المرأة بين الزوج والعشيق من وجهة نظر أنثى متحررة

متعة ورغبة، الزوج للمتعة والعشيق للرغبة
سئلت إمرأة عن رأيها فيما قيل، فتنهدت وتنفست الصعداء وعانقت السماء عاليا برأسها الذي غزاه الشيب وأحمرت خدود وجهها التي رسمتها التجاعيد التي أتت على كل جزء منه
في بداية الأمر تصنعت الحياء و العفة و الحشمة و الوقار و الخجل الذي لم يرى له مثيل, وتلعثمت في الكلام و ألتفتت يمينا و شمالا وراحت تسترسل في الحديث قالت
إنه من الصعب التحديد والوصف في الإختيار, في زمننا هذا زمن السوط و الحرية و المادة و الإستغلال والسيطرة والإخضاع
نحن في زمن لا يمكن لك التفوه بنصف كلمة ولا حتى التنفس و لا الإستنشاق
في زمن بات الشرف فيه جريمة و الحشمة عار و التعفف غباء والوقار جهل وأصبح التعري موضة و الخلاعة تحرر و الخيانة حرية
وما شابه ذلك في عالم تحرر المرأة و حريتها المقيدة و الممنهجة و المسيرة و المكبلة لها
مع الزوج فلا إحساس ولا شعور إلا الضجر و النفور, لكن مع العشيق فإنها تستمتع بكل معاني الكلمة قبل التحول من التعقل إلى التمرد ومن حال لحال, لأن طبيعة الحياة لا تمنح الهدايا بالمجان والمرأة في بداية حياتها الزوجية حسب مفهومها و الأوامر المفروضة عليها تلقائيا من وجهة نظرها, فلا حرية ولا إختيار لها في ذلك
فهي مجبرة ومكرهة على ذلك و تتقبله على مضض دون رفض ولا إعتراض , بحكم العادات و التقاليد البالية و الأحكام العرفية الجائرة و التسلط الذكوري الناجم عن الجهل و عدم الوعي و الفكري و البناء الحضاري , نظرا للعقليات المتحرجة والعدوانية والسلوك المتعنف والتحكم الأسري و قبضة أحكام الأهالي وتدخلاتهم ألا متناهية ,التي سيطرة نظرات المجتمع الذي لا يرحم , وما شجعها على التمادي هي تلك العناصر بكاملها كلية ,التي شجعت و سمحت لها في التمادي على التمرد و الخروج عن المألوف و عن أحكام الشرع و القانون , وأي شرع و أي قانون
شرع بني أدم الذي شرعه لنفسه على هواه و قانون الطبيعة الذي فرضه الإنسان وبسطه على مصراعيه لإشباع رغباته و نزواته وإطفاء ظمآ عطشه و إطفاء لهيب نار شغفه وولعه ووو إلخ
فكل شيء بات ممنوع حرام لا يجوز عيب إلخ … بعديد المسميات بينما هم يستحلون لأنفسهم ما يحرمونه على المرأة
فكل شيء لا يعقل ولا يصدق في مجتمع لا يطاق ولا يحتمل
بفرض الحظر في الحياة والعيش في وسط دائرة حلقة مفرغة كاملة المسميات بقائمة من المحرمات والممنوعات والمحظورات، في مجتمع مقيد بتعليمات أمة محاطة بأوامر من القادة وما أدراك ما القادة، نعم القادة التي كرمت وقلدت بمختلف الأوسمة والنياشين والميداليات والتي باتت تحكم المجتمع الذي لا يرحم ضعيفه ولا فقيره ولا مسلوب الحرية في هذا العصر
فلا لوم في وقت الجبروت والسيطرة وحظر الرغبات وكبح الجماح في وقت أصبح فيه التنفس أكبر هم البشرية عامة والعنصر الأنثوي خاصة بما يعرف بالمرأة التي بات الكل يتغنى ويتحدث ويتكلم بإسمها ويتصرف وكأنه وكيل أمرها وسيد زمام شأنها وينادي بحريتها بل الأدهى والامر بل تحررها وتفسخها من جلها بون رحمة و لاهوادة
فاللوم كل اللوم بات محصور على الرجال أقل شهامة و أضعف شجاعة وفي وقت بات فيهم العاقل مغلوب على أمره إما محكوم من غيره أو مسير من طرف هواه و متبع لشهواته أو منصاع لأوامر نزواته الحيوانية و غريزته الشيطانية و أمام ضعف شخصيته وإنعدام وازعه الديني و رادعه الخلقي وإنحلال بيئته و إنفصالها من جدورها الراسخة الضاربة في الأعماق زمن الرجولة الأشاوس و الرجولة أنفة و الرجولة أصالة و الرجولة نخوة و الرجولة عزا و الرجولة شرفا
فمنذ أن مات الضمير و إنسلخت القيم و تحلل و تفسخت و ذابت و إنصهرت كلية و ذر رمادها في مياه المستنقعات الراكدة التي باتت وحل للمصطادي المياه العكرة, فسلام على الأنوثة المرسومة المنقوشة الظهور و للتباهي ,لا للإحساس و الشعور
لكن بكل يقين قاطع للشك وبكل حزم جازم وبكل تأكيد وعد شرف و عهد ذمة فالحرة الأبية لا وألف لا, فلن تبيع شرفها ولن يداس لها على طرف ولن تنجر في أوكار الرذيلة و لن تسلك طريق الخيانة المحرمة بكامل الديانات السماوية والشريعة الإسلامية الغراء و الرسالة المحمدية, مادامت تشهد بوحدانية الله الفرد الصمد و بشهادة نبيه مبلغ الرسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و بكامل قواها العقلية والصحية, وما دامت لم تسلب منها حريتها و لم تتجرد منها قهرا عنها عنوة و قوة بدون وجه حق ولا مصاغ قانوني إنساني
عن الغارقة في متهات الزمن و وحل شطأنه الممتدة عبر كامل ربوع المعمورة والعائدة إلى رشدها و جادة صوابها عن قناعة و طيب خاطر
فالحرة الأبية شريف عفيفة منزهة مكرمة ليست سلع تباع و تشترى و لا بضاعة ترهن و تستبدل ولا قطعة لحم تشرح وتشوى, ولا قطع قماش تفصل على المقاص و تقص بالمقص حسب الطول و العرض فهي آدمية
لا وألف لا أن يداس لها على طرف ولن يكتبها التاريخ و يدونها ويوثقها بإسمها في سجلات أمهات الكتب, فيكفي أنها ولدت عذراء و العذراء ملكة في خذرها محاطة بخدمها و حشمها
فسألوا الله اللطف و الحماية و الرأفة بالقواير عباد الله يرحمكم الرحمن
بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون — ستراسبورغ فرنسا

التعليقات مغلقة.