صحافة البوز: كيف تفعل أي شي للبروز ولو على حساب الحقيقة؟

بقلم/ محمد عيداني

تداولت الساحة الإعلامية الأسبوع الماضي حدث ما أشيع في مواقع التواصل الاجتماعي في شريط فيديو يوثق لرجل سلطة يستعمل شططا في ممارسة مهمة المراقبة الليلية والوقوف على عدم خرق تدابير التنقل الليلي التي وضعتها الحكومة في إطار التشديد الجديد لمواجهة انتشار السلالات  الجديدة لفيروس كورونا.

ويظهر في الشريط رجل سلطة يأذن المرور لابنة مسؤول كبير في الأمن دون مراقبة رخصتها للتنقل الليلي، وفي المقابل يشدد على سيدة أخرى ليست لها رخصة ويأمرها بأداء غرامة المخالفة للتدابير الاحترازية.

وقد كان لهذا الحدث عشاق في إشاعة الفتن دون تبيان للحقيقة، وإذ نستغرب أن الأمر لم يقتصر على الفيسبوكيين ومرتادي الفضاء الأزرق، بل تبنته حتى صحافة الفضيحة والرداءة، وما نشجبه كإعلام جاد ومسؤول هو التعرض للأشخاص دون التبين من حقيقة الأحداث وواقعها، والذي تبين بعد ذلك أن الأمر يتعلق بسيدة اعتادت المرور من نفس المكان برخصة التنقل، لكونها تشتغل في الصفوف الأمامية لمحاربة فيروس كورونا.

والغريب في الأمر أن هذه المواقع المحسوبة على الجسم الإعلامي بالمغرب، لم يعد لها من هاجس سوى تحقيق البوز عبر أخبار مغلوطة تكرس لتردي الذوق العام واستهلاك التفاهة على حساب سمعة الأشخاص في جميع مستوياتهم.

فبالله عليكم يا صحافة البوز والتفاهة “واش ما عندنا ما يدار، فإن عبارة “بنت الكوميسير ديالنا” التي أطلقها رجل سلطة في لحظة عفوية، وهو يسمح لها بالمرور، فمثل هذه العبارات اعتاد عليها المغاربة، فهذه بنت القايد وهذه بنت الوزير، هذه زوجة الكولونيل وهذه زوجة الطبيب ديالنا الخ…، تجسيد لثقافة المحسوبية والزبونية، ولكن الاستماع للعبارة في لحظتها دون النظر إلى السياق الذي قيلت فيه وللظروف المحيطة بها فحينها نكون كمن قال “ويل للمصلين” وسكت.

لا يمكن لنا اليوم أن نستغل هذا الموقف لخلق نوع من “البوز” والإشهار والتشهير، مع العلم أن الإعلام المغربي لا يمكنه أن يتناول مثل هذه المواضيع التافهة، وينسى ما عليه من مسؤولية المراقبة وفضح رموز الفساد، وأن يكون صوتا لأفراد الشعب المقهورين.

التعليقات مغلقة.