الإعلام الجزائري والحراك الشعبي… هل هي علاقة تأثير وتأثر أم علاقة نفور؟

بقلم/ الحسن اعبا

ترى أي إعلام هذا؟ هل هو إعلام الشعب والوطن أم إعلام العسكر ليس إلا؟ وما هي العلاقة التي تربطه بالحراك الشعبي؟ هل هي علاقة تأثير وتأثر أم علاقة نفور؟

للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها لا بأس أن نعطي تعريفا دقيقا للإعلام الهادف، فما هو الإعلام الشعبي الهادف؟ وهل الإعلام الجزائري الذي نراه الآن يهدف إلى ما يطمح إليه الشعب أم العكس؟

إن الإعلام الهادف يحرص دائما أثناء قيامه بعمله على صيانة أعراف المجتمع وثقافته، ويحرص على تقديم مواده بأسلوب مهني حيادي، بعيداً عن الانحياز، ولكن للأسف في الوقت الحالي صارت الحرية التي يستند إليها الإعلام يُساء فهمها، ويتم استغلالها في نواح تجارية لجذب المشاهدين وزيادة عدد المتابعين، ضاربين بحدود المجتمع وقيمه عرض الحائط، بل ووصلت إلى درجة أنه حتى الخبر المراد نشره صار يُصبغ بصبغات سخيفة وطائفية وأحيانا لا أخلاقية، جميعها أساليب غير مهنية لا شيء منها يهدف إلى توعية المجتمع بقدر كسب انتباهه.

الأسوأ أن  الإعلام الجزائري أصبح أداة تروّج لكل ما هو مناف وخارج عن مجتمعنا من دون أن يشعر بالمسؤولية أو الضرر الناتج عن فعله من دون وعي منه، فحرية الإعلام لا تعني تجرد الإعلامي عن الضوابط الأخلاقية.. والبعض الآخر استخدم الإعلام أداة للنيل من مؤسسات الدولة من دون الرجوع إلى أساليب النقد الصحيح والبناء الذي يُقوِّم من أداء
المؤسسة، لا أن يجرح منها و«يكسر مجاديفها».

المؤسف في الأمر والحقيقة المرة هي أن هذه الجهات الإعلامية تلقى تشجيعاً من الأطراف المستفيدة في حال نقد مؤسسة معينة أو عدم احترامها..

وأود تقديم نصيحة للمؤسسات الحكومية التي تواجه تيار الانتقادات اللاذعة: يجب أن يكون رد المسؤول هادئاً ومتوازناً، وإذا كان هناك أي تقصير أو أخطاء فيجب توضيحها وتصحيحها استنادا إلى مبدأ الشفافية للناس ووضع استراتيجية من أجل تحسين الصورة عندما تتأزم لأن المجتمع المحيط يحتاج أن يشعر بالثقة تجاه هذه المؤسسة والرغبة في التعامل معها، أما إذا فقدت المؤسسة هيبتها وثقة الناس بها فلا عزاء لها لما ستواجه من رفض واستنكار وشكوك وتقليل من القدرات، تنتهي إلى عدم تقبل المؤسسة والرغبة في تغييرها.. فيجب على المؤسسة ذكر خطة لتصحيح الموقف مع وضع دعوة لعقد مؤتمر صحافي مفتوح للنقاش عن الموضوع.

وهنا خمس نصائح للرد على التحقيقات الصحافية غير المتوقعة؟

  • الحرص على الاستعداد الكامل قبل المشاركة ومعرفة محاور المواضيع
    المطلوبة والتحضير لها.
  • مناقشة الحقائق ومحاولة علاجها وتقديم الحلول لها.
  • توضيح المعلومات التي يرى أنها تلتبس بها لدى عامة الجمهور.
  • جعل الردّ مناسباً وفي حدود السؤال وذلك يجعله مهنيا.
  • لا تنتقد المحاور أو تطلب إنهاء الحوار في منتصفه.

إن الإعلام الجزائري الذي نراه اليوم ليس إلا إعلاما تابعا للعسكر وهذا واضح وضوح الشمس، فأين هذا الإعلام فيما يحدث في الجزائر الآن؟ فجميع القنوات الجزائرية من الألف إلى الياء لا تهتم بتغطية الحراك الشعبي الذي دام سنتين الآن ولا يهم هذا الإعلام إلا أن ينتقد الجيران، تونس، المغرب، مصر وليبيا، ناسيا وطنه الجزائر بأزماته الكثيرة. أزمة الزيت والحليب والسكر، بل أزمة السيولة، ناهيك عن الأزمات الصحية (كورونا) إلى غير دلك من المشاكل التي لا تعد ولا تحصى، فهل سيحاسب الحراك يوما ما هذا الإعلام العسكري الذي خدله..

التعليقات مغلقة.