تأثيرات Covid-19 قد تمتد لما بعد الشفاء لأمد طويل

إعداد مبارك أجروض

لايزال العلماء منشغلين بدراسة الأعراض طويلة الأمد الناتجة عن الإصابة ب Covid-19الذي يهاجم مختلف أجهزة الجسم ويخلّف مضاعفات قد تستمر حتى بعد التعافي من المرض، ما قد يجعل عملية إعادة التأهيل تستغرق وقتاً أطول. فمع استمرار الجهود لإيجاد لقاح لCovid-19، يحاول العلماء فهم الأعراض طويلة الأمد التي يسببها الفيروس. قال أطباء وخبراء في الأمراض المعدية إن العلماء لا يزالون يتلمسون الطريق لفهم الكم الهائل من المشاكل الصحية التي يسببها Covid-19، والتي قد يترتب على بعض منها أضرار تبقى مع المرضى وتعاني بسببها الأنظمة الصحية لسنوات قادمة.

فلقد أصبح واضحا أن تأثيرات Covid-19 قد تمتد لما بعد الشفاء من الفيروس، فعلى الرغم من تعافي بعض المرضى من Covid-19، إلا أن هناك بعض الأعراض طويلة الأمد، تتسبب في أضرار دائمة لجسمهم بالكامل، وهذه مجموعة من أهم التأثيرات المحتملة لCovid-19 على أعضاء الجسم:

* ندبات في الرئتين

كما يعرف الكثير من الناس، فإن  Covid-19هو مرض تنفسي له تأثير كبير على الرئتين، يصاب العديد من مرضى Covid-19 بنوع من فشل الجهاز التنفسي يسمى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)، والتي تتطلب من المرضى تلقي الأكسجين عبر جهاز التنفس الصناعي. وتشير الدراسات السابقة إلى أن متلازمة الضائقة التنفسية الحادة يمكن أن تقلل بشكل كبير من جودة حياة الأشخاص، حتى بعد تعافيهم، لأنها تترك ندبات لا رجعة فيها في الرئتين.

وقالت خليلا غيتس، أخصائية أمراض الرئة وأستاذة مساعدة في أمراض الرئة والرعاية الحرجة والتعليم الطبي في كلية الطب بجامعة نورث وسترن في فينبرغ: “نعرف من الإنفلونزا ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة وأسباب أخرى لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، بناء على شدة المرض الحاد، يمكن أن يكون هناك بالتأكيد عواقب طويلة الأمد من الالتهاب والندبات”. وأضافت أن هذا يمكن أن يؤدي إلى “تلف رئوي لا يمكن إصلاحه وضعف في الرئة يمكن أن يؤدي إلى أعراض تنفسية مزمنة والحاجة إلى الأكسجين على المدى الطويل”.

* تلف الكبد

أشارت دراسة من الصين سابقا إلى أن العديد من الأشخاص المصابين بCovid-19، يمكن أن يصابوا بتلف الكبد. وحلل العلماء نتائج فحص الدم لـ 34 مريضا بـCovid-19، خلال فترة مكوثهم في المستشفى. وكشفت قراءاتهم أن المرضى المتعافين ما زالوا يعانون من ضعف وظائف الكبد. وكان هذا هو الحال حتى بعد أن جاءت نتائج اختبارين للفيروس الحي سلبية، وتم السماح للمرضى بالخروج

* ضعف القلب

يضع Covid-19 أيضا ضغطا شديدا على قلوب الناس. وأطلق علماء من جامعة هارفارد على المرض القاتل لقب “اختبار إجهاد كبير للقلب”. وكشفوا أن الالتهاب والحمى المرتفعة التي يسببها  Covid-19يضعفان القلب ويزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل تخثر الدم. ويتوقع لين هوروفيتز، أخصائي الطب الباطني والرئة في مستشفى لينوكس هيل في نيويورك، أن بعض الأشخاص الذين تعرضوا لنوبة شديدة من Covid-19 قد يصابون باضطراب في القلب، يؤثر على معدل ضربات القلب أو إيقاعها، المعروف باسم عدم انتظام ضربات القلب. وأضاف أنهم قد يصابون أيضا بفشل القلب الاحتقاني أو التهاب التامور (التهاب عضلة القلب).

* ضعف الحركة

سيترك العديد من مرضى Covid-19 يكافحون من أجل الوظيفة الإدراكية والجسدية في الأسابيع والأشهر، التي تلي مغادرة المستشفى. وهذا أمر شائع في المرضى الذين يتم قبولهم في وحدات العناية المركزة، لأن الراحة في الفراش يمكن أن تلحق أضرارا جسيمة بالجسم ويمكن أن يعاني الناس من انهيار العضلات بسرعة، عندما يكونون عالقين في سرير في المستشفى. ووجدت دراسة أجرتها جامعة جونز هوبكنز أنه في كل يوم يستريح فيه الشخص في الفراش، تنخفض قوته العضلية من 3% إلى 11% خلال الأشهر والسنوات التالية. ويخشى المسعفون أن يكون تأثير  Covid-19على التنقل أسوأ، حيث لا يتم تقديم برامج التعافي من العلاج في المستشفيات. وعلاوة على ذلك، يستغرق مرضى  Covid-19وقتا طويلا للتعافي – عادة زهاء أسبوعين.

* استمرار ضيق التنفس

يقول الأطباء إن مرضى  Covid-19من المحتمل أن يصابوا بضيق مستمر في التنفس، حتى بعد تعافيهم. ويقولون إن معظم الذين أصيبوا بمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة (SARS)، عانوا من ضيق في التنفس لمدة شهر واحد بعد الإصابة – ومن المرجح أن يكون هذا هو نفسه بالنسبة لمرضى Covid-19. وقال الدكتور ستيفن بيرك، نائب الرئيس التنفيذي وعميد كلية الطب بمركز تكساس للتكنولوجيا الصحية، لشبكة فوكس نيوز: “الأشخاص المصابون بالالتهاب الرئوي SARS، يعانون من ضيق في التنفس بعد شهر من الإصابة. وتحسن معظم المرضى بمرور الوقت. وأولئك الذين أصيبوا بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS)، ظلوا يعانون من ضيق في التنفس لأشهر أو مدى الحياة”.

* مشاكل الصحة النفسية

يقول الأطباء النفسيون إنه من خلال النظر إلى Covid-19 السابقة، من المحتمل أن يستمر العديد من مرضى Covid-19 في تطوير مشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق. وفي الواقع، وجدت دراسة أجريت على المرضى الذين خرجوا من المستشفى بعد إصابتهم بالسارس، أن أكثر من ثلثهم أبلغوا عن الاكتئاب والقلق بعد 12 شهرا. وقالت الدكتورة ميليسا نولان، خبيرة الأمراض المعدية والأستاذة في جامعة ساوث كارولينا: “منذ اندلاع السارس الأصلي في عام 2003، نرى أن المرض النفسي هو النتيجة الأكثر بروزا على المدى الطويل”. وبشكل عام، يتوقع خبراء الصحة أنه كلما قل الالتهاب الذي يعاني منه المريض، قلت الآثار طويلة المدى لديهم.

ونظرا لأن Covid-19 مرض جديد، ما يزال الخبراء يكافحون لفهم المرض والتأثيرات طويلة المدى التي قد تحدث له. وسيحتاج الباحثون إلى متابعة المرضى بمرور الوقت، والبحث عن التغييرات في قلوبهم ورئتيهم والأعضاء الرئيسية الأخرى، لمعرفة ما إذا كان الضرر طويل الأمد أو ما إذا كان الجسم قادرا على التعافي السريع

التعليقات مغلقة.