مهنية الإعلام وأخلاقياته تحل محلها الفوضى والعبث في الإعلام الجزائري عند الحديث في كل ما يتعلق بالمغرب.

بقلم: محمد عيدني

من المؤكد أن مهنة الصحافة والإعلام وهي السلطة الرابعة المكفول لها تخليق الحياة والعامة و توعية الرأي العام بما ييسر المعاملات والعلاقات في مستوياتها، حتى الدولية منها ويرسخ لمبدإ احترام الإفراد والمؤسسات والدول، فإذا انتفى شرط الاحترافية والاحترام أصبح هذا الإعلام محط شبهة انعدام التخليق والعبث في مهنة البحث عن الخبر وتوخي الحقيقة.

واعتبارا لما سبق، فإننا تتبعنا كإعلاميين قبل أن نكون مغاربة أحرار ما انحدر إليه الإعلام الجزائري من منحدرات لا أخلاقية تتبرأ منها مهنة الصحافة والإعلام، وما وصلت إليه القناة الجزائرية “الشروق”من انتهاك لا أخلاقي، والتطاول على رمز الأمة الإسلامية والعربية و الأفريقية السدة العالية بالله الملك محمد السادس نصره الله، بعدا حسدا من عند أنفس القيادات الجزائرية بعدما حققه جلالة الملك نصره الله من انتصارات دبلوماسية، و إقرار الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء وبسيادة المملكة الشريفة على أراضيها بالأقاليم الجنوبية وإقامة سفارتها بمدينة الداخلة.

الأمر الذي دفع بمسلسل التعتيم الإعلامي للآلة العسكرية الجزائرية الفاشلة -بعد انتصار حكمة وتبصر جلالة الملك في أزمة الكركرات – إلى التحول من نشر الأكاذيب والإشاعات المغرضة بانتصار عسكري وهمي، حتى تخرص المعارضة الشعبية لقيادتها، وغض الطرف عن الأزمات الاقتصادية التي يتخبط فيها الشعب الجزائري، وقمع الإعلام النزيه الذي يستند إلى الحقيقة في التعامل مع قضية الصحراء المغربية، والذي يرفض الرفض القاطع بدفع الشعب الجزائري ضريبة أطماع حكامه في الأراضي المغربية الجنوبية.

ولعل ما تعرض له المدير العام لقناة الشروق ومؤسسها “الراحل ” علي فضيل على إثر انتقاده لسعيد بوتفليقة أخ عبد العزيز بوتفليقة” الراحل”، حين صرح في بث مباشر : “السعيد هو من يتحكم في الجزائر” وأنه الرئيس الفعلي للبلاد.

مما دفع جهات مجهولة إلى اعتقال المدير العام من أمام منزله العائلي، عندما كان بصدد الالتحاق بمقر القناة في القبة بالجزائر العاصمة، واقتادته إلى مكان مجهول.

وتابع فضيل متهما سعيد بوتفليقة بحيازة ختم الجمهورية بطريقة غير دستورية، على حد وصفه، في ظل “غياب شبه تام للرئيس عبد العزيز بوتفليقة” المريض منذ سنة 2013.

فمدير هذا المجمع الفاشل الذي أسس ب 11 مارس 2011 توفي في 24 أكتوبر2019 بدولة فرنسا، إثر وعكة صحية كما قيل، نظرا لعدم توفر الجزائر على قطاع طبي مهيكل، وضعف بنيتها التحتية، والغموض الذي يسود حالة تسيير النظام داخل هذه الأخيرة بطريقة مجهولة كذلك..

ورغم أن الدستور الجزائري لا يقدم  أي دور سياسي للجيش بشكل ظاهري على الأقل، لكن ينظر عموما إلى الجزائر بكونها تحت حكم عسكري منذ انقلاب الهواري بومدين على أحمد بن بلة، بدعوى “تصحيح المسار الثوري” سنة 1965، وتستمر الحكاية…

وهنا لابد من إثارة نقطة مهمة والتي يعلمها الرأي العام الدولي والتي على إثرها تنال الملكية بالمغرب المكانة الفضلى لدى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ومن هنا تعتبر المؤسسة الملكية الدستورية شخص الملك خطا أحمر يحظى باحترام الجميع وينال محبة كبيرة في القلوب، بالنظر لأعمال الملك الإدارية والدستورية و توجيهاته السامية التي تخدم مصلحة الشعب والوطن، ولعل أزمة الربيع العربي التي قلبت الموازين في دول جارة و غيرها، وتحطمت على إثرها قلاع حصينة من المجد والحضارة ماكانت لتزعزع عرش محمد السادس في قلوب المغاربة الذي جعلها ثورة إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، اجتمع حولها المغاربة بربيعهم وشيبهم ونسائهم، ليعلنوها ملكا وشعبا ربيعا للخير والنماء.

وما كنت جنرالات الجزائر والشبه جمهورية التي يسيرها العسكر عوض الرئيس لتستطيع أن تنافس ملك المغرب على حب شعبه ولا أن تقايض بالرعونة والجهالة على حب المغاربة لملكهم رعونتهم، هيهات ثم هيهات أن يكون الرئيس الحالي تبون الغائب الغير حاضر في مستوى رجل الدولة، وهو لا يستطيع أن يوقف هذا العبث في حقوق الجوار و تقليل الأدب في التعامل مع شخص الملك والروابط التاريخية التي تربط المملكة الشريفة بالشعب الجزائري، فالمغاربة كانوا دائما إلى جانب الشعب الجزائري في معركته ضد الاستعمار، والمقاومة المغربية لها ذاكرة قوية لتحكي دماء شهداء أريقت على أراضي الجزائر.

فهل نسيت القيادة الجزائرية الأيادي البيضاء لملوك المغرب، حتى أصبحت لا تعي عمق الترهات التي تقوم بها قنواتها الإعلامية في سبيل ضخ سمومها؟

إن تماديها في  قيامها بهذا الأفعال الشنيعة وإساءتها لملك المغرب، وشعب المغرب ويهود المغرب، وهو ما يعتبر دليلا على غياب العقلانية والعدوانية الثأرية للمغرب وملكه، والعجز على دمج الدبلوماسية في الإعلام بإحكام، وعدم تقنين ما ورد في القانون العام، ناهيك عن الحمق الذي أصاب العسكر إثر توثيق مغربية الصحراء.

وفي هذا الباب يقول الشاعر:

الحسد ما أعدله ….بدأ بصاحبه فقتله

انتهى الكلام

 

التعليقات مغلقة.