الرخام بالمغرب…قطاع في قفص الاحتضار.

حل طاقم جريدة أصوات  ضيفا في مكتب الأستاذ علاء كحلاوي الذي  فرش بساط معلوماته و أفكاره و كذا اقتراحاته لعدسة أصوات.

تجدر الإشارة أن الأستاذ علاء كحلاوي هو من الجيل الثاني لشركة  (GRANIMARBRE)  وبتجربة و خبرة عالية داخل عالم الرخام  رقمت بالخمسين سنة ..ليكشف للطاقم أن اختصاص عمل الشركة يصب في استخراج الرخام من المقالع وتحويله داخل المصنع وأيضا التصدير و الاستيراد .

هذا وقد أوضح السيد كحلاوي  خلال الحوار أن  الرخام يعتبر مادة أساسية للبناء وهو من الموارد الطبيعية التي يزخر بها المغرب بالإضافة إلى أن استعمال الرخام المغربي سينقص من ثقل الاستيراد. وان هذا  القطاع  يكتسي أهمية كبيرة ضمن النسيج الاقتصادي الوطني الذي لا يقتصر فقط على مجال السيارات .

مضيفا أن الرخام اليوم  قد استطاع أن يراكم خبرات مهمة في مجالي التصنيع والتسويق منذ ستينات القرن الماضي، إلا أنه في حاجة ماسة  إلى المزيد من الدعم للرفع من العرض المغربي في مجال التصدير، مصرحا أن واردات المغرب من مادة الرخام تفوق صادراته.

ففي ظل غياب الحكامة و المسؤولية أصبحت ثروة الرخام تحتضر كما جاء على لسان الأستاذ كحلاوي الذي تابع قائلا انه لا يعقل في مغرب اليوم الذي يتوفر على سلاسل جبلية أن يستورد مشاريع عمومية . و صحيح أن الاستيراد حر لكن يبقى السؤال هو : أين هي الوطنية في بناء مسرح وطني  برخام مستورد  ؟ وأين هي الوطنية في بناء شارع عمومي برخام مستورد ؟

كما أكد على أن منح  الأولوية للمنتوج  المغربي هو  كلام سياسي فقط  ..لكنه منفي من ارض الواقع دون نسيان ضعف هيكلة تشجيع التصنيع بالمغرب .

وخلال الحوار تبين أن  السيد علاء الذي يحمل في طيات عرقه نبض بالوطنية قد التقى في نقطة غيرة مواطن مع الأستاذ شياخ ولد سيدي الناشط الحقوقي و المترافع عن القضية الوطنية في المحافل الدولية . حيث أن  هذان الاثنان قد  أبانا على استعداد كبير في خدمة هذا الوطن فهما  يناشدان من خلال جريدة أصوات كافة المسؤولين و مدراء مراكز الاستثمار  رجال الأعمال و كذا كل من وضع خطاب جلالة الملك الذي يدعو إلى تكثيف الجهود من اجل مغرب تنموي اقتصادي ناجح صوب عينيه ..(يناشدان ) بإصدار أوامر صارمة للعمال و الولاة في جميع أقاليم المملكة المغربية .

هذه الأوامر التي تهدف إلى استقبال جميع المقترحات و الجلوس على طاولة الحوار و النقاش و أيضا طلب بخلق كتابة عامة بميزانيتها و بأهدافها الواضحة  لتخدم بالأساس  المقاولات المتوسطة و الصغرى و لتاخد  بيد قطاع الرخام نحو قمة جبل الاستثمار النافع للوطن و أبناءه  .

مع إبداء الإشادة والتنويه بعمل السيد عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية و السيد عزيز الرباح وزير التجهيز و النقل و اللوجستيك آنذاك اللذان استقبلا جميع الاقتراحات التي تصب في خدمة هذا المنتوج المغربي كما أن السيد لفتيت سبق و أعطى صافرة لانطلاق مشاريع تحيي القطاع إلا أن خط النهاية كان قريبا بسبب إهمال بعض الولاة والعمال و رؤساء الجماعات الذين لا يعرفون في العمل إلا العرقلة  و النسيان  .

 ليبديا السيد شياخ ولد سيدي و السيد علاء  أسفهما  الكبير بخصوص  المسؤولين النوام أصحاب المصالح الخاصة الذين لا يفقهون في أهمية ثروة البلاد إلا الاختلاس و النهب .

ليبقى للأستاذ كحلاوي و أستاذ شياخ  تحت لواء الشركة مقترح يصب في  مساعدة القرى المجاورة لمقلع الرخام وبهذا  سيصبح المقلع نموذج تنموي بناء للمناطق النائية …الذي سيشغل يد عاملة قروية ستنتفع من فرص التشغيل و من عائدات المدخول  . كما اتضح أيضا أن لهذين الوطنيين روح تطوعية تسعى للمساهمة و المشاركة  في بناء مدارس و حفر أبار… شريطة أن يكون للجهة و لكوادرها مجهود في توظيف المنتوج المغربي  اي رخام المقلع التابع لكل جهة .

وعلى سبيل المثال ذكر السيد علاء  مدينة اكادير الساحرة التي لو انها اتخذت كخطوة بناءة توظيف رخام الجهة  فان ثمار هذه الخطوة سيكون بمثابة تنمية للجهة و تنمية أيضا للقرى المجاورة . مع إعطاء الأولوية لشركات الشحن المحلية.

و مدينة صفرو خير مثال التي شهدت على افتتاح مقلع تابع لشركة (GRANIMARBRE) نتج عنه ازدهار كبير على مستوى المنطقة  و تطور ملحوظ على مستوى الاستثمار.

ومن جهة أخرى أكد السيد كحلاوي ان عقلية مستثمر اليوم ليست كتفكير الأمس و أن ما ينقص قطاع الرخام هو استيقاظ مسؤولي مراكز الاستثمار ووضع الثقة و نسبة من الاهتمام لكافة المقترحات الواردة للمراكز  وكذا  وعي سياسي بناء بأهمية المنتوج المغربي و دعمه بهدف المضي قدما بمغرب الترامواي و المسارح الوطنية و كذا مغرب القرى و المغرب المنسي من قطرات الماء و مئونات الغذاء.

مضيفا أن مستوى التكوين  داخل  مراكز التكوين المهني بالمناطق الجنوبية يشهد نقصا كبيرا فقد  سقط من مقررات الوزارة المعنية  تدريس كل ما يتعلق بالمقالع و استخراج المادة الخام و التحويل و التصنيع و أهمية تطوير الرخام الذي تزخر به المنطقة .

هذا و قد أبان السيد كحلاوي  في آخر الحوار على استعداده التام لجميع المقترحات و كذا العمل مع الهيئات المعنية لإحياء  هذا القطاع من جديد و جعله قطاع قائم الذات بمدخولاته و أرباحه  العائدة على أبناء الشعب المغربي بالنفع بدرجة أولى  .

ويبقى علاء كحلاوي  شعلة أمل   تسعى لإحياء قطاع يحتضر اليوم  .

 

س.ب

 

 

التعليقات مغلقة.