حينما يغتصب الصهاينة الطفولة في غزة 

بقلم محمد حميمداني

 كن في مقتبل العمر يجلسن في فناء البيت ينظرن إلى السماء و يقدمن لها أحلامهن ، الأولى بأن تصبح طبيبة تداوي جراح الإنسانية المشطورة رصاصا دوليا بفعل جرثوم المؤامرة ، و الثانية بأن تصبح محامية تناصر المظلومين و المقهورين و تمحي دموع إحساسهم بالقهر و الحرمان و الإهمال و الظلم ، و الثالثة بأن تصير أستاذة تعيد صياغة التاريخ و تعري كل مجرم توسد وسادة حامي الحقوق و الإنسان ليغرس سيفا في صدر أطفال و طفلات غزة و فلسطين ، و يبكي مع الذئاب عن جرح أصاب طفلة في حيفا ، و يتناسى مئات جثت الأطفال و جراحها التي حولت بسمتها طائرات الصهاينة و الإمبريالية إلى زهرات عشق مفتوح ، و أمل معقود على إيمان وطن بشعب و وعد شعب لوطن بالسير رغم الجراح .

 هكذا يظهر المشهد الفلسطيني ، جرائم تحصد الأحلام ، و العالم “الحر” يصفق و يمنع البكاء عن أطفال غزة و الضفة و أراضي 48 ، لكن العشق و الحلم يأبى إلا أن يتوحد مع الألم ، ليرسم الأمل بالحياة وسط ركام الحطام المهشم باسم الرب و بركاته ، و تبريك العم “بايدن” و الخال “الباريسي” و هلم جرا في مسار الموقعين و المرخصين للكيان بكتابة سيرة الغدر و القتل و التنكيل بالحلم البريء في فضاء فلسطين ، و ليبقى العربي ينشد أنشودة “الحلم العربي” المعلق في رفوف السياسة التي تبلع لسانها حينما يتعلق الأمر بآلام أبناء جلدتها و سيزيفية القمع و النهب و القتل فيهم بكافة الأسماء المنشورة على قبة مجلس صمم لقتل كافة الأحلام اللذيذة .

 ترتقي أرواح الطفولة إلى ملكوت الكون و يعلن الضمير الإنساني موته السريري ، و تلعن الآلهة كل منتسبيها ممن ذبحوا القرابين للأصنام ، ليحيا عنترة في حب عبلة ، و تموت بنو عبس تحت وقع استسلام عنتر لأحلام و هواجس عبلة و ارتكانه لأحلام الندبة على أجساد تآكلت و أكلت الجراح كل مفاتنها ، فماتت و استسلمت للدعارة أو للدعاء و التوسل و التضرع لرب البيت الذي يحميه بأن يسقط مدد القوة على شعب أراد فقرر ، و أعمى كل سرطانات الغرب المنتشرة عبر بوابات الدم المبارك أمميا لقتل العشق و الحلم و المسار .

 تقف عاشقات الغد و هن يحلمن بتضميد جراح الكون و الدفاع عن العذابات و نصرة كل الآهات ، لتسقط البسمة في بحر المؤامرات المتعدد الألوان ، و المتفرع على طول خريطة الوطن الجريح من المحيط إلى الخليج ، و لتعلو شاطئ الألم بسمة زهرات أبت إلا أن توزع الحلوى و الزهور على أمهات عانقن الموت بالزغاريد ، و آباء غادرن للبحث عن المستقبل العربي في فناء الثورة ، بعيدا عن طبول الجراح المداحة و القامعة لكل بسمة .

التعليقات مغلقة.