من الأدب الحيواني الامازيغي.القنفذ .أو..بومحند أو ءينيسي.في الأدب وفي الثقافة وفي التراث الشعبي الامازيغي ‎

الحسن اعبا 

لعبت الحيوانات دورا مهما في الأدب منذ ألاف السنين، وحتى قبل أن يسجل الإنسان قصصه وحكاياته كان القدامى يروون القصص عن الحيوانات عن طريق الرسم على جدران الكهوف التي كانوا يسكتونها، وهذه الأمثلة القديمة من التاريخ الأدبي كانت تنطوي على عناصر دينية وأسطورية قوية، ففي القرن السادس قبل الميلاد لعبت حكايات ايسوب دورا مهما في التوجيه الأخلاقي مستعملة سلوك الحيوانات كأمثلة على ما يعتبر أخلاقيا وما لا يعتبر كذلك، واستعمل المصريون والإغريق القدامى الثيران والأسود بالإضافة إلى الحيوانات الخيالية وجعلوها تقوم بادوار مهمة في تطوير الأساطير التي تركت أثرا عميقا في كل شيء ابتداء من القصص المروية إلى دراسة النجوم والأفلاك السماوية.

كما أن الكتب الدينية مثل الإنجيل أدخلت رموزا مختلقة إلى الأدب، ففي العهد القديم والعهد الجديد نقرأ قصصا رائعة عن الحيوان الذي له خصائص بشرية مثل الأفعى والخروف، واستعملت الثقافات الهندية المحلية قصصا عن الحيوانات لتشرح الجوانب المبهمة من الحياة والكون، وهذا ما فعلته أيضا الثقافات الأسيوية والإفريقية والأمريكية اللاتينية.

وفي القرن السابع نقل عبد الله بن المقفع كتاب “كليلة ودمنة” إلى العربية عن الفارسية. والكتاب مجموعة من القصص ذات طابع يرتبط بالحكمة والأخلاق يرجح أنها تعود لأصول هندية مكتوب بالسنسكريتية، معظم شخصيات قصص الكتاب عبارة عن حيوانات برية فالأسد هو الملك و خادمه ثور اسمه شربة، وتدور القصص بالكامل في الغابة وعلى ألسنة هذه الحيوانات .

وفي أواخر القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر – أي في عصر التنوير – تطور القصص الأخلاقي إلى نوع أدبي جديد هو الهجاء الذي يتناول العيوب في الشخصية الإنسانية والفساد السياسي، وكانت حالة العالم قد أغضبت الهجاءين فاستعملوا – كما فعل جوناثان سويفت – بعض خصائص الحيوانات للتعبير عن الخصائص البشرية وانتقادها، وكان عصر الرومانسية قد ظهر في القرن التاسع عشر فكتب شعراء من أمثال وليام وردسوورث وبيرسي بيش شيللي ولورد بايرون وجون كيتس عن جمال الحيوان وإحساسه بالحرية في البراري وإمكانية أن يطلق الإنسان إمكاناته الإبداعية بتقليد الحيوان.

وفي العصر الفيكتور في انكلترة وفي الولايات المتحدة اتخذت الحيوانات في الأدب معاني أكثر أدبية ، ويعود بعض ذلك إلى نشر تشارلس داروين كتابه “أصل الأنواع” 1859 الذي نص على أن الإنسان لم يخلق بمعزل عن الحيوان من اجل أن يأمر وان يهيمن ولكنه نشأ من الحيوان، وقال داروين أن الإنسان ما هو إلا حلقة في سلسلة عمرها ملايين السنين، وبعد هذا بأكثر من قرن من الزمان مازالت نظرية داروين تمثل نقطة خلاف بين مؤيديها ومنتقديها، ولكن النظرية على أي حال اثارث كثيرا من الفوضى في جانب كبير من المجتمع الغربي إذ راح البعض يشكك في معتقداته الغيبية بسببها.

وعندما رفع العلم من شأن الحيوانات فجعلها بمستوى جديد في عالم الإنسان والعالم الميتافيزيقي، وعندما راحت الثورة الصناعية تستغل الإنسان والحيوان معا، أصبح الرفق بالحيوان مشكلة اجتماعية وإنسانية كبرى، فانتشرت قصص القسوة التي يعامل بها الحيوان، وركزت هذه القصص على أن الحيوان ضحية من ضحايا الجشع الإنساني والجهل والثورة الصناعية التي لا تعترف إلا بالربح المادي.

 

وفي القرن العشرين اتجه كثير من الكتاب إلى قصص الحيوان فأنتجوا إعمالا ثورية بأفكار حديثة مثل البر انويا والجنون واللاجدوى، وكتب جورج اورويل “مزرعة الحيوان” 1945 وفيها تقوم الحيوانات بثورة ضد صاحب المزرعة، ويتولي الخنازير القيادة، ولكن شيئا فشيئا تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الثورة، وتنهار مبادئ الثورة الواحد بعد الأخر،واحيا جيمس جويس عناصر من الأساطير الإغريقية التي جعلت من الحيوانات إبطالا في قصص رمزية. واستعمل فرانز كافك أسلوب قصص الحيوان الرمزية للتعبير عن مشكلات الإنسان في القرن العشرين. وفي السنوات الأخيرة من القرن العشرين أصبحت الحيوانات من حيث هي رموز أدبية على جانب كبير من الأهمية في الأدب الأنثوي. وتخيلت النساء أنفسهن في صراعهن من اجل المساواة مع الرجل في عالم مادي ظالم أشبه بالكائنات المحبوسة في قفص تحرم فيه من التعبير عن نفسها، كتلك الحيوانات التي كتبن عنها في كتبهن ،القنفذ هدا الحيوان الصغير له تسميات مختلفة بالامازيغية.

 

فأهل الجنوب المغربي والجنوب وفي سوس والحوز ..ب..ازاغار..يطلقون عليه..بوحند..وفي الأطلس المتوسط يسمى هدا المخلوق العجيب..ءينيسي..نعم استطاع هدا الحيوان أن يفرض نفسه في الأدب والثقافة وفي التراث الشعبي الامازيغي.فهو في الذاكرة الشعبية الامازيغية يرمز إلى دلك الإنسان الخارق الحاذق والشاطر الذي لتنطوي عليه. لكن قبل أن ندخل إلى تفاصل هدا الموضوع نتساءل أولا وقبل كل شيء عن هاهو التراث.

وهاهو الأدب الحيواني وهل هدا النوع من أصناف الأدب قديم أم جديد في الثقافة الشعبية الامازيغية، يٌعرّف التراث (بالإنجليزية بمجموعة من الموروثات التي تم نقلها من الجيل السابق -الآباء والأجداد- إلى الجيل الحالي، وتتعدد هذه الموروثات بين موروثات مادّية مثل الأدوات والمعدّات وطريقة صناعتها، ومعنوية مثل العادات والتقاليد المعمول بها، ومن دون التراث فإنه لن يكون تواجدََا للحضارة التي تميّز الشعوب عن بعضها البعض وتعطي لها كيانََا ويحفظ وارثيه من الضياع والتشرّد في حال التعرّض للتهديدات والضغوطات السياسية مثل الحروب.ويدخل هدا النوع من الأصناف ضمن مايسمى بالثرات الثقافي وهو مجموعة الموروثات المعنوية والتي تشمل العادات والتقاليد، العلوم، الآداب والفنون التي تم نقلها من جيل إلى جيل، وهي تعبّر عن تفرٌّد وتميّز فئة عن أخرى في طريقة تأدية المناسبات المختلفة التي تحتوي على طقوس ومراسم تسمى بالتراث الشعبي، وأمثالََا شعبية تعطي أصحابها تفرّدََا وتميزََا عن الفئات الأخرى.إما الأدب الحيواني فهو قديم جدا ويدخل في مايسمى بالأدب العالمي.والامازيغ شانهم في دلك شان بقية الشعوب العالمية.لقد أبدعوا وتفننوا في هدا النوع من الأدب.هو ادا أدب امازيغي شفوي قيل بأفواه الناس وعلى السنة الحيوان والطير والحشرات.ومن بين هده الحيوانات التي ضربنا عليها أمثالا وحكما وحكايات متنوعة ومختلفة ..القنفذ..بومحند..القنفد يرمز إليه في الأدب الشفهي الامازيغي بدلك الإنسان الخارق الحاذق التي لتنطوي عليه أي دلك الإنسان الشاطر.وعندما نتأمل الأدب الامازيغي نجد أن هدا الحيوان يعد بطلا ليقهر في الذاكرة الشعبية الامازيغية.ويظهر لنا دلك في الأمثال الشعبية الامازيغية ومن بين هده الأمثال التي تتحدث عن الشطارة هناك.

أناناس ءيبومحند….ماخ ايليغ تشاطرت..ءيناياسن…ؤرد اينا شاطرغ.غير تانا فلي ءيزرين عاقلغ فلاس..وبالعربي ..قيل للقنفذ..لماد أنت شاطر وحاذق..فأجاب القنفذ..إنني لست شاطر وإنما استفيد من التجارب السابقة..وهدا المثل الشعبي يعد نموذجا في الحدقة وفي الشطارة.

↑ “تعريف التراث”, معجم المعاني, Retrieved 24-11-2020. Edited. ↑ “تعريف التراث العربي”، التراث العربي، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-10. بتصرّف. ↑ “وقفات مع مفهوم التراث الإسلامي وحقيقته”، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-10. بتصرّف. ↑ “213 ترث”، ادارة التراث الطبيعي، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-10. بتصرّف. ↑ “تراث ثقافي”، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-10. بتصرّف. ↑ “Heritage language and linguistic theory”, www.frontiersin.org, Retrieved 2020-11-10. Edited. ↑ “Reflections on the preservation of recent scientific heritage in dispersed university collections”, www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-11-10. Edited. ↑ “التراث الحضاري”، محافظة الشرقية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-10. بتصرّف.

.. Literature and the World of Animals

Dr. Ziad Hakim.

التعليقات مغلقة.