كورونا المتحور يطرق باب تونس و المجمع العلمي تائه في تقدير مخاطر هاته التحورات 

محمد حميمداني

 أعلنت اللجنة المكلفة بحملة التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد في تونس ، اليوم السبت ، عن تسجيل إصابتين بفيروس كورونا المتحور .

 جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده مدير معهد “باستور” بتونس و عضو اللجنة ، “الهاشمي الوزير” ، الذي قال ، إن الإصابتين تم رصدهما في ضواحي العاصمة ، بجهة “المرسى” و “باردو” .

 مدير الصحة العمومية بتونس ، “فيصل بن صالح” ، أشار إلى أن السلالة الجديدة تخص تونس ، مضيفا أنها و مع ذلك تحمل بعض خصائص الفيروس المتحور الذي تم رصده بكل من “بريطانيا” و “جنوب أفريقيا” ، وقال “لا تأثير للسلالة الجديدة على تفشي الوباء أو حدة الفيروس” .

 و سجلت تونس إصابة نحو 226 ألفاً و 740 شخصاً بالفيروس ، فيما بلغت نسبة الوفيات 7719 شخصاً منذ بداية تفشي الوباء في البلاد قبل نحو سنة ، وفق ما أوردته وزارة الصحة التونسية ، أمس الجمعة .

 و كانت دول عربية و أوربية قد سجلت في السابق أولى الإصابات بفيروس “كورونا” المتحور ، من ضمنها المغرب الذي أعلن عن اكتشاف أول حالة إصابة على مواطن مغربي مقيم بإيطاليا ، وقال بيان وزارة الصحة المغربية “تم تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد ، تم تأكيدها مخبريا بمعهد “باستور” المغرب ، لمواطن مغربي ، مقيم بالديار الإيطالية” ، الإمارات ، من جهتها كانت قد أعلنت تسجيل ست إصابات جديدة أثناء مسابقة طواف الإمارات للدارجات لدى متسابقين أجانب ، ما اضطر السلطات لإلغاء المرحلتين الأخيرتين من السباق ، فيما أعلنت إسبانيا تسجيل أول حالة وفاة مصاب بالفيروس .

 و كان قلق شامل قد عم العالم مع اكتشاف نسخ متحورة عن فيروس كورونا ، في ظل عدم تعافي العالم من الوباء الحالي .

 و يشير خبراء في المجال الصحي أن هناك في الوقت الحالي ثلاث نسخ متحورة تثير قلقا شديداً ، ظهرت للمرّة الأولى في إنكلترا و جنوب إفريقيا و اليابان (ولو أن الإصابات سجلت لدى مسافرين وافدين من البرازيل ، ما حمل على الإشارة إلى النسخة باسم “المتحورة البرازيلية”) .

 كما أن هناك نسخة متحورة تثير قلق و مراقبة المؤسسات العلمية العالمية نظرا لمواصفاتها الجينية التي قد تطرح إشكالية ، غير أن انتشارها لا يزال محدودا .

 وكان مسؤول وحدة “علم المجين التطوّري للفيروسات ذات الحمض النووي الريبي” في معهد “باستور” في باريس ، “إتيان سيمون لوريار” قد قال لوكالة “فرانس بريس” “ستكشف لنا الأسابيع و الأشهر المقبلة إن كانت تدخل في فئة المتحورات المقلقة للغاية التي تنتشر بسرعة كبيرة ، أو أنها ستبقى متحورات تنتشر بدون إثارة الكثير من المخاوف” .

 و قد تم تصنيف جميع هذه المتحورات في “سلالات”، تدخل ضمن شجرة عائلة الفيروس الأصلي “سارس-كوف-2” .

 كما تم رصد عدة “سلالات” متحورة ، ضمنها ما أطلق عليه اسم “بي.1.525” في اسكتلندا و نيجيريا و فرنسا و أستراليا ، إضافة إلى نسخ متحورة في كاليفورنيا و زامبيا و أوغندا و فنلندا .

 العلماء يعتبرون أن هذا التحور هو طبيعي إذ يمر الفيروس بتطور طبيعي و تحوّلات لضمان استمراره ، الأجهزة الصحية البريطانية على موقعها الإلكتروني قالت إنه “تم التعرّف إلى أكثر من أربعة آلاف متحورة لسارس-كوف-2 عبر العالم” .

 الاختصاصيون الأميركيون و ضمنهم الخبير الحكومي “أنطوني فاوتشي” قال في مقال نشر الأربعاء الماضي في مجلة “جورنال أوف ذي أميريكن ميديكال أسوسييشن” المتخصصة ، إلى أنه من بين هذه النسخ “وحدها نسبة ضئيلة تشكل مصدر قلق على الصحة العامة” .