الكمامات هل هي حقا ضرورية

إعداد مبارك أجروض

يكتسح الرعب والذعر والحوب والهلع حاليا كافة أنحاء العالم، بعد زيادة أعداد المصابين والوفيات من جراء فيروس كورونا، والذي انتشر في الصين في شهر دجنبر الماضي، الأمر الذي جعل الكثيرون يعملون على تطوير الكمامات لحماية الأصحاء، وخصوصا الأطباء، الفئة الأكثر تعرضا للعدوى من المرضى، ولقد بات استخدام الكمامات الطبية الواقية جزءاً لا يتجزأ من الروتين اليومي للكثيرين، اعتقاداً منهم بأنها أفضل طريقة للوقاية من فيروس كورونا القاتل.

غير أن الخبراء يقولون إن هنالك العديد من الحقائق التي يجب أن نعرفها جميعاً عن الكمامات الطبية الواقية.

* الكمامة ليست جهاز تنفس

الكمامات التي يتم استخدامها هي دائماً كمامات مضادة للغبار أو كمامات جراحية، وليست أجهزة تنفس. وبحسب الدكتورة ميغا ماكجينتي، فإن كمامة الوجه ليست مخصصة للحماية من أمراض الجهاز التنفسي، وإنما تهدف إلى منعك من استنشاق جزيئات كبيرة من الغبار أو الأوساخ.

* الأشخاص الأصحاء لا يحتاجون إلى كمامات الوجه

تقول الدكتورة ماكجينتي “بشكل عام، لا ينبغي لأحد أن يرتدي كمامة ما لم يكن موجهاً من قِبل مقدم رعاية صحية”. إلا أن منظمة الصحة العالمية توصي بارتدائها إذا كنت تعتني بشخص مشتبه في إصابته بفيروس كورونا الجديد.

* الكمامة لا تحمي من الفيروسات

تعتبر معظم كمامات الوجه نفوذه، إذ يمكن للجزيئات الفيروسية الدخول عبرها بسهولة إلى الفم أو الأنف.

* الكمامة تساعد في منع انتشار الجراثيم

بحسب الخبراء، فإنه على الرغم من أن كمامة الوجه لن تحميك من الأمراض الفيروسية، فإنها قد تساعد في حماية الآخرين من أي أعراض تنفسية قد تكون لديك، لذا يُنصح بارتداء كمامة واقية إن كنت تعاني من العطس أو السعال.

* لا بد من استخدام الكمامة بشكل صحيح

قد يكون للكمامة فائدة محدودة فقط ولكنك لا تزال بحاجة إلى معرفة كيفية استخدامها. لكي تكون الأقنعة فعالة بشكل جيد، يجب أن تغطي فمك وأنفك معاً، ويجب ألا ترفعها عند التحدث مع الآخرين.

لدى منظمة الصحة العالمية أيضاً بروتوكول واضح (وشريط فيديو) لكيفية استخدام الكمامة بشكل صحيح، بما في ذلك كيفية ارتدائها وإزالتها والتخلص منها. على سبيل المثال يجب عدم استخدام الكمامة أكثر من مرة، ويجب استبدالها إذا كانت رطبة، إضافة إلى عدم لمس الجزء الأمامي أثناء إزالتها وخلعها من الجزء الخلفي، قبل رميها في حاوية قمامة مغلقة.

* الكمامة قد تخلق شعوراً زائفاً بالأمان

تقول الدكتورة ماكجينتي: “يتولد لدى الناس شعوراً زائفاً بالحماية جراء ارتداء الكمامة، لذا فهم يقومون بملامسة الأشياء القذرة ثم لمس عيونهم أو أنفهم أو فمهم، مما يعرضهم لالتقاط الفيروسات”.

وأخيرا، لابد من الإشارة هنا إلى أن هناك القليل من الأدلة على أن الأقنعة تحمي مرتديها من العدوى. بدلا من ذلك، يوصي الخبراء الناس بغسل أيديهم بانتظام، وتنظيف الأسطح في العمل أو المنزل ومقابض الأبواب بمواد مطهرة، بالإضافة إلى محاولة تجنب لمس عيونهم وأنفهم وفمهم.

ويحث مسؤولو الصحة في جميع أنحاء العالم الجمهور على التوقف عن شراء الكمامات إذا كانوا يتمتعون بصحة جيدة أو إذا لم يكونوا يقومون برعاية شخص مريض، وذلك لأن الأطباء والخبراء والعاملين في مجال الرعاية الصحية يحتاجون إلى عدد كبير من الأقنعة والكمامات لأنهم على اتصال مباشر مع المرضى المصابين ويجب تغيير كماماتهم بشكل متكرر.

لقد حددت منظمة الصحة العالمية، الجهات الأكثر احتياجا للكمامات، على النحو التالي:

– المرضى أو ضعيفي المناعة.

– المصابين بفيروس كورونا.

– من على اتصال وثيق بمرضى مصابين بكورونا.

– من يتواجدون في منطقة ينتشر بها المراض.

التعليقات مغلقة.