الصداع قد يكون علامة على ورم في الدماغ‎

اعداد مبارك أجروض

غالباً ما يتساءل الأشخاص في حال مُعاناتهم من الصداع الشديد عمّا إذا كان ناجماً عن وجود ورم في الدماغ أم لا، خصوصاً عندما يبدو الصداع مؤلماً أكثر من الألم المعتاد، ومختلفاً عن صداع التوتر أو الصداع النصفي المعتاد لدى بعض الأشخاص، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أنَّ معظم أنواع الصداع لا تحدث بسبب أورام الدماغ، حيث إنَّ غالبية أورام الدماغ تبدأ فعلياً من مكان آخر في الجسم، وتنتشر إلى أن تصل إلى الدماغ، وتُعرف باسم نقائل الدماغ أو أورام الدماغ الثانوية.

أمّا الورم الذي يتشكل في الدماغ فهو يُعرف باسم ورم الدماغ الأساس وبذلك نستنتج أنّ معظم حالات الصداع لا تدعو للقلق، وأنّ فهم الاختلافات بين الصداع المعتاد والصداع الناجم عن وجود الأورام مهم جداً لراحة وطمأنينة الأشخاص.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ ورم الدماغ هو نموّ خلايا غير طبيعية في الدماغ أو بالقرب من الدماغ، ويمكن أن تكون هذه الأورام غير سرطانية أيّ حميدة، وقد يكون بعضها أوراماً سرطانية أيّ خبيثة، وفي الحقيقة تختلف سرعة نمو الأورام اختلافاً كبيراً، وإنّ مدى تأثير الورم في وظيفة الجهاز العصبي يُحدّد بالاعتماد على معدل النمو وموقع الورم، كما أنّ اختيار العلاج الأنسب يتمّ اعتماداً على نوع الورم، وحجمه، وموقعه، وهكذا أصبح عادة ما يُعزى الصداع إلى أنه قد تكون هنالك أسباب خطيرة كامنة وراء الشعور بالصداع مثل أورام الدماغ.

قال سانج باسي، استشاري جراحة الأعصاب في “مركز لندن للأعصاب” لصحيفة إكسبرس البريطانية: “يشكو حوالي 50% من الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بورم في المخ من أن الصداع المستمر كان أحد الأعراض الأولى التي شعروا بها”.

وأوضح باسي الآليات السرطانية التي يمكن أن تسبب الصداع، قائلاً: “مع وجود ورم في المخ، فإن الصداع لا ينتج عن الورم نفسه، حيث أن الدماغ لا يحتوي على مستقبلات للألم، بل ينتج عن ضغط الورم على الأوعية الدموية الحساسة والأعصاب داخل الدماغ، مما يؤدي إلى الشعور بالألم. كما يمكن أن يحدث الألم أيضاً بسبب الورم الذي يمنع تدفق السائل الدماغي الشوكي في الدماغ”. وبحسب باسي، إذا كان شخص ما يعاني من ورم في المخ، فإن صداعه عادة ما يكون مختلفاً عن الصداع العادي لأنه يكون مصحوباً بأعراض أخرى.

بالاستناد إلى أحد الدراسات التي قامت على فحص 85 مريضاً من مرضى أورام الدماغ لمعرفة المزيد عن خصائص الصداع المرتبط بأورام الدماغ، فقد كان معدل انتشار الصداع بشكل عام في هذه الفئة 60%، ولكن كان الصداع هو العرض الوحيد في 2% فقط من المرضى، وكان الألم خفيفاً عموماً، وبكثافة معتدلة، وتجدر الإشارة إلى أنّ ما يقرب من 40% من المرضى كانوا يُعانون من صداع التوتر ومما ينبغي التنويه إليه أنّ خطر الإصابة بأورام الدماغ يزداد مع التقدم في العمر.

 <=العلامات التي تدل على أن الصداع ناجم عن ورم في الدماغ:

* آلام الرأس عند الاستيقاظ

قال باسي إن الصداع المرتبط بأورام المخ عادة ما يكون أسوأ في الصباح، خاصة عند الاستيقاظ، ونظرًا لأن الصداع الناجم عن ورم الدماغ غالبًا ما يكون ناتجًا عن تراكم السائل النخاعي في الدماغ، فقد تقل شدته عندما يقف المصاب ويبدأ السائل النخاعي في التصريف أو يزداد سوءًا بسبب السعال أو الانحناء أو الصراخ.

* يتفاقم الألم الناجم عن الورم مع الوقت

وفقاً لباسي، يميل الصداع الناجم عن ورم المخ إلى التفاقم مع مرور الوقت، ويمكن أن يشبه الصداع النصفي أو الصداع الناجم عن التوتر مع ألم خفيف أو ألم نابض مستمر.

* الصداع المصحوب بالتقيؤ

حذر باسي من أن الصداع المصحوب بتقيؤ متكرر وتغييرات في الذاكرة أو الشخصية، وأي ضعف في العضلات، أو مشاكل في الكلام والرؤية قد يكون علامة واضحة على أورام الدماغ، لذا يجب استشارة الطبيب فور ظهور هذه الأعراض.

* نوبات ارتعاش

قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من أورام في المخ، من نوبات مستمرة من الصداع، أو نوبات ارتعاش في الساقين أو الذراعين أو اليدين.

 <=طرق الوقاية من الأورام بشكل عام:

هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتباعها للمساعدة على الوقاية من أورام الدماغ، ومن أهمّها ما يأتي:

ـ التشخيص والعلاج المبكر للأورام التي تميل إلى الانتشار في الدماغ؛ مما يُقلل من خطر الإصابة بأورام نقائل الدماغ التي سبق توضيحها في هذا المقال.

ـ تجنب ملامسة الإشعاع، خاصة لمنطقة الرأس.

ـ تجنب التعرض للمواد الكيميائية السامة المرتبطة بصناعة النفط والمطاط.

ـ تجنب التعرض لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية

التعليقات مغلقة.