فجر التغيير و التجديد شعار مشاركة الجالية الجزائرية بستراسبورغ في الانتخابات التشريعية 12 جوان 2021 

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون  

منذ صدور خبر تنظيم الانتخابات التشريعية المبكرة بالجزائر ونشر المرسوم الرئاسي رقم 21-96 بالجريدة الرسمية المتضمن استدعاء الهيئة الناخبة لانتخاب لأعضاء البرلمان المقرر ليوم 12 من جوان. بادرت التحركات للمعنيين بشأنها وتحركت قاطرة الأحزاب في كل حدب وصوب للترشيح ممثليها في عملية اختيار جد صعبة في ظل الرهانات الحالية والتحركات السياسية الشبابية التي عرفتها الساحة وأنجبتها عديد العوامل والأسباب المؤدية نحو طريق التغيير النهج الذي نادت به مختلف التيارات والتوجهات والتكتلات سواء في الدوائر الحكومية وفي دواليب سلطة الحكم وفي سدته أو في المعارضة بين مؤيد و رافض. 

وتحضيرا للعملية الانتخابية برمتها على كافة المستويات نظمت عدة لقاءات واجتماعات على كافة المستويات ومراكز القرار في كل جهة وبالسفارة والقنصليات ومراكز الاقتراع خصوصا، صبت في مجمل مضمونها التركيز على كل صغيرة وكبيرة لهذا العرس الانتخابي الفريد من نوعه.  

حيث تمت دراسة كل الجوانب الرئيسية المتعلقة بالسير الحسن للانتخابات والحرص على التخصير الأمثل للاستحقاق القادم المراهن عليه والمنتظر من قبل الطبقة السياسية و الفئة العمرية الشبابية, من الشعب الجزائري ومن قبل أفراد الجالية الجزائرية خصوصا. التي لاحظت التغير وأحست به و استبشرت به خيرا بكل أمل و تفاؤل، لأجل اختبار برلمان جديد, برلمان فعلي للتغير والتجديد للأحسن. 

بداية التحضيرات كما أكد عضو السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات كانت بسحب المترشحين لاستمارات ملف الترشيح والتي تقدم بها المشاركون وفقا للشروط المطلوبة والمتوفرة فيهم منها التمتع بالجنسية الجزائرية و شرط السن فوق 25 سنة و ذو مستوى جامعي و أن يكون غير متابع قضائيا ولا متورط في جريمة ولا متبوع ومدان للضرائب , المناصفة و المساواة في اختيار رجلين و امرأتين و في حالة عدم تمكن القائمة من إيجاد العنصر النسوي تمنح ترخيص استثنائي بأن تكون من ثلاثة رجال و امرأة, مع تقليص مدة الإيداع ب45 يوم, والتي حظيت بالقبول منها 22 قائمة على مستوى القرار المركزي بباريس, أين كان بقنصلية ستراسبورغ إيداع ملفين حظي هما الآخرين بالقبول معية باقي الملفات. 

واستكمالا للإجراءات بعد قبول الملفات وإعداد القوائم شرع في عملية القرعة بتاريخ 22 ماي للترتيب في أول المطاف, و ثاني عملية بتاريخ 05 جوان لترقيم الملصقات ومنح كل قائمة رقم حسب أبجدية الحروف. 

وبإتمام العملية من كل الجوانب الإدارية و القانونية حل موعد الحسم لبداية الحملة الرسمية وتعليق أفيشات المترشحين وقوائم الأعضاء ,التي انتهت يوم 08 جوان و دخلت مرحلة الصمت.  

وبانطلاق حملة الانتخابات المحتشمة بين مؤيد ومعارض في خضم الاحتجاجات المناهضة للاقتراع خارج الوطن على مستوى فرنسا عموما و ستراسبورغ خصوصا إذ قام بعض المترشحين منهم علي سبيل الذكر من أخبرنا به مترشح حزب الحرية والعدالة رقم 28 بلقاءات جوارية ونقاشات مع الجالية لاسيما مراكز الإقامة وبباقي الفئات في أماكن متفرقة في الأسواق و المسجد والساحات و غيرها.

الموعد الانتخابي في يومه التاريخي: 

على غرار باقي المراكز الانتخابية بخارج الوطن, انطلقت صباح الخميس اليوم 10 جوان 2021،على مدار ثلاثة أيام (10-11-و12 جوان) بداية عملية تصويت الجالية الجزائرية في الخارج بالقنصلية العامة بستراسبورغ فرنسا بحضور وإشراف السيد مساوي عبد العزيز القنصل العام شخصيا ورئيس المركز الدبلوماسي القنصلي الأستاذ حسان غناي معية السيد رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وبقي الإطارات المؤطرة المسيرة للعملية الانتخابات التشريعية، ضمن سلسلة الإجراءات التحكيمية التنظيمية على مستوى مراكز الاقتراع المنتشرة عبر منطقة الألزاس بستراسبورغ .وسط إجراءات صحية مشددة بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا.  

بمراكز قنصلية ستراسبورغ توافد أبناء الجالية الجزائرية على مقرها، منذ الساعات الأولى من صباح الخميس 10 جوان اليوم الأول، ابتداء من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الساعة السابعة مساء. والتي ستستمر إلى غاية السبت 12 جوان الجاري وفقاً للإجراءات الاحترازية والصحية اللازمة، 

وحسب ما علم من أعضاء السفارة الجزائرية بستراسبورغ فقد بلغ تعداد الهيئة الناخبة لهذه المنطقة بعد عملية المراجعة الاستثنائية الأخيرة للقوائم الانتخابية عدد 23.000 ناخبا وناخبة من بين أكثر من خمسين ألف مسجل ببطاقة القنصلية التعريفية للجالية. موزعين عبر 11 مركز اقتراع ومركزين دبلوماسيين قنصلين وهما ستراسبورغ و ميليوز. لإنجاح موعد هذا العرس الانتخابي. لسنة2021   

وتعتبر قنصلية ستراسبورغ بالألزاس من المنقطة الأولى من ضمن المناطق الجغرافية الأربع التي توجد منها اثنتين في فرنسا، الأولى في باريس والثانية في مارسيليا، وتشمل المنطقة الأولى :  

 فرنسا شمال – مركزها : باريس العاصمة, ينتخب فيها الجزائريون المسجلون في القنصليات التالية   

باريس – كريتاي – بونتواز – نانتير – بوبينيي – ليل – ماتز – و ستراسبورغ. 

وتنقسم منطقة ستراسبورغ إلى مركزين رئيسين مركز ستراسبورغ القنصلية الأم ينقسم إلى قسمين و تتفرع من سبعة 07 مراكز أخري و هي: مركز هاقنوا – اوبرناي – كلومار – سرناي – سان لويس – سان دي دوفوج – وايبنال . 

ومركزين بميليوز منقسمين من قسمين انتخابين هما ميليوز أ و مليوز ب , مركز رقم 10 و مركز رقم 11 في الترتيب تحت إشراف و تأطير الأستاذ فريد بن أوذينة رفقة الطاقم المعين من رؤساء مكاتب و نواب و مساعدين و ملاحظين ألخ.. 

وذلك تقربا من الجالية وتسهيل حركة تنقلها وتمكينها من أداء واجبها الانتخابي بكل أريحية وحرية. 

إجراءات إدارية قانونية انتخابية: 

واستكمالا للاستعدادات وإتمام باقي الإجراءات التنظيمية لانطلاق العملية الانتخابية في ظروف جيدة و ملائمة قامت المصالح القنصلية بإرسال بطاقة الناخبين للمنتخبين على عنوان إقامتهم ومساكنهم سواء للمراجعين بالقوائم الانتخابية الوافدين الجدد من خارج ستراسبورغ أو المنتخبين الجديد لاسيما فئة الشباب. إضافة إلى إرسال رسائل نصية أس ام اس عبر الهاتف النقال لإخبارهم بأماكن مراكز تصويتهم المرتبطة بأماكن إقامتهم لتفادي التنقل وتجنب عناء السفر.  

بداية اليوم الأول لانتخابات الخميس 10 جوان كانت بداية خفيفة نوعا ما, بمشاركة متفرقة من حين لآخر لكون اليوم يوم عمل وغالبية المنتحبين عمال و مقيدين بارتباطات و مواعيد لا يمكن تركها ولا الاستغناء عنها فقوانين البلاد لا تسمح بالتهاون والإغفال. فحضور المشاركون بدد هاجس الخوف من المقاطعة والعزوف خاصة عند فئة الشباب عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع وخير دليل حضروهم كما عبر المنتخب الشاب عماد و زرع فسحة الأمل لغد أفضل ومستقبل أحسن. 

وفي يومها الثاني الجمعة 11 جوان ,سارت بوتيرة أحسن نوعا ما من يومها الأول , بزيادة المنتخبين بأعداد مشرفة خاصة الأهالي و الأسرة و مرافقيهم , كون أنه يوم جمعