أمراض نتقاسمها عن طريق اللعاب

إعداد الدكتور : مبارك أجروض

لا يدرك الكثيرون أهمية أن تكون لك قارورة خاصة للمياه والمشروبات وألا تتشاركها مع أحد، فقد تصاب بالعديد من الأمراض، خاصة أن كانت الزجاجة أو الكوب يتنقل بين العديدين، وهو الأمر الذي له مخاطر صحية كبيرة، عن طريق الأمراض المنتقلة باللعاب، ويمكن أن تنتقل أيضا بتشارك ملاعق الطعام.

يصنع اللعاب من قبل ثلاث غدد: واحدة تقع تحت اللسان، وأخرى تحت الفك، وثالثة تحت الأذن، ويقوم اللعاب بوظائف عدة؛ فهو يرطب الفم، ويبلل الطعام، ويساعد في عملية الهضم، ويعين على التكلم، ويلعب دوراً مهماً في تنظيف الفم والأسنان من بقايا الطعام العالقة.

* الأمراض التي تنتقل عبر اللعاب

ويعد اللعاب خط الدفاع الأول في الفم للحماية من العوامل الممرضة، إلا أن هناك أمراضاً يمكن أن تنتقل بواسطة اللعاب بعدة طرق سواء من خلال استعمال الأدوات الشخصية، أو عن طريق تبادل القبلات أو السعال، وهذه الأمراض هي:

ـ داء وحيدات النوى Mononucléose

وهو مرض سببه فيروس “Epstein Barr” الذي ينتمي إلى نفس عائلة الهربس، ويصيب الداء أي شخص، إلا أن غالبية الإصابات تسجل في فترة المراهقة والشباب، ويعتبر اللعاب الوسيلة الوحيدة لنقل المرض، ولهذا يطلق عليه اسم “مرض التقبيل”، ولكن العدوى قد تتم عن طريق الاتصال غير المباشر عبر استعمال ملعقة أو كوب الشخص المريض أو الشخص الحامل للفيروس. ويتسبب داء وحيدات النوى في ظهور أعراض تشبه نلك التي نراها في مرض الأنفلونزا مثل الحمى، والتهاب الحلق، والتعب، وضعف العضلات، وتورم العقد اللمفاوية، وفقدان الشهية. لا يوجد علاج خاص لداء وحيدات النوى، وكل ما يمكن عمله هو التزام الفراش، وشرب السوائل، والتغذية الجيدة ريثما يرحل المرض، أما عن المضادات الحيوية فلا طائل منها اللهم إلا إذا ظهرت عدوى بكتيريا ثانوية، فوقتها يصبح وصفها مبررا.

ـ مرض الهربس البسيط L’herpès simplex

وهو مرض فيروسي يصيب الإنسان في مختلف مراحل العمر، وتحصل العدوى بالفيروس نتيجة التلامس المباشر مع اللعاب، أو مع الأدوات الملوثة، أو عن طريق الرذاذ. وقد يقيم الفيروس في الجسم من دون أعراض مرضية تلفت الانتباه، أو على العكس قد تكون إقامته مدوية تطلق زوبعة من الأعراض مثل ارتفاع الحرارة، والحرقان والتنميل في المنطقة المصابة، والطفح الجلدي على الجلد والأغشية المخاطية التابعة للفم والعين، أو في أماكن أخرى من الجسم. وهناك عوامل من شأنها أن تساعد أو تسرع من ظهور مرض الهربس البسيط مثل داء الملاريا، والتهابات الرئة، ونزلات البرد، والأنفلونزا، والتهاب اللوزتين، والتعرض للشمس، وتناول بعض الأطعمة، والإجهاد العصبي، والضغط النفسي، وفترة ظهور الطمث عند الجنس اللطيف، وحالات ضعف المناعة.

ـ الأنفلونزا grippe

يمكن لفيروسات الأنفلونزا أن تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق اللعاب، وتبدأ أعراض المرض في الظهور بعد يوم إلى أربعة أيام من دخول الفيروس إلى الجسم، ويمكن لمريض الأنفلونزا أن ينقل العدوى اعتبارا من اليوم السابق لظهور العوارض، وحتى خمسة أيام من إعلان المرض بشكل صريح، لهذا يجب تفادي التماس مع المصاب خلال هذه الفترة لتفادي العدوى.

