاولة لوقف تفشي العدوى بالفيروس الجديد الذي أودى في أيامه الأولى بحياة 10 أشخاص على الأقل وقرابة ألف إصابة.. واليوم يواصل فيروس كورونا الجديد إصابة الناس بالعدوى في العديد من دول العالم، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 70 ألف إصابة على الأقل في الصين القارية، فيما ارتفع عدد القتلى إلى أزيد من 1800، بعد تسجيل حالات وفاة جديدة في فرنسا وتايوان.

وفيما يتعلق بالإجراءات الصحية المتبعة في العالم للحد من تفشى المرض، فما زالت الدوائر الصحية بعدة دول في العالم مكتفية بالمراقبة عن كثب تفشي المرض بالجهاز التنفسي، وسط مخاوف من أن يكون مرض كورونا الجديد أسوأ بكثير من فيروس “سارس” القاتل الذي ظهر في السنوات السابقة. وفي هذا الصدد حذر الخبراء في مجال الصحة من أن هذا العدد قابل للزيادة، وفي هذا الخصوص، ثمة سؤال يطرحه كثيرون بشأن الوقاية من الفيروس القاتل وهو: “هل استخدام معقم اليدين وسيلة فعالة لقتل الفيروس ؟”.

بالطبع يطرح الناس هذا السؤال في ظل عدم توافر لقاح ضد فيروس كورونا الجديد حاليا، وفي ظل دعوة مسؤولي الصحة الناس لممارسة النظافة الجيدة لمنع انتشار الفيروس، خصوصا وأن هذا الفيروس يدخل جسم الإنسان من خلال العينين والأنف والفم، ويمكن للأيدي غير المغسولة جيدا أن تساهم في تلوث الأطعمة والمشروبات عندما يحضرونها أو يستهلكونها.

ووفقا للدكتور ريتشارد داود، من “عيادة فليت ستريت”، فإن كل من مطهر اليدين وغسل اليدين جيدا يعتبران من الطرق الفعالة للحفاظ على نظافة اليدين، بحسب ما ذكرت صحيفة “ديلي إكسبرس” البريطانية.. إن غسل اليدين بالماء والصابون جيدا، ثم التجفيف بقطعة قماش نظيفة أو منشفة ورقية هو المعيار الذهبي لنظافة الأيدي، ومن الأهمية بمكان عدم لمس مقابض الأبواب القذرة أو الصنابير أو غيرها من الأسطح الملوثة، بعد عملية تنظيف وتعقيم اليدين.

لكن خارج المنزل أو أثناء السفر، وخاصة إذا كنت على وشك تناول الطعام، فقد يكون المعقم والمطهر أكثر عملية ويمكن الوصول إليها، كما أنها فعالة إذا ما استخدمت بدقة، إن معقمات اليدين تعد طريقة جيدة وفعالة لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد. فعادة ما تحتوي المعقمات أو المطهرات على الإيثانول، وغالبا ما تحتوي على مضادات ميكروبات عامة مثل كلوريد البنزالكونيوم أو التريكلوسان

ومع ذلكوكما هو معروف فإنه لسوء الحظ، هذه المكونات الأخيرة لها فعالية ضد البكتيريا أكثر منها ضد الفيروسات، والبديل المطلوب أن يكون غسل اليدين فعالا بنفس القدر، خاصة بالصابون الجيد.. وهذا من شأنه أن يساعد في إزالة أي فيروسات وجدت طريقها إلى يدي الشخص. ومن الطرق الشائعة لنقل العدوى هي لمس الأسطح الملوثة، ثم مسح أنف أو فرك العينين أو تقريب اليد من الفم، على سبيل المثال، عند تناول الطعام.

ولا تزال هناك أدلة قليلة على أن فيروس كورونا الجديد، أو “COVID-19” كما بات يعرف، ينتقل عن طريق الهواء، مما يعني أنه يمكن للمرء التنفس بصورة طبيعية.

وبصرف النظر عن هذا الأمر من المعروف أن الفيروس يصيب الجهاز التنفسي، لذلك عندما يعطس المرء أو يسعل، يمكن أن يسقط الرذاذ المندفع من الفم على الأسطح.. لذلك إذا كنت تسعل في يدك، أو تمسح أنفك، فيمكن أن ينتقل الفيروس من يدك إلى الأسطح التي قد يلمسها أناس آخرون، وبالتالي يمكن أن يلتقطوا الفيروس عن طريق الاتصال.

ومن النصائح المفيدة التي تقدمها المراكز الصحية المعنية بالوقاية من الأمراض، وبالدرجة الأولى الحفاظ على نظافة الأيدي، إذ يجب غسل اليدين كثيرا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، خاصة بعد الذهاب إلى الحمام؛ وقبل الأكل؛ وبعد حك الأنف أو السعال أو العطس.

وإذا لم يكن الصابون والماء متوفرين بسهولة، يصبح من الضروري استخدام مطهر الأيدي المعتمد على الكحول بنسبة 60% على الأقل. وغسل اليدين بالماء والصابون دائما إذا كانت الأيدي متسخة بشكل واضح.

وفي هذا السياق فإن الحكومات تكثف مراقبة المسافرين على خطوط الطيران من وسط الصين، وتتخذ خطوات أخرى لمحاولة السيطرة على تفشي فيروس كورونا بتجنُّب الاحتكاك بالأشخاص المرضى قدر الإمكان.

وفي نفس السياق، قامت بعض الجهات الصحية بالعمل على رفع درجة التوعية من أجل الوقاية من فيروس كورونا وخلصت إلى التحذير والحرص كما أسلفنا على تجنُّب لمس الأنف، والعينين، والفم دون تنظيف اليدين، والحرص على غسل اليدين جيِّداً بالماء والصابون، واستخدام مُعقِّم اليدين الكحولي لتنظيفها في حال عدم توافر الماء لغسل اليدين، والحرص ايضاً على غسل الأدوات الشخصيّة جميعها المُستخدَمة من قِبَل الشخص المُصاب بالفيروس، بما في ذلك الفراش، وأواني الطعام وارتداء الكمَّامة الطبِّية في حال التواجد في مكانٍ واحد مع شخص مُصاب بالفيروس والتخلُّص من القفَّازات في حال لمس أيٍّ من سوائل الجسم المُصاب بالعدوى.

التعليقات مغلقة.