الحركات النسوية ومطالباتها بالمساواة… نظرة في الموضوع من زاوية أخرى.

بقلم/ محمد المروني

من حين لآخر تطل على الشأن العام بالمغرب مبادرات نسوية، وبجمعيات نسوية تطالب بالمساواة في مختلف مجالات الحياة العامة، ومما لا اختلاف فيه أن للمرأة الحق في الاندماج في العديد من تلك المجالات، وممارسة مختلف المهام المرتبطة بتلك المجالات سياسية، تعليمية، أمنية، ومختلف المهن الأخرى…

لكن يبقى السؤال، أي إنصاف نحن نتوخاه ونطلبه؟ أو بمعنى آخر أي نوع من المساواة التي نطلبها؟ هل هي مساواة بالمعنى الرياضي بما يحق للرجال يحق للنساء وما يتوجب على الرجل يتوجب على المرأة؟ أم هي مساواة بمعنى الإنصاف والعدل وأخذ قدرات الجنسين المختلفة بعين الاعتبار؟

هناك ما يستطيع كل من الرجل والمرأة القيام به بنفس الكفاءة والجودة، وطبعا يملكان الكثير من القدرات المتشابهة مما لا يختلف عليه عاقلان بين الجنسين، والمؤكد أيضا وبحسب دراسات علمية لا وجهات نظر أن هناك فروقات شاسعة بين الجنسين، أو بالأحرى قدرات وإمكانيات مختلفة، مما يمكن المرأة من القيام بالعديد من المهام، من ما لا يطيق الرجل القيام بها ولو للحظات، وقل الأمر نفسه عن بعض المهام الأخرى حين يتعلق الأمر بالرجل.

مسألة المساواة بالإنصاف ليست قضية تفريق بين الجنسين هذا رجل وتلك أنثى، أو تلك امرأة وذاك رجل، وبالتالي على أساس ما يمكن أن يسقطنا في فخ العصبية الجاهلية بوعي منا أو بدون وعي، ولكن هي مسألة مراعات، ومسألة توقعات لنتائج سلوك إحدى الطريقين على المجتمع ككل.

ولنفترض مثلا مهمة الرعاية الاجتماعية والتربية الأسرية الخ…، وما تتطلبه من العطف والحنان مما لا يقدر على العنصر الرجالي على توفيره بنفس السهولة والكفاءة، وما تشكله مثل هذه المهمات على سبيل المثال لا الحصر على المجتمع ككل، فالمرأة وإن بدى للبعض أن مثل تلك المهمات هي تقليل من شأن المرأة ودورها في المجتمع، أو هذا ما يحاول البعض تمريره للعقل اللاوعي، فيما الواقع يثبت عكس ذلك.

فالمرأة هي من تصنع الأجيال، ومن تتحكم في مستقبلهم، وبالتالي أمكن القول أنها من تملك مفاتيح أبواب المستقبل، وهل هناك مهمة أخرى أكثر أهمية من صناعة المستقبل ككل؟

لكن هل يعني هذا أن لدى المرأة كامل القدرات لولوج مختلف المجالات العامة بشكل متساو مع الرجل؟

الجواب لا، فمثل ما لها من قدرات تمكنها من ولوج مجالات تبرع فيها أفضل من الرجل، فهناك مجالات يبرع فيها الرجل أيضا.
ليس من منطلق توفر الكفاءة من عدمها، ولكن انطلاقا من قدرات مختلفة، ومن بنية فيزيولوجية ونفسية مختلفة، وبما يلائم تلك القدرات من طبيعة المهام، وإلا لكانت المرأة كاملة، فيما الكمال لله وحوه. من هنا على سبيل المثال سيكون من الصعوبة يوما تخيل امرأة تشتغل في مجال البناء، وإن كان هناك استثناءات.

التعليقات مغلقة.