أرقام كارثية تكشف حجم المأساة الانسانية، وسط تحذيرات اممية غير مسبوقة في مأرب 

تزحم مدينة مأرب  بالنازحين وقد بدأ كثيرون حياة جديدة منذ نحو ست سنوات. المدينة التي استقبلت مئات آلاف اليمنيين الهاربين من الحرب من محافظات مختلفة، باتت تتوسع بشكل كبير. 

عودة الصراع على الجبهات في مأرب، فإن أزمة النازحين اليمنين لا تزال مستمرة في أقصى شمالي البلاد، فعودة القتال وشبح النزوح المتكرر بات المسيطر على أذهان الآلاف منهم، وأصبح حلم العودة صعب المنال في الوقت الراهن، وربما المستقبل القريب.

ومع عودة المعارك مأرب وسط اليمن، زادت الأعباء على الأهالي والكوادر الطبية.

عدد النازحين اليمنيين في مأرب

تصدرت محافظة مأرب، قائمة النازحين بأكثر من 100 ألف شخص من بين 185200 إجمالي عدد النازحين في البلد،حسب ما أفاد مكتب المنظمة في اليمن على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

وتسببت المعارك الدائرة في محافظة مأرب ومحيطها في موجة نزوح جماعي صوب مواقع النزوح المزدحمة داخل المدينة والمناطق المحيطة بها.

وتحتضن مدينة مأرب أكثر من 2.5 مليون شخص بعدما أصبحت تمثل الوجهة الأولى لكثير من النازحين المدنيين الذين تقطعت بهم السبل، متصدرة بذلك قائمة المدن الأكثر احتضانا للنازحين، حسب تقارير الامم المتحدة.

مخاوف من تعرض لملايين المدنيين لكارثة انسانية

كتب منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك في تغريدة على تويتر «أشعر بالقلق الشديد نتيجة التصعيد العسكري الحاصل في مأرب وتداعياته المحتملة على الأوضاع الإنسانية».

وحذر من أن «أي هجوم عسكري على مأرب سيضع ما يصل إلى مليوني مدني في خطر وينتج عنه نزوح مئات الآلاف، الأمر الذي سيؤدي إلى عواقب إنسانية لا يمكن تصورها. لقد حان الوقت الآن للتهدئة، وليس لمزيد من البؤس للشعب اليمني».

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن مؤتمراً حول المساعدات لليمن سيعقد في الأول من مارس وستستضيفه الأمم المتحدة والسويد وسويسرا، والهدف هو جمع نحو 4,2 مليارات دولار.

ويشن الحوثيون المدعومون من إيران منذ أكثر من عام حملة للسيطرة على المدينة تكثّفت في الأسبوعين الأخيرين.

وتسببت الاشتباكات في مأرب في نزوح مئات اليمنيين خصوصاً في مخيم الزور القريب من سد مأرب بعد وصول الاشتباكات إلى المنطقة.

وتعتبر مدينة مأرب بمثابة ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هرباً من المعارك أو أملوا ببداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة لسنوات، ولكنهم أصبحوا الآن في مرمى النيران مع اندلاع القتال للسيطرة عليها.

مصادر ميدانية

وقال مصدر عسكري ل”جريدة أصوات”  إن “جماعة الحوثي تمكنوا من التقدم غرب وشمال مدينة مأرب بعد سيطرتهم على منطقة الزور وصولا على الجزء الغربي من سد مأرب وإحكام السيطرة على تلال جبلية تطل على خطوط إمداد لجبهات عدة”.

وبحسب مصادر عسكرية أخرى، فإنّ القوات الحكومية حشدت مئات المقاتلين للقتال على الجبهات. وقتل العشرات من الجانبين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفقا للمصادر العسكرية.

محاولة سيطرة على مأرب الغنية بالغازية؟

وكانت المدينة الواقعة على بعد حوالي 120 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء -حيث يفرض الحوثيون سيطرتهم منذ 2014- تجنبت الحرب في بدايتها، لكن الحوثيين يشنون هجمات للسيطرة عليها منذ عام تقريبا، وقد تكثفت في الأسبوعين الأخيرين.

ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها، خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.

وأسفر النزاع منذ 2014 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليونا يعتمدون على المساعدات، في أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم.

وقد حذّرت وكالات الأمم المتحدة الجمعة الفائتة من أن نصف الأطفال دون سن الخامسة في اليمن سيعانون من سوء التغذية عام 2021، وقد يموت مئات الآلاف منهم بسبب نقص المساعدات الإنسانية

وشهدت جبهات القتال المختلفة في محافظة مأرب خلال الأيام القليلة الماضية تصاعدا عنيفا في وتيرة المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين، عقب فترة من الهدوء النسبي، وسط ارتفاع كبير في أعداد القتلى والجرحى من الجانبين.

التعليقات مغلقة.