تقرير دولي : الفقر و عدد الفقراء سيرتفع في العالم خلال السنة الحالية   

محمد حميمداني

 صورة قاتمة ، حملها التقرير الصادر عن البنك الدولي مؤخرا ، من جهة الآفاق الاقتصادية العالمية ، خلال الجزء الثاني من شهر يناير الماضي من السنة الجارية 2021 ، سمتها الأساسية ارتفاع في معدلات الفقر و الفقراء ، بسبب تداعيات جائحة كورونا ،  و الذي حصره التقرير فيما بين 119 و 124 مليون شخص .

 و قد تم تحديد هذه المعدل اعتمادا على مقارنة فارق وجود الفقر و الفقراء في الحالة العادية بمقارنتها بنسبتهم في ظل جائحة كورونا ، اعتمادا على توقعات النمو الواردة في تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية ، في يناير الماضي ، مقارنة مع السنة الماضية ، و على التقديرات الاستدلالية المتخلصة من الدراسات الاستقصائية للأسر المعيشية السابقة لسنة 2020 .

 التقرير أشار إلى أن جائحة كورونا ستزيد من معدلات الفقر المدقع لتصل ما بين 88 مليون شخص ، وفق تقديرات أولية / خط أساس ، يتوقع استمرار تفشي هذا الفيروس بالمستويات المتوقعة حالياً و تعافي النشاط في وقت لاحق من هذا العام ، و 93 مليون / ، وفق تقديرات ثانوية / اتجاه سلبي ، و هو السيناريو الأسوأ والذي يفترض تدهور الأوضاع و استمرار التفشي لفترة أطول من المتوقع ، مما يجبر البلدان على الإبقاء على تدابير الإغلاق أو إعادة تطبيقها .

 حوالي 31 مليون شخص في عام 2020 كان بإمكانهم الخروج من حالة الفقر المدقع لكن اضطرتهم ظروف الجائحة إلى البقاء في أثونه ، فيما ارتفعت نسبة الفقراء الجدد ارتباطا بالجائحة سنة 2020 بنحو 119 إلى 124 مليون شخص .

 و أكد التقرير أن الزيادة المقدرة في معدلات الفقر العالمية خلال سنة 2020 لم يسبق لها مثيل ، حيث شهد العالم تحسنا في النسبة لصالح القضاء على الفقر لم يكدرها إلا الزيادة في العقود الثلاثة الماضية بسبب الأزمة المالية الآسيوية ، التي زادت أعداد الفقراء المدقعين بمقدار 18 مليون شخص سنة 1997 ، و 47 مليون شخص آخر سنة 1998 ، لينخفض العدد خلال العقدين الماضيين ، أي منذ سنة 1999 ، في جميع أنحاء العالم بأكثر من مليار شخص .

 البنك الدولي ، قال ، في تقديراته لسنة 2021 ، إنه لا يتوقع تراجعا لمعدلات الفقر المتزايدة في السنة الماضية 2020 ، رغم التقدم الُمحرز في تطوير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد ، حيث “توقع البنك الدولي في تشرين الأول / أكتوبر من سنة 2020 أن يرتفع عدد الفقراء الجدد بسبب جائحة كورونا إلى ما بين 119 و 124 مليون شخص ، بعد أن كان يقدّر بما بين 88 و 115 مليون شخص في الفقر المدقع لعام 2020 ، بحسب توقعات النمو الواردة في تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية لشهر يونيو / حزيران 2020” .

 تقديرات الصندوق خلال شهر أبريل من السنة الماضية ، كانت قد أشارت إلى أن تفشي فيروس كورونا يتسبب في سقوط ما يتراوح بين 40 و 60 مليون شخص في براثن الفقر المدقع ، و منذ ذلك الحين ، تحوَّل مركز هذه الجائحة من أوروبا و أمريكا الشمالية إلى جنوب العالم ، مما أدى إلى زيادة أعداد الوفيات في البلدان منخفضة و متوسطة الدخل ، و طوال فترة الإغلاق ، وارتفاع التكاليف الاقتصادية لهذه الجائحة . تتغير كذلك تقديرات  تأثير هذا الفيروس على معدلات الفقر في العالم .

 و باستحضار السيناريوهين ، الأساسي و تدهور الأوضاع ، فإن تحقق السيناريو الثاني ، سيكون له انعكاسات سلبية خطيرة لأن الشركات الأكثر تأثرا ستخرج من الأسواق ، وستقلِّص الأسر المعيشية المحتاجة استهلاكها بشكل حاد ، وستتعرَّض العديد من البلدان منخفضة و متوسطة الدخل لضغوط مالية شديدة . و يتوقع السيناريو الأول ، انكماش معدل النمو العالمي بنحو 5% سنة 2020، فيما يتوقع السيناريو الثاني وصول هذا الانكماش إلى 8% في السنة ذاتها .

التعليقات مغلقة.