ـ نزلات البرد nez qui coule

هناك عشرات الفيروسات التي يمكن أن تسبب هذا المرض، وأثبتت الاختبارات أن اللمس المباشر والتقبيل هما من أكثر الطرق فاعلية لانتشار فيروسات نزلات البرد، وتظهر أعراض الرشح بعد 3 إلى 5 أيام من اختراق الفيروس للجسم، وفي بعض الأحيان قد تندلع الأعراض خلال فترة لا تتجاوز 10 ساعات.

ـ الفيروس المضخم للخلايا Cytomégalovirus

وهو فيروس من عائلة مرض الهربس، ويتم التقاط الفيروس بواسطة اللعاب أو عن طريق الدموع أو البول أو الإفرازات التناسلية وحتى عن طريق السعال. ويعطي الفيروس المذكور صورة سريرية تشبه تلك الني نشاهدها في مرض الأنفلونزا، إذ يعاني المصاب من الحمى، والصداع، والتعب الشديد، وآلام العضلات، والتهاب الحلق.

ـ تسوس الأسنان carie dentaire

إن البكتيريا التي تعيش في الفم، خصوصا المكورات العقدية المتحورة، تعمل على تحطيم السكريات لتحولها الى أحماض تتشابك مع بعضها البعض لتشكل ما يعرف بالصفائح السنية (البلاك) التي تسبب تسوس الأسنان الذي تزداد مخاطر الإصابة عند الأطفال الصغار نتيجة انتقال البكتيريا المسببة من أفواه البالغين بسبب التقبيل، أو بسبب عادة بشعة هي قيام أحد الوالدين بتنظيف المصاصة بواسطة الفم بعد سقوطها على الأرض ما يمهد لانتقال عدوى التسوس من الأم أو الأب إلى الطفل الذي لا حول له ولا قوة.

ـ التهاب الحلق بالمكورات العقدية streptococciques

وهي بكتيريا شديدة العدوى تنتقل بسهولة عن طريق اللعاب وإفرازات الجهاز التنفسي ولمس الأغراض الملوثة، ويسبب المرض ألماً شديداً في الحلق، وصعوبة في البلع مع ارتفاع في درجة الحرارة وتورم اللوزتين وتضخم الغدد اللمفاوية، ويجب علاج مرض التهاب الحلق بالمكورات العقدية بحزم وإلا فإنه قد يفضي الى مضاعفات خطيرة.

ـ التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي Grippe intestinale

وهو مرض تسببه باقة من الفيروسات التي تتم العدوى بها عن طريق اللعاب مباشرة أو عن طريق وضع جسم ملوث في الفم، ويجب الحذر جداً عندما يعطس الشخص المريض من دون وضع اليد أمام الفم لأنه بهذا يرسل قطرات اللعاب التي تحتوي على الفيروس لتسرح وتمرح في الهواء، ويكون التقيؤ والإسهال العلامتين الأبرز في التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي.

ـ مرض الزهري Syphilis

لا شك في أن فرص انتقال المرض عن طريق اللعاب ضعيفة جداً بالمقارنة بانتقاله عن طريق الوصال الجنسي، إلا أن العدوى بالمرض ممكنة عن طريق التقبيل العنيف خصوصاً أن مرض الزهري شديد العدوى، وتكون قروح الفم إحدى أبرز علاماته، وتكون هذه القروح مستديرة ومفتوحة ما يساعد على انتشار بكتيريا المرض.

10ـ التهاب الكبد B

يمكن أن ينتقل الفيروس B المسبب لهذا المرض من خلال اللعاب أثناء تقبيل شخص مريض، إذا كان الشخص الآخر يعاني من وجود تقرحات مفتوحة في الفم أو ما حوله.

* الوقاية من العدوى عن طريق اللعاب

هناك أشياء يمكن القيام بها للتقليل من خطر انتقال الأمراض المعدية عن طريق اللعاب، وتتضمن هذه:
ـ الامتناع عن التقبيل بواسطة الفم عندما تكون أنت أو الشخص الآخر مريضاً.
ـ تجنب تقبيل أي شخص على الشفاه عندما يكون لديك أو لديه تقرحات نشطة في الفم أو ما حوله.
ـ الحفاظ على نظافة الفم بشكل جيد.
ـ عدم مشاركة الآخرين نفس صحن الطعام أو الملعقة أو الكوب وغيرها من الأدوات الشخصية.
ـ عدم مخالطة الأشخاص المصابين بالعدوى قدر المستطاع.
ـ التلقيح ضد التهاب الكبد B.

 

التعليقات مغلقة.