قهوة الصباح: حمى الانتخابات بدأت تنهش ما تبقى من كرامة المواطن في أولاد الطيب بفاس.

بقلم محمد عيداني

من المظاهر التي عاينتها جريدة أصوات في الآونة الأخيرة، قيام بعض السياسيين بحملات انتخابية سابقة لأوانها، ولم تسلم جماعة أولاد الطيب من حرارتها أيضا، حيث لاحظنا بعض الأساليب التي ينهجها بعض شناقة الانتخابات الذين يظهرون إلا في مناسبة اقتراب موسم الانتخابات مستغلين سذاجة وحسن نية بعض المواطنين خصوصا في مثل هذه الجماعات الترابية حيث ترتفع نسبة الأمية والجهل والخوف من بلطجية بعض السياسيين، وبالنظر للفقر والهشاشة التي تعيشها الساكنة في أولاد الطيب سايس، فقد انتشرت أخبار بقيام بعض المحسوبين على أحد منتخبي هذه المنطقة وأخذ “أتاوات” بقيمة 10 دراهم يوميا من الباعة المتجولين بالقوة، وأيضا قيام بعض المحتالين بإيهام الباعة والفلاحين بأن هناك سوقا نموذجيا سيتم إحداثه، وعلى إثر ذلك يقومون بأخذ بطائقهم حتى يسجلونهم في مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووعود من هذا القبيل بأنه سيتم تخصيص مبالغ مالية لهؤلاء المسجلين في اللائحة الوهمية.

ولقد توصلت جريدة أصوات من مصادر خاصة، أن الأمر يتعلق بشناقة يحتالون على الناس ويقومون بتقديم هذه اللائحة من الأسماء ونسخ بطائق التعريف الوطنية وتقديمها لبعض المنتخبين وبيعها كأصوات انتخابية، وقد دأب هؤلاء على نفس الفعل مع الساكنة المغلوبة على أمرها بالفقر وقصر ذات اليد.

فإلى متى يتم استغلال معاناة فقراء ومحتاجي جماعة أولاد الطيب من طرف السياسيين وجمعيات المجتمع المدني التي تعيش على الإسترزاق الإنتخابي ؟، وإلى متى سيظل اللاوعي والجهل قرينا بالعملية الإنتخابية، فالبعض يعتبر الساكنة أصواتا في صناديق الاقتراع : قطيعا للبيع والشراء يحتال به على المرشحين الفاسدين، لأن المنتخب أوالبرلماني القريب من هموم الساكنة الذي يدافع عن مصالح جماعته أودائرته الإنتخابية لا يحتاج لشراء الناخب لأن الناخب حينما يكون واثقا من سلامة نية المرشح ونظافة ذات يده ويعرف جد المعرفة أن الرجل يحمل مشروعا مجتمعيا يخدم مصلحة الساكنة، سيصوت عليه بكل حرية وبدون إرادة ضاغطة وبدون شناقة يمصون دمه ويستغلون فقره وحاجته.

فعبر جريدة أصوات التي اقتربت من هموم الساكنة بجماعة أولاد الطيب سايس خصوصا الشباب يسألون منتخبي جماعة أولاد الطيب إلى متى سيظل القوي يستغل الضعيف ويمنحه أملا في حياة سعيدة، أملا في تحقيق الرخاء المعيشي والعدالة الاجتماعية لا يتحقق، بل لا يتحقق سوى الغنى والثراء لهؤلاء مدبري الشأن المحلي ؟ وإلى متى سيستمر بعض السياسيين ينتهكون أخر ما تبقى من كرامة المواطن؟

إلى متى ستظلون تعاملون الناس بنفس الأسلوب الكلاسيكي للتحايل في استقطاب الناخبين؟ ألم يحن الوقت بعد كل هذا التطور العلمي والتكنولوجي أن تغيروا أساليبكم ومنهجية الإقناع بالعمل لا بالقول خصوصا أن بعض المنتخبين لا زالوا يمارسون الشأن المحلي والعام؟ أسئلة كثيرة تطرح على كاهلكم لم تستطيعوا الإجابة عنها مشكل البطالة في فئات البالغين تعتبر أولاها، لأن الشباب بات ساخطا لا يرى موسم الانتخابات إلا ككعكة العيد تتقاسمونها بينكم ولا يناله منها سوى الذل وإهانة الكرامة؟.

التعليقات مغلقة.