التأثيرات الجانبيَّة الدوائيَّة

إعداد د. مبارك أجروض

تمثِّل التأثيرات الجانبيَّة الدوائيَّة المرتبطة بالجرعة فرطًا في الآثار العلاجية للدواء؛ فمثلًا، قد يشعر الشخص الذي يستعمل دواءً لخفض ضغط الدَّم بالدوخة أو بخفة الرأس إذا كان الدواء يُخفِّض ضغط الدَّم بشدَّة. كما قد يشكو الشخصُ المصاب بداء السكري من الضعف والتعرُّق والغثيان وخفقان القلب إذا أنقصَ الأنسولين أو الأدوية الفموية المُضادَّة للسكري مستوى السكر في الدَّم أكثر من اللازم.

ويمكن التنبُّؤ بهذا النوع من التأثيرات الجانبيَّة الدوائيَّة عادة، ولكن لا يمكن تجنُّبُ حدوثها في بعض الأحيان. وقد يحدث هذا إذا استعمل الشخص جرعةً كبيرةً من الدواء (ردَّة فعل على الجرعة الزائدة)، أو إذا كان الشخص يعاني من حساسيَّة غير طبيعيَّة للدواء، أو إذا استعمل دواءً آخر يبطئ عملية استقلاب الدواء الأوَّل، وبذلك يزيد من مستواه في الدَّم وتكون الآثار الجانبيَّة المرتبطة بالجرعة غيرَ خطيرة عادةً، ولكنها شائعة نسبيًّا.

من المعلوم أنه لا تأثير للدواء بدون آثار جانبية، وهذا ما نلاحظه من خلال قراءة نشرة الدواء، وفيما يلي يجيب الخبراء عن أهم الأسئلة المتعلقة بالآثار الجانبية، ويقدمون نصائح حول كيفية تخفيفها:

* لا تأثير بدون آثار جانبية – هل هذا صحيح ؟

أوضحت الطبيبة الألمانية كورينا شيفر أن أي علاج له تأثير يمكن أن يكون له آثار جانبية، ولكن ليس بالضرورة أن يحدث؛ فالأمر يدور برمته حول الاحتمالية. كما تؤيد الصيدلانية الألمانية أورسولا زيلربيرج هذا الرأي.

* ما هي الآثار الجانبية الشائعة ؟

أوضحت زيلربيرج أن الشكاوى غير المحددة مثل التعب والدوار والغثيان والشكاوى المعدية المعوية أو الصداع هي الأكثر شيوعاً من الآثار الجانبية الخطيرة، التي تهدد الحياة أو تسبب الإعاقة أو تتطلب دخول المستشفى أو غيرها من التدخلات الطبية.

* ماذا نفعل عند ملاحظة آثار جانبية ؟

قالت شيفر إن الطبيب يصف الدواء ويشرح الآثار الجانبية، التي قد تحدث والتي يجب الإبلاغ عنها على الفور. ويتم الانتباه بشكل خاص للآثار الجانبية للأدوية، التي تحتوي على مثلث أسود على نشرة العبوة. ويجب التحدث مع الطبيب حول الآثار الجانبية غير الموجودة بالنشرة.

وأضافت شيفر أنه من المهم عدم تقليل الجرعة أو عدم التوقف عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب أو تناول دواء ضد الآثار الجانبية.

* فلماذا تُستخدم الأدوية بالرغم من آثارها الجانبية ؟

السبب في هذا الموازنة بين الفوائد والمخاطر؛ حيث تخضع الأدوية لاختبارات متعددة المراحل قبل طرحها في الأسواق. ومع الأدوية، التي تستخدم لأمراض خطيرة مثل السرطان، يمكن توقع آثار جانبية أكثر شدة من تناول دواء للصداع.

وأوضحت شيفر أنه بالنسبة للكثيرين يلعب تجنب المخاطر دورا أكبر من الفوائد. لذلك، في بعض الأحيان لا يستفيد المرضى من علاج فعال مع آثار جانبية شديدة.

* هل يمكن تجنب الآثار الجانبية ؟

ليس دائما، لكن في بعض الأحيان يمكن التخفيف من حدتها. ومع بعض الأدوية لا تحدث بعض الآثار الجانبية إلا في بداية العلاج وغالباً ما تختفي من تلقاء نفسها أثناء العلاج.

وأوضحت زيلربيرج أنه يمكن أن يكون أحد الآثار الجانبية لبخاخات الربو المحتوية على الكورتيزون عدوى فطرية في الفم. ويمكن منع ذلك عن طريق شطف الفم بالماء بعد الاستنشاق أو غسل الأسنان بالفرشاة أو تناول شيء ما. وإذا كان التأثير غير المرغوب فيه للدواء هو الشعور بالتعب، فيتعين تناوله مساء قدر الإمكان.

ينصح الأطباء بالحذر عند معالجة الآثار الجانبية لعقار بدواء آخر؛ فمن الأفضل التحدث مع الطبيب المعالج حول هذا الموضوع، فقد يكون هناك حل آخر يمكن تحمله بشكل أفضل، وهذا من شأنه أن يحد من تناول العديد من الأدوية، فليست الآثار الجانبيَّة التحسُّسيَّة للدواء مرتبطة بالجرعة، ولكنها تتطلب التعرُّض المسبق للدواء. تحدث الآثار الجانبيَّة التحسُّسيَّة عندما يُطوِّر الجهاز المناعي في الجسم ردة فعل غير مناسبة على الدواء، وبعدَ حدوث التحسيس لدى الشخص، يؤدي استعمال الدواء لاحقًا إلى ظهور أحد ألأنواع المختلفة والكثيرة لردة الفعل التحسُّسية. ويُجري الأطبَّاء في بعض الأحيان اختبارات جلديَّة تساعد على التنبُّؤ بحدوث آثار جانبيَّة تحسُّسيَّة للدواء.   

التعليقات مغلقة.