تاسيكنا “tasigna” الوحش الأسطوري بالمغرب.

محمد المودني// صحفي و باحث في علم الاجتماع السياسي

عادت أزمة «اختفاء» بعض الأدوية التي كانت من المفروض ان تكون بالمجان داخل المستشفيات الجامعية (فاس، الرباط، الدار البيضاء …. الخ) إلى الواجهة من جديد لتتصدّر مشكلات مضى سرطان الدم بالمغرب الأكثر إلحاحاً، ويرافقها انقطاع مماثل للأدوية البديلة المستوردة،”tasigna” نظرا الانعدام التمويل من طرف وزارة الصحة حسب أقوال بعض موظفين الصحة في المراكز الجامعية.يجعل من المواطن أن يتساءل هل هو قصد مباشر من طرف وزارة الصحة لتجديد الركن التجاري  أم أن سماسرة القطاع لم يحققون الربح الكافي؟

تتوالى على رؤوس المرضى المحنة تلو الأخرى، وآخر الفصول انقطاع الدواء “tasigna” لم يمضِ سوى بضعة أشهر على فقدان الأدوية في يونيو الماضي حتى وُلدت أخرى مشابهة لا تقلّ حدّة عن سابقتها، بالتزامن مع ارتفاع حصيلة المصابين بسرطان الدم ، ما يجعل الحاجة إلى الدواء مضاعفة. ما يفاقم الوضع أن غالبية هذه الأدوية تتّصل بالأمراض المزمنة التي لا يستطيع بعض المرضى البقاء من دونها ليوم واحد. في بعض الأحيان يجد نفسه تحت تأثير الضغط المفوض والمتمثل في مبرر من طرف الإدارة المستشفيات عقبات الشحن وضعف التمويل.. وتحويل الأموال التي تستغرق أشهراً طويلة، ما يؤدي إلى تعذّر وصولها في الوقت المناسب والقائمة طويلة والنتائج محصورة…

حالياً تحتل أدوية مرضى سرطان الدم “tasigna”  طليعة لائحة المفقودات، ويشير صيدلاني  إلى أن من أكثر الأدوية المفقودة التي تشهد طلباً متزايدا المستخدم لمرضى سرطان الدم  على نحو يومي، كما أن البديل منه وهو “hydrea ” غير متوافر وما على المريض سوى طلب من دولة أوربية ليصل هذا الدواء  يقول هذا الصيدلاني إنه إلى جانب الدواء السابق هناك «أدوية ضرورية مفقودة تماماً  لكن مصدراً في إدارة الصيدلة بالمستشفى الجامعي بفاس  يؤكد أن الأمر خارج القدرة  بسبب كثرة الأسباب، مثل النقص الفادح في  السيولة من طرف الوزارة حسب تعبيره ، وغياب رديفها المستورد بفعل الحصار، وغلاء المواد الأولية، والمشكلة الكبرى أن فعالية الأدوية الوطنية انخفضت إلى ما دون الوسط، بسبب استيراد المعامل مواد أولية رخيصة.

إن المصانع تشتري موادّ نخباً عاشراً من الهند والصين لزيادة هامش الربح، وهو ما يفسّر الشكاوى المتكرّرة من المرضى حول رداءة الأدوية المحلية  إن من الغريب والغير المفسر هو غياب أودية سرطان الدم التي تبقى حالياً غير مسجّلة لدى وزارة الصحة، وهي غائبة في مستشفيات الدولة، كما أن تكلفتها باهظة إذا ما قرّر المريض شراءها على نفقته الخاصة. وفي بيع الأدوية المهرّبة، تصل نسبة الربح إلى أكثر من 150%، فالربح المضاعف هو غاية الغالبية، ولذلك يسعون إلى توفيره بسعر مضاعف  خاصة إذا كان من الصنف المفقود محلياً… tasigna يبقى وحده الوحش الأسطوري بالمغرب ..!!

التعليقات مغلقة.