انخفاض طاقة جسم الرجل وإحساسه بالتعب

إعداد د. مبارك أجروض

قد يُسمّي بعض الأشخاص التعب الذي يشعرون به بأسماءٍ أخرى؛ مثل: الكسل، ونقص الطاقة، والتعب، والفتور، والإنهاك، والإرهاق، والتوعك أو الانزعاج، والشعور بالضعف أو الانهيار، وهي جميعها تتصب في نفس المعنى، خاصة وأن هناك أعراض جسدية ذهنية، عاطفية، تصاحب هذا التعبَ.. في الواقع نجد أن كل شخص منا يمر بمراحل قد تنخفض فيها طاقته ولفترة معينة، لكن الإرهاق الذهني والبدني المستمر لفترة طويلة والطاقة المنخفضة المزمنة يمكن أن يكونا علامة على مشاكل صحية خطيرة، ولدى الرجال مجموعة فريدة من الأسباب التي تجعلهم يعانون من التعب لأكثر من بضعة أسابيع في كل مرة.

* تأثير انخفاض هرمون التستوستيرون

ينتج الرجال تدريجياً كمية أقل من هرمون التستوستيرون مع تقدم العمر، ويعمل التستوستيرون بقوة في الجسم، ويحافظ على كل شيء من كثافة العظام إلى كتلة العضلات إلى الدافع الجنسي وما بعده، والانخفاض الكبير في مستوياته يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الدافع الجنسي، وزيادة الدهون في الجسم، وانخفاض الدافع، ومشاكل النوم، مثل الأرق، هذه الأعراض يمكن أن تضيف إلى الطاقة المنخفضة المزمنة، والتعب الذهني والجسدي، واختبارات الدم ضرورية لمعرفة ما إذا كنت تعاني من انخفاض هرمون التستوستيرون أم لا، والعلاج متاح الآن عبر بدائل التستوستيرون، ولكن من المهم مناقشة طبيبك أولا لفهم أسباب أعراض انخفاض التستوستيرون، فضلاً عن أنسب العلاجات والآثار الجانبية المحتملة.

* تأثير الغدة الدرقية

قصور الغدة الدرقية، أو انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية، يمكن أن يفسد مستويات الطاقة الخاصة بك. وقد تكون هذه الحالة بسبب مرض المناعة الذاتية الذي يهاجم فيه جهاز المناعة الخاص بك الغدة الدرقية، وبالرغم من كونه أكثر شيوعًا عند النساء، إلا أنه يمكن أن يحدث عند الرجال ويصبح شديدًا إذا تم تجاهل الأعراض المبكرة. وتشمل أعراض قصور الغدة الدرقية الإعياء، والحساسية للبرد، والإمساك، وزيادة الوزن، وآلام العضلات، والجلد الجاف، والشعر الرقيق، والكآبة، ومن المثير للاهتمام أن انخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، وهو ما يربط بين هاتين المشكلتين وإمكانية التعرض للإرهاق، وعلاج قصور الغدة الدرقية يمكن أن يحسن التعب بالإضافة إلى الأعراض الأخرى، وقد يساعد العلاج أيضًا في منع حدوث مضاعفات، مثل تضخم الغدة الدرقية وأمراض القلب والاعتلال العصبي، كما يمكن لفرط نشاط الغدة الدرقية أيضا، أن يسبب التعب بسبب القلب المتسارع، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل النوم، والنظام المرهق.

* تأثير صعوبات النوم

قد تشعر بالتعب إذا لم تكن تحافظ على عادات نوم جيدة، مثلا، العمل ليلا والنوم أثناء النهار، أو ببساطة تترك النوم تماما لإنجاز المزيد من العمل، أو قد تعاني من اضطرابات النوم التي تمنع النوم الجيد حتى مع توفر الوقت الكافي لذلك، ويمكن لاضطراب التنفس، أو توقف التنفس أثناء النوم، أن يؤثرا سلبا على النوم الجيد من خلال تعطيل التنفس باستمرار. ومتلازمة تململ الساق هو اضطراب آخر يمكن أن يؤثر سلبًا على النوم.

* تأثير الاكتئاب

أفاد المعهد الوطني للصحة العقلية بأن ستة ملايين رجل يعانون من الاكتئاب كل عام، وهو حالة نفسية وفسيولوجية يمكن أن تؤثر على أي شخص، وتشمل أعراض الاكتئاب الشعور بالحزن أو الخواء أو اليأس، وفقدان الاهتمام بالعالم، وصعوبة في التركيز، ومشكلة في النوم، وانخفاض الطاقة، والإعياء، والشعور بالتباطؤ، وتغيرات في الوزن، والاكتئاب هو حالة قابلة للعلاج، والاستشارة والأدوية متاحة وفعالة على نطاق واسع، ومن الخطير تجاهل أعراضه، حيث يمكن أن يؤدي الاكتئاب الشديد غير المعالج إلى إيذاء الذات أو حتى الانتحار.

* تأثير نقص الحديد في الدم

فقر الدم الناجم عن نقص الحديد عادة ما يكون أكثر شيوعا لدى النساء أكثر من الرجال. ومع ذلك، يمكن أن تكون جميع أنواع فقر الدم سبباً في انخفاض الطاقة والتعب المزمنين. وانخفاض مستويات الحديد لدى الرجال يمكن أن ينتج عن اتباع نظام غذائي نباتي متوازن بشكل سيئ، أو التبرع بالدم بشكل متكرر، أو نزيف داخلي من المعدة أو الأمعاء على سبيل المثال. ويمكن أن تنتج أشكال أخرى من فقر الدم عن نقص الفيتامينات، مثل انخفاض مستويات فيتامين B12 أو الفولات folate. واعتمادا على السبب، يمكن أن تشمل أعراض فقر الدم: التعب الشديد، والجلد الشاحب، وضيقا في التنفس، والصداع، والدوخة، ووخزا في اليدين والقدمين، ويمكن أن تشمل المضاعفات الأخرى عدم انتظام ضربات القلب وانخفاض القدرة على ممارسة الرياضة.

* أعراض لأمراض ومشكلات أعمق

يمكن أن يكون التعب من الأعراض المهمة لأمور صحية أعمق، وتشمل الحالات التي يمكن أن تسبب التعب تليف الكبد، والفشل الكلوي، ومرض القلب، والسرطان، ومرض الانسداد الرئوي المزمن  Bronchopneumopathie chronique obstructive، والسكري من النوع الأول والنوع الثاني، ومتلازمة التعب المزمن. كما يمكن أن تسبب الأدوية أيضًا التعب، بما في ذلك بعض مسكنات الألم، وأدوية القلب، وأدوية ضغط الدم، وبعض أنواع مضادات الاكتئاب. يمكن أن ينتج التعب أيضًا من الإفراط في استهلاك الكافيين، وإدمان الكحول، وتعاطي المخدرات، واستخدام مضادات الهيستامين وأدوية السعال.

* زيادة الطاقة مع النظام الغذائي وممارسة الرياضة

قد ينتج التعب من سوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة، وقد يكون التمرين هو آخر شيء تريد القيام به عندما تشعر بانخفاض طاقتك والتعب، لكن ضخ الدم عند المشي لمدة 30 دقيقة فقط على الأقل 5 مرات في الأسبوع، يمكن أن يحدث فرقا ملحوظا معك، فالتمارين المنتظمة يمكن أن تقلل من التعب وتحسن نوعية نومك. كما أن النظام الغذائي هو عامل مساعد مهم جدا لمكافحة التعب، ويمكن أن يكون تناول وجبات الطعام التي يتم التحكم في جزء منها والوجبات الخفيفة الصحية على مدار اليوم مفيدة في تغذية نظامك. كما يمكن لنظام غذائي يحتوي على الفواكه والخضروات والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والكثير من الماء أن يعطيك المزيد من الطاقة. كما يجب أن تقلل من تناول الأطعمة المقلية والأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة عالية التصنيع، مثل الحلوى والرقائق والصودا، لأن هذه الأطعمة يمكن أن تستنزف مستويات الطاقة وتسبب في زيادة ونقصان في مستويات السكر، وهو ما يؤدي إلى التعب.

 

   

التعليقات مغلقة.