الحيوان..امودار..وأهميته في الأدب وفي التراث الشعبي الأمازيغي..

الباحث الحسن اعبا

أنّ حضور الحيوان في النّصّ الأدبيّ أو الديني لم يكن مقطوعا عن جذور أنثروبولوجيّة تشدّ وجود الإنسان إلى وجود الحيوان. فلقد تعلّم الإنسانُ من الحيوانِ كيفيّة الادّخار، وساعده ذلك على الاستقرار في المكان والانصراف إلى أعمال أخرى كجمع القوت، فالكلب الذي يدفن العظم، والسّنجاب الذي يجمع الجوز كي يستمتع في مستقبل أيّامه، والنّحل الذي يملأ الأقراص بالشّهد، والنّمل الذي يخزن الطّعام لليوم المطير، إنّما هي حيوانات يعود إليها بعض الفضل في إبداع الحضارة نفسها.

إن الحيوان ليس جديدا في الأدب الشعبي الأمازيغي انه فن قديم متوارث. نعم لقد جعل الإنسان الأمازيغي من هدا الحيوان شخص يتكلم فمرة يتحدث مع أفراد بني جنسه من الحيوانات المختلفة الأخرى ومرة أخرى جعله يتكلم مع الإنسان. وهذا ما يبين بوضوح تلك العلاقة التي تربط الإنسان بالحيوان.لقد جعل الأمازيغ من الحيوان رمزا وهدفا استثنائيا يعبر بطبيعة الحال على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إنه إذا أدب قديم في شمال أفريقيا فجميع القصص الحيوانية وحتى تلك الحكم الشعبية التي نرويها لها دلالات ومعاني كثيرة تعبر بشكل أو بآخر على الأوضاع التي تربى فيها هذا الإنسان في محيطه الاجتماعي.ومن هنا لابد لنا أن نشير إلا أن هذا الأدب الحيواني موجود في مختلف الثقافات العالمية وخاصة لدى المجتمعات القديمة.

قصص الحيوانات:

يعد هذا النوع من القصص من أكثرها تشويقاً للطفل، ولاسيما طفل المرحلة المبكرة (3-6 سنوات) فينجذب إليه الطفل في هذه المرحلة أكثر من أي لون من ألوان قصص الأطفال، والسبب في ذلك كما يرى علماء النفس أن الطفل الصغير يشعر بسعادة كبيرة إزاء الحيوانات الصغيرة، ولاسيما حين يرتبط معها بعلاقة الصداقة، فهو يألفها، وهى تأنس إليه، وربما كانت العلاقة بين الطفل وتلك الحيوانات أوثق من علاقته بمن هم حوله من الكبار، ولديها من عوامل الاستجابة التي تعبر عنها بأشكال من الحركات اللطيفة التي ترسم الابتسامة على شفتي الطفل.

وفى هذا النوع من القصص تلعب الحيوانات الأليفة وغيرها الأدوار الأساسية فهى تشكل الشخصيات الرئيسية بها، فصغار الأطفال (مرحلة ما قبل المدرسة) تبهرهم القصص البسيطة ذات المضمون الواقعي والمرتبطة بالبيئة التي يعيش فيها الطفل.وتهدف قصص الحيوان إلى نقل معنى أخلاقياً أو تعليمياً أو حكمه، أو تنقل مغزى أدبياً، وهى تقوم بتعليم تلك الحقائق الأخلاقية في شكل مشوق وجذاب لذلك فهي أكثر القصص تفصيلاً لدى أطفال الروضة، على أن تكون لهذه الحيوانات صفات جسمية سهلة الإدراك كالدجاجة الحمراء، والقطة السوداء، ويجوز أن تكون هذه الحيوانات متكلمة أو ذات صوت وحركات، لأن الطفل في هذا السن يميل إلى الاعتقاد الوهمي بان الجماد والحيوان والنبات تتكلم .والأطفال في أعمارهم المختلفة يستمتعون بثلاثة أنواع من قصص الحيوان وهى:

  • القصص التي تقوم فيها الطيور والحيوانات بما يقوم به الأطفال والكبار من أعمال تفسر لهم جوانب من الحياة، بهدف أن يتعودوا آداب السلوك التي تفيدهم في الحياة، مثال قيام البطة بأعمال التلميذة الصغيرة.
  • ومن القصص ما تقوم فيها الطيور والحيوانات بأعمالهم الحقيقية فى البيئة كقيام الكلب مثلاً بالحراسة وبذلك يتعلم الطفل كثير من طبائع الحيوانات ويلم بفوائد الحيوانات ومنافعها للإنسان.
  • هناك نوع ثالث من القصص على لسان الحيوانات يكون ظاهرة التسلية والتي باطنها الحكمة.

التعليقات مغلقة.