غلق الحدود وإلغاء الرحلات الجوية والبحرية و البرية قرار صاءب

جريدة أصوات : ذ. هلال تاركو الحليمي

كثيرا ما سمعنا من القيل والقال حول ما قامت به السلطات المغربية إثر غلق الحدود ومنع الرحلات الجوية و البرية بينه و بين الدول المتضررة بوباء كرونا فيروس. فهناك من ندد بالقرار و هناك من ايده. فمن ندد بذلك برروا موقفهم بكونه اتخد بطريقة فورية و بدون أعلان سابق و لا تبصر . و من ايده و منهم انا عبد ربه نقول بان موقف المغرب و تعامله مع الحدث كان موقفا صاءبا و حكيما. ليس هناك أهمية لصرامته بقدر ما يهم سلامة صحة ابناءه و هنا تكمن الحكمة و السرعة و الصرامة في صنع القرار و تفعيله و حسن التدبير تحت وطءة هذه الوضعية بالذات.

حماية صحة المواطنين تدخل في لب الأمن الصحي الذي هو أمر مفروض على حكومة الدولة الشيء الذي يلزمها اتحاد كل القرارات والتدابير وبعجالة لتدارك الموقف ولو كانت مضرة لمصالحها.

قرار المغرب لغلق الحدود يتماشى مع ما اعلنت عليه المنظمة العالمية للصحة يومه 11 مارس 2020 عندما حدرت من خطورة الوباء ومن سرعة انتشاره.. المعاهدة الدولية لحقوق الإنسان تخول لكل دولة اتخاد كل الاجراءات اللازمة لحماية أمن و سلامة مواطنيها ولو اقتضى الحال جزر الحقوق و الحريات. الأمن الصحي للمواطنين يسمو على ممارسة الحقوق الأخرى و بالأخص في هذه الأزمة العالمية للصحة التي ذهبت بحياة الكثير و أصابت العديد.
قرار المغرب ليس بقرار رجولي كما وصفوه بعض المتطفلين بل هو قرار حكيم حسب نظري المتواضع و يستحق كل التنويه. لنكن على يقين أن كل الدول التي أصيبت بهذا الوباء تبكي حسرتها اليوم لانها لم تقم بمثل ما قام به المغرب.

انتقاد قرار المغرب جراء إلغاء النقل الجوي و البحري والبري و غلق حدوده انتقاد مجاني تطغى عليه المصلحة الخاصة التي في حد ذاتها تتنافى مع سمو الصالح العام. في اعتباري الخاص قرار المغرب قرار مسؤول بحيث ليس هناك من سيبقى باياديه مكتوفة أمام وباء ذهب بحياة أكثر من 5300 و أصاب أكثر من 142000 شخصا.

تطفل ماكرون لا يهمنا لان رسالته تحمل في عمقها فكر استعماري و تفضح مستواه المتهور فيما يخص الأعراف الدولية حول حق سيادة الدول.
فيما يخص بعض أوضاع الجالية المغربية يمكن أن نتفهم معاناتها و عدم رضاها على أمر الواقع لكن معاناتها و عدم رضاها لا يمكن أن يعلو عن حق الأمن الصحي العام بل يجب عليها التنويه بالقرار لانه في حد ذاته حماية لها ولغيرها.

دون ان ادخل في الحيتيات و التفكير فيما اذا كان المغرب قادرا للتفاعل وبصرامة مع افة كورونا فيروس و توفير الموارد المادية و البشرية لمواجهة الوباء داخل الوطن الشيء الذي يفرض نفسه بنفسه، اختم قولي و اقول بان جوهر الكثل الحكومية يكمن في تفعيل مبدأ حماية الصالح العام و ما قام به المغرب فهو قرار صاءب و حكيم و يستحق كل التنويه هدفه الوحيد حماية صحة شعبه. و في هذا المجال فليتنافس المتنافسون.

التعليقات مغلقة.