لا يهاب Covid-19 الحرارة..

إعداد مبارك أجروض

 

مع تفشي جائحة Covid-19، تزايدت أحلام العالم والأشخاص العاديين، بأن يبطئ ارتفاع درجة حرارة الجو من انتشار الفيروس، وراح البعض يروج للفكرة التي تدَّعي أن “انتشار فيروسات مماثلة من العائلة ذاتها مثل “سارس” و”ميرس” تراجع بارتفاع درجات الحرارة، بدايةً من دفء الربيع وانتهاءً بحرارة الصيف”. وسرعان ما تباينت الآراء حول ما إذا كانت درجة الحرارة والظروف المناخية والبيئية – التي تختلف من دولة إلى أخرى – قادرةً على إيقاف مخاطر الفيروس، أو على الأقل تحجيم نشاطه أم لا. وانقسمت الدراسات والأبحاث بين فريق يرى أن الظروف المناخية سيكون لها تأثير كبير على نشاط الفيروس القاتل في ظل تزايُد أعداد المصابين والمتوفين يوميًّا، وآخر يرى غير ذلك.

لكن صرخة إنذار وتحذير تفاجئ الجميع من منظمة الصحة العالمية التي نبهت من التراخي أو الأخذ بالمقولات السابقة أو بعض الدراسات التي ألمحت إلى احتمال تراجع Covid-19 تحت وطأة الحرارة خلال فصل الصيف.

فقد قطعت الشك باليقين، مؤكدة أن سلوك هذا الفيروس التاجي المستجد مختلف عما سبقه من فيروسات لا سيما الإنفلونزا، فهو لا يتراجع تحت وطأة الحرارة، وهذا ما أثبتته أرقام الإصابات المرتفعة التي سجلت في العديد من البلدان.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية قولها، “تبدّل المواسم لا يؤثر على انتقال هذا الفيروس، فبعض الدول الأكثر تضرراً هي حالياً في مواسم مختلفة”.

وأوضحت قائلة:” ففي حين أن فصل الصيف قد حل في الولايات المتحدة الأكثر تضرراً جراء الفيروس، إذ سجلت نحو 148 ألف وفاة وما يقرب من 4.3 مليون إصابة، فإن ثاني أكثر الدول تضرراً جراء الوباء هي البرازيل التي حل فيها فصل الشتاء وقد سجلت 87 ألف وفاة”.

* يحب القفز

كما أردفت: “يبدو أن الناس قد وضعوا في رؤوسهم أن هناك هذا الشيء الموسمي، ويبدو أن هناك هذا الاعتقاد المستمر بأن الصيف ليس مشكلة”. وأضافت: “الصيف مشكلة. هذا الفيروس يحب كل أنواع الطقس، ولكن ما يحبه بشكل خاص هو القفز من شخص إلى آخر عندما نكون على اتصال وثيق، فلنحرمه من هذه الفرصة”.

إلى ذلك، اعتبرت هاريس أن الناس ينظرون عن طريق الخطأ إلى الجائحة من منظار عدوى الإنفلونزا. وتابعت: ما نحتاج إلى أن ندركه جميعاً هو أن هذا فيروس جديد. ورغم أنه فيروس تنفسي ورغم أن فيروسات الجهاز التنفسي كانت في الماضي تميل إلى أن تأتي على شكل موجات موسمية مختلفة، فإن هذا الفيروس يعمل بشكل مختلف”.

* التباعد وغسل اليدين والقناع

وبدلاً من توقع أن يعمل الفيروس مثل الفيروسات الأخرى المألوفة، قالت الخبيرة الأممية إن على الناس أن يهتموا بما هو معروف بالفعل حول كيفية وقف انتقاله.

كما أضافت أن ما ينفع هو التباعد الجسدي وغسل اليدين ووضع القناع عند الاقتضاء وتغطية الأنف والفم عند العطس والسعال، والبقاء في المنزل عند الإصابة بالعوارض، وعزل الحالات والحجر الصحي.

وكانت المتحدثة أكدت في إفادة صحافية عبر الإنترنت من جنيف أمس أن “الناس لا تزال تفكر في مسألة المواسم”، مشددة على أن هذا الفيروس مختلف، متحدثة عن موجة كبيرة واحدة، ستتفاوت علواً وانخفاضاً بعض الشيء، وأفضل ما يمكن فعله هو تسطيح الموجة وتحويلها إلى شيء ضعيف يلامس قدميك”.

يذكر أن عددا من الباحثين والأطباء والدراسات تحدثت في وقت سابق عن موجات متفاوتة من الفيروس، كما ألمح بعض الخبراء حول العالم إلى احتمال تراجع كورونا في بعض المواسم لا سيما الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، على أن يعود خلال الشتاء.

إلا أن مسؤولي المنظمة الأممية يحرصون على تجنب وصف عودة ظهور حالات Covid-19 مثل تلك الموجودة في هونغ كونغ على أنها “موجات” لأن هذا يشير إلى أن الفيروس يتصرف بطرق خارجة عن سيطرة الإنسان، في حين أن العمل المنسق يمكن أن يبطئ انتشاره.

التعليقات مغلقة.