حرب المعارضة الليبرالية ضِد حُكم السُلطة العليا في روسيا

بقلم : صبرينة مسعودان 
  أكبر مواجهة يَشهدها شارع الإتحاد الروسي في هذه الأيام بين الشعب المُعارض و السُلطة الحاكمة. حَيث إجتمع الحشود بالالاف لِِدعم زعيم المعارضة المسجون أليكسي نافالني.
إندلعت الإحتجاجات الروسية في جميع البلاد من المناطق المتَجمدة في أقصى الشرق سيبيريا أين دَراجات الحرارة لا تتَعدى الصِفر إلى المناطق الكبرى في الشمال الروسي، موسكو و سانت بطرسبرغ.  دعمًا للمُعارض السياسي أليكسي نافالني، بعدما تم القبض عليه و إتهامه بخرق شروط الحُكم الصَادر بشأنه في قضية إختلاس الأموال، إلى جانب إحتجاجهم على الفساد الذي طال فترة حُكم بوتين لعقدين، خاصة بعدما نَشر فريق نافالني بعد إعتقاله فيلما على اليوتوب حول قَصر يُزعَم أنه مِلك للرئيس الروسي بوتين، و تم بناؤه  بأموال رجال أعمال مقربين من بوتين. لكن الكِرملين أوضح في بيَان رسمي أن كل إتهامات  أليكسي نافالني بشأن القصر المزعوم باطلة لا صِحة لها، ولا وجود لأي أدلة تثبت أقواله حول ملكية الرئيس فلادمير بوتين للقَصر. المثير أن أقوال نافالني ضد الرئيس هي بالفعل جريمة جنائية. لكن الظاهر أن رغبة الناشط السياسي نافالني الحقيقية هي تحريض الشعب للإنقلاب على الرئيس الروسي بوتين و نِظامه الحاكم. لأن نافالني و أتباعه ليسوا مهتمين فيما كان الفيلم الذي أعدته المخابرات الغربية صحيحًا أم لا. الغاية هي نَشر الدِعايات بين المواطنين الروس على أن نظام الرئيس الحالي ما هو إلا تبعية لنظام الاوليغارشية. و إعتمد في منهجيته على أقسى و أقوى عامل في هدم الدولة و تفكيك مصالحها السياسية. ألا و هو تكنولوجيا و عولمة الثورات الملونة التي تم تطويرها في الغرب على نحو دقيق ونموذجي.
   شَهِدت المظاهرات العديد من المناوشات بين الشرطة والمواطنين، و تصاعدت التوترات خاصة في المنطقة المحتجز بها أليكسي، حيث سار بعض المتظاهرين إلى السجن المحتجز به. ليَتِم طَردهم مِن طرف الشرطة الروسية و مكافحة الشغب بالعِصي… أما في المناطق الأخرى بِروسيا ك “ييكاتيرينبرغ” ظَهر بعض المتظاهرين و هم يَرشقون الشُرطة بكرات الثلج، و البعض الآخر يَركل السيارات التابعة لجهاز المخابرات المحلية. وِفقا ل OVD-INFO ( مجموعة ناشطة تتعقب الإعتقالات في الإحتجاجات) بعد 12 ساعة من المُظاهرات مساء أمس السبت، تم إعتقال أكثر مِن 3100 مواطن روسي في 109 مقاطعة بجميع أنحاء البلاد مِن بينهم زوجة السيد نافالني ليُطلِق سراحها لاحقا. أوضح روبورتاج التلفزيون الرسمي في روسيا مساء أمس، أن مُهاجمة ضَابط شرطة تُعد جريمة جِنائية مُشيرًا أن عقوبة السِجن تلوح في الأفق لبعض المشاركين.
  من جهة أخرى أدانت وزارة الخارجية الأمريكية بعد أيام قليلة مِن الحكومة الأمريكية الجديدة للرئيس المنتخب بايدن. إستخدام التكتيكات القاسية للمتظاهرين من قِبَل السلطة الروسية. و وَصفت حملة القمع و إعتقال زعيم المعارضة نافالني بأنها ” مؤشرات مقلِقة لمزيدٍ من القيود على المجتمع المَدني و الحُريات الأساسية”  وتابعت الوزارة في بيانها ” ستَقف الولايات المتحدة جنبًا إلى جَنب مع حُلَفائها و شُركائها في الدفاع عن حقوق الإنسان” مشيرة للإِفراج الفوري عن كُل مُعتقلي الرأي العام لمُمارستهم حُقوقهم العالمية من بينهم السيد أليكسي نافالني.
   المثير في الأمر أن السفارة الأمريكية حَذرت السُلطات الروسية بأيام عن الإحتجاجات التي ستُقام يوم السبت ! بالتأكيد أن الأمر ليس بِمحض الصدفة، كما قال مُذيع الأخبار في القناة الأولى الروسية التي تُسيطر عليها الحكومة الروسية :” هذا مهم للغاية ! ظَهرت معلومات حول مكان و زمان الأحداث الغير مُصَرح بها، المخَطط لها يوم غد .على الموقع الرسمي للسفارة الأمريكي ! ” مشيرًا أن الولايات المتحدة هي مَن نَظمتهم بالفعل !
  مِن البديهي أن نِظام الولايات المتحدة في فترة الرئيس السابق دونالد ترامب، كان قد عَزم على القضاء على الدول المُنافسة الواحد تِلو الآخر … الأول مع روسيا ثم إيران وصولا إلى الصين كَون هاته الأخيرة تُشكل التَهديد الأكبر للوِلايات المتحدة لِزعامتها للإقتصاد الدولي، حيث شَهدت الولايات المتحدة تراجعًا إقتصاديا كبيرًا مُقارنة مع السنوات الأخيرة، خاصة في فترة الفيروس التاجي!
و في الأخير قد لا تقتضي الخطة بتدمير كُلِي لإقتصاد كل دولة لكن الأكيد أن تقتضي على تقسيم الدولة شعبًا وحكومة.

التعليقات مغلقة.