حتى نتفكر ونتذكر ولا ننسى..

بقلم د. مراد بنيعيش.
ما يقرب من 380 مليون عربي من المحيط إلى الخليج.. ويعد أن صدعوا رؤوسنا بكل شيء وأي شيء.. ماذا حققوا وماذا أنجزوا وماذا قدموا للعالم؟
دخلوا موسوعة غينيس لإنجازهم ما يلي: أكبر كبسة، أكبر كسكس، أكبر تبولة، أكبر طاجين، أكبر صحن فول مدمس، أكبر قالب … أفشل أمة، أذل أمة، أجبن أمة، أكثر الشعوب نفاقا..
380 مليون عربي لم يستطيعوا الفوز بكأس واحدة للعالم أو جائزة أوسكار أو سعفة كان الذهبية، اللهم ثلاث جوائز يتيمة لنوبل (ثلاثة آخرون حصلوا عليها لاعتبارات سياسية واثنان من أصول عربية فقط).. لم يستطيعوا إنتاج مسدس فما بالكم بصاروخ أو قمر صناعي..
أنتجوا وفرخوا في المقابل أجيالا من المغنيين والممثلين والراقصات والتافهين، وأجيالا من المقلدين.. ومن شاءت له الظروف أن يكون نابغة في مجاله غادر بلده إما طوعا أو قسرا لتفشي المحسوبية والزبونية في وطنه.. غادر حيث يتم تقدير كفاءته بغض النظر عن حسبه ونسبه.. غادر لأنه تم إغراق الساحة بمن يرسخ الجهل والتعصب والتفاهة وبمن عن سذاجة أصبح طوعا آلية تخدير لمجتمعات يظن حكامها أنها وجدت لخدمتهم وتنفيذ أوامرهم فقط..
يتبجح هؤلاء 380 مليون عربي بالديمقراطية وهم من لم ينتخبوا حكامهم؛ بل وجدوا سلالات من الحكام على كراسيها منذ بدء الخلق.. يتحدثون عن انتخابات لو علم حكامهم بأنها قد تأتي بالديمقراطية (لا قدر الله) لسارعوا إلى تشريع قوانين تجرمها.. فعن أية ديمقراطية يتحدث هؤلاء بالضبط؟!
بالله عليكم..
هل تظنون بأنه حال اختفاء هذا العدد من جحافل البشر، هل سيخسر العالم شيئا؟ لا والله أبدا.. سيخسر فقط سوقا خصبة لسلعه ومنتوجاته وسلاحه.. أكبر المستوردين للسلاح في العالم هم العرب؛ ابتداء من المغرب وانتهاء بالبحرين، ليس لقتال عدو يهدد أمنهم، بل لقتال شعوبهم وبعضهم البعض ..
صار العرب فئران تجارب لأسلحة الغرب..
تستورد هذه 380 مليون أكلها من الغرب، وتلبس لباس الغرب، وتقود سيارات الغرب، وتسافر في طائرات الغرب، وتستهلك تكنولوجيا الغرب، وتتداوى في مستشفيات الغرب، ثم تخرج هذه الجحافل وتطالب بالموت للغرب الكافر..
شعوب منفصمة ومستهلكة فقط..
إن لم يكن هذا نفاق في أبهى تجلياته وحلله، فما هو يا ترى؟
أمة لا تنتج قوتها ودواءها وسلاحها، فوجودها كعدمها!
احن رأسك يا عربي فليس لك ما تفتخر به..
يكفي هذه 380 مليون معاق إنجاز أكبر قالب..

التعليقات مغلقة.