حذار من سلبيات التباعد الاجتماعي البعدية.

فاطمة بيت

من الواضح الآن أن المغاربة لا حديث لهم اليوم، سوى عن جائحة كورونا كوفيد 19، خصوصا في مرحلة التلقيح العام.

لكن هذه العملية التي تكلف المغرب الملايير والدولارات وتجنيده لكل آلياته الصحية، الإدارية، والأمنية، يطبعها أمران أحدهما عملي والآخر مجتمعي.

بالنسبة للعامل العملي نلاحظ أن المستشفيات، والمستوصفات تعيش حالة من الفوضى العارمة، سواء من جانب القائمين عليها أو من المواطنين الذين لا يتحلون بالصبر و الانتظام.

وهذا ما يجعل العملية تمر في ظروف تدبيريه واجتماعية  سيئة و صعبة، رغم التضحيات التي يبذلها الطاقم الصحي، الإداري، وأعوان الجماعات، المقاطعات، ورجال الأمن والقوات المساعدة.

أما بالنسبة للعامل المجتمعي، فقد أقرت التعليمات الصحية المواطنين إلى عدم التصافح، واجتناب العناق، التزاما بمسافة الأمان المشروطة تجنبا لعدوى “كوفيد”.

إن هذه الإجراءات الاحتياطية تعتبر ضرورية، ومؤكدة حفاظا على سلامة الذات والآخ، لكن لكل خطوة إيجابية بقعة سلبية تلطخ جوانبها، وهذا ما ولد العزلة في صفوف المجتمع، وأسس جسورا من البعد بين الأشخاص من خلال تصرفاتهم وأفعالهم الباردة، وتكاد تلتقط نظرات توحي بشيء من الهرع الخوف، والتهرب من الآخر.

وهذا ما قلل من روح المحبة، والأخوة بين الأوساط، وكل أملنا هو أن هذا المنع سيزول مع زوال فترة الحجر الصحي لتعود الحياة إلى سابق عهدها مع حفاوة السلام، والكلام، العناق ثم الاحتضان فيما بيننا صحبة في الله بين بعضنا البعض.

التعليقات مغلقة.