الفرق بين مسحة اللعاب والمسحةالبلعومية الأنفية في اختبارات Covid-19‎

اعداد مبارك أجروض

ولأن لا لقاح يلوح في الأفق لبضعة أشهر على الأقل، فلقد أصبح الاختبار جزئية مهمة وتطغى على ما سواها من طرق في احتواء Covid-19. وتعتبر اختبارات الأجسام المضادة، التي تكتشف مولّد فيروسي معيّن مثل البروتينات، اختبارات واعدة لجهة خفض التكلفة، واختزال الوقت إلى حد كبير في الحصول على النتائج، مما يتيح للأشخاص إمكانية معاودة ممارسة أعمالهم سريعاً. لكن اختبارات الأجسام المضادة السريعة لا تتمتع حتى الآن، بنفس حساسية ودقة تقنية RT-PCR القياسية الذهبية (تفاعل البوليميراز المتسلسل) التي تم استخدامها على نطاق واسع. مع اختبار الأجسام المضادة التي تقوم به شركة روش السويسرية للأدوية، تم تسجيل نسبة أقل من 0.5% في النتيجة الإيجابية الخاطئة، مع نسبة 3.48% من النتيجة السلبية الخاطئة أيضاً، مما يعني أنه لم يتم التوصل بعد لرصد كل الحالات المصابة بالفيروس.

لنلقي نظرة على الموضوع؛ من المعلوم أن الاختبارات التشخيصية السريعة والدقيقة تعد ضرورية للسيطرة على جائحة Covid-19 المستمرة، وعلى الرغم من أن المعيار الحالي يتضمن اختبار عينات المسحة البلعومية الأنفي عن طريق تفاعل البوليميراز المتسلسل للكشف عن Covid-19، فقد تكون مسحة اللعاب عينة تشخيصية بديلة، لكن هناك حاجة إلى تقييم صارم لتحديد كيفية مقارنة مسحة اللعاب بعينات المسحة الأنفية البلعومية فيما يتعلق بالحساسية في الكشف عن Covid-19 أثناء الإصابة. سنتعرف في هذا المقال إلى أنواع مسحات عينات التشخيص المعتمدة في الكشف عن Covid-19، مع المقارنة بين أشهر نوعين من المسحات.

* عينات تشخيص Covid-19

يمكن أخذ عينات الاختبارات التشخيصية ل Covid-19من الجزء العلوي (المسحات البلعومية الأنفية/ الفموية البلعومية، نضح الأنف، غسول الأنف أو اللعاب) أو الجهاز التنفسي السفلي (نضح البلغم أو القصبة الهوائية أو غسل القصبات الهوائية). وتشير البيانات التي تقارن دقة اختبار RT-PCR إلى أن حساسية الاختبار قد تختلف حسب نوع العينة. وقد أظهرت دراسة أن مسحة اللعاب كانت أنسب عينة لتشخيص Covid-19، حيث يقدم اللعاب عينة غير جراحية يمكن أيضًا أخذها في الاعتبار عند أخذ العينات الذاتية، وفي حالة عدم قبول عينة بلعومية أنفية أو أي عينة أخرى، يمكن اعتبار مسحة اللعاب عينة بديلة.

* أنواع الفحوصات لتشخيص Covid-19

هناك ثلاثة أنواع رئيسة من فحوصات الكشف ذات الصلة باختبار وفحص تشخيص Covid-19، بناءً على الهدف الذي يتم اكتشافه:

ـ تكشف اختبارات الحمض النووي عن وجود الحمض النووي الريبي RNA الفيروسي.

ـ تكشف اختبارات المستضد عن وجود مستضد فيروسي، وعادة ما يكون جزءً من بروتين سطحي.

ـ تكشف اختبارات الأجسام المضادة وجود الأجسام المضادة المتولدة ضد Covid-19.

والاختبارات الثلاثة الأكثر استخدامًا في هذا المجال هي فحص الإنزيم المرتبط المناعي (ELISA)، وقياسات التلألؤ الكيميائي (CLIA)  وقياسات التدفق الجانبي (LFA). بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام اختبارات تحييد الفيروس، والتي يمكن أن تكشف تحديدًا عن الأجسام المضادة المعادلة، ولكن هذا الاختبار يستخدم بشكل أساسي للتحقق من صحة الفحص والبحث، وأظهرت التقارير الأولية حول اختبارات ELISA وجود علاقة جيدة بين نتائج معايرة الأجسام المضادة والأجسام المضادة المعادلة للفيروس. بصرف النظر عن فحوصات الكشف الرئيسية هذه، يمكن أيضًا إجراء تسلسل الجينوم الكامل لتحديد تسلسل فيروس Covid-19 في عينة، مع متغيرات لشبه الأنواع المحتملة.

* الاستخدام المقصود لفحوصات Covid-19

يدعم الاختبار التشخيصي ل Covid-19عن طريق الحمض النووي الريبي الفيروسي أو اكتشاف البروتين في عينات الجهاز التنفسي اتخاذ القرار بشأن الإدارة السريرية، أو مكافحة العدوى، أو إدارة الصحة العامة. يعد اكتشاف Covid-19 لتشخيص المرضى الذين يعانون من أعراض شبيهة ب Covid-19أمرًا ضروريًا لرعاية المرضى والفرز والعزل في مرافق الرعاية الصحية. يمكن أيضًا استخدام فحص Covid-19 لفحص المخالطين القريبين للعدوى والمرض بدون أعراض كجزء من تتبع الاتصال أو التحقيقات في تفشي المرض، ويستخدم الاختبار أيضًا للكشف عن العدوى في المجموعات المستهدفة الحاسمة مثل الرعاية الصحية والأخصائيين الاجتماعيين كجزء من برامج المراقبة المحلية، وهذا مهم بشكل خاص للوقاية والسيطرة المبكرة على انتقال الفيروس إلى الأشخاص المعرضين للخطر الذين يعيشون في مؤسسات مغلقة مثل مرافق الرعاية طويلة الأجل. بغض النظر عن الاستخدام في الوقت الفعلي لإدارة الحالات الطبية أو الصحة العامة والتحكم في انتقال العدوى، تُستخدم اختبارات الكشف عن الفيروسات لأغراض المراقبة الموجهة نحو السياسات لمراقبة الوضع الوبائي من حيث حدوث وانتشار العدوى والمرض، ويشمل هذا الاستخدام استطلاعات الانتشار وبرامج المراقبة في المجتمع، أو الرعاية الأولية، أو مجموعات مرضى الرعاية في المستشفيات. اختبارات الأجسام المضادة حاليًا لها استخدام تشخيصي محدود، ويمكن استخدامها كمكمل لاختبارات الكشف عن الفيروسات للمرضى الذين يتقدمون في وقت متأخر بعد ظهور الأعراض إلى مرافق الرعاية الصحية، حيث تكون اختبارات الكشف عن الفيروسات سلبية على الرغم من المؤشرات القوية للعدوى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامها للإبلاغ عن قرار خروج المرضى الذين تعافوا من عدوى Covid-19 لكنهم ظلوا إيجابيين من RNA بواسطة RT-PCR لفترة طويلة بعد انحسار الأعراض، ولا تزال درجة المناعة الوقائية الممنوحة أو المرتبطة بالأجسام المضادة المكتشفة في الأشخاص المصابين بعدوى Covid-19 السابقة قيد التحقيق. بمجرد توضيح ذلك، يمكن أن تكون اختبارات الأجسام المضادة، جنبًا إلى جنب مع الكشف المباشر عن الفيروسات، أداة أساسية في استراتيجيات خفض الانتشار، وتُستخدم اختبارات الأجسام المضادة حاليًا في المسوح والدراسات المصلية الوبائية.

* ما هو الفرق بين مسحة اللعاب ومسحة البلعوم ؟

قام باحثون بإجراء دراسةٍ على مجموعةٍ مكونة من 76 مريضًا داخليًا مصابًا بـ Covid-19بشكلٍ أكيد، حيث إنهم أخذوا عينة لمسحة من البلعوم الأنفي فكانت إيجابية عند دخول المستشفى، كما حصلوا على عينات إضافية من لعاب المرضى أثناء العلاج في المستشفى. وقد اكتشف الباحثون وجود عدد أكبر من فيروسات Covid-19 في عينات مسحة اللعاب مما هو عليه في عينات مسحة البلعوم الأنفي، حيث بلغ معدل التوافق الكلي لاكتشاف الفيروس بين العينتين ما يصل إلى 97.4%، وهذا يعني أن مسحة اللعاب كانت أداة موثوقة للكشف عن Covid-19، ويسهل اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل على نطاق واسع في مواجهة نقص المسحات ومعدات الحماية دون أن يشكل خطرًا على العاملين في مجال الرعاية الصحية. ونظرًا لأن نتائج اختبار عينات مسحة البلعوم الأنفي للكشف عن Covid-19 قد تختلف باختلاف أخذ العينات المتكرر في المرضى الفرديين، قام باحثون في دراسةٍ أخرى بتقييم الكشف الفيروسي في العينات المتطابقة بمرور الوقت، حيث انخفض مستوى Covid-19 بعد ظهور الأعراض في كلتا عينات مسحة اللعاب وعينات مسحة البلعوم الأنفي. كما أظهرت الدراسات الحديثة أنه يمكن اكتشاف Covid-19 في لعاب الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض أو أنهم مرضى في العيادات الخارجية. حيث اكتشف الباحثون Covid-19 في عينات مسحة اللعاب التي تم الحصول عليها من 13 شخصًا لم يبلّغوا عن أي أعراض في وقت جمع العينة أو قبله، ومن بين هؤلاء العاملين في مجال الرعاية الصحية البالغ عددهم 13 عاملاً، جمع 9 منهم عينات مسحة من البلعوم الأنفي، وقد كانت 7 من هذه العينات سلبية. تم تأكيد التشخيص في 13 عاملاً في مجال الرعاية الصحية مع عينات لعاب إيجابية في وقت لاحق في الاختبار التشخيصي لعينات بلعومية إضافية من قبل مختبر معتمد. قد يفسر التباين في أخذ العينات من البلعوم الأنفي النتائج السلبية الخاطئة، لذا فإن مراقبة الضوابط الداخلية لجمع العينات بشكل صحيح قد توفر تقنية تقييم بديلة. وقد أكّدت نتائج الدراسات السابقة مراجعة إحصائية وجدت أنه لا يوجد فرق معتد به إحصائياً بين عينات البلعوم الأنفي وعينات مسحة اللعاب فيما يتعلق بالحمل الفيروسي.

* ما هي أهمية مسحة اللعاب ؟

إن جمع عينات مسحة اللعاب من قبل المرضى أنفسهم يلغي الحاجة إلى التفاعل المباشر بين العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى، لأن هذا التفاعل هو مصدر اختناقات اختبار رئيسية ويمثل خطر الإصابة بعدوى المستشفيات. كما أن جمع عينات مسحة اللعاب من قبل المرضى أنفسهم يخفف أيضًا من الطلب على الإمدادات من المسحات ومعدات الحماية الشخصية، ونظرًا للحاجة المتزايدة للاختبار، لذلك توفر النتائج التي توصل إليها الباحثون دعمًا لاحتمال وجود عينات من اللعاب في تشخيص عدوى Covid-19.

* هل هناك فرق بين حساسية مسحة اللعاب ومسحة البلعوم الأنفية ؟

في إحدى الدراسات قارن الباحثون بين حساسية اكتشاف Covid-19 من عينات مسحة البلعوم الأنفية واللعاب المتطابقة مع المريض نفسه، ووجدوا أن عينات اللعاب أسفرت عن حساسية أكبر في الكشف والاتساق خلال مسار العدوى. وقد أظهرت النتائج التي توصلُوا إليها أن مسحة اللعاب هو بديل قابل للتطبيق وأكثر حساسية للمسحات البلعومية الأنفية، ويمكن جمع العينات في المنزل من أجل اختبار Covid-19 الدقيق على نطاق واسع. في كندا، تعتبر المسحات البلعومية الأنفية المفضلة لاختبار Covid-19، وتشير البيانات الأولية إلى أنها قد تكون أكثر حساسية من المسحات البلعومية الفموية للكشف عن Covid-19، ومع ذلك، فإن جمع كل من مسحات اللعاب والمسحات البلعومية الفموية غير مريحة بالنسبة للمرضى، وقد تشكل خطرًا على العاملين في مجال الرعاية الصحية، كما أدى النقص الأخير في سلسلة التوريد العالمية إلى محدودية الوصول إلى أنواع المسحات المختلفة.

* خلاصة القول

يُعد اللعاب مرشحًا واعدًا لتشخيصات فيروس Covid-19، حيث إنه أقل تدخلاً، ويمكن الاعتماد عليه ذاتيًا، وأظهر اللعاب حساسية مماثلة للمسحات البلعومية الأنفية في الكشف عن مسببات الأمراض التنفسية الأخرى، بما في ذلك فيروسات Covid-19 البشرية المستوطنة، في الدراسات السابقة. كما أن الحساسية المنخفضة للمسحات البلعومية الأنفية، ومخاطر التعرض للعاملين في الرعاية الصحية، والنقص العالمي في المسحات ومعدات الحماية الشخصية، تستلزم التحقق من صحة أساليب التشخيص الجديدة.

التعليقات مغلقة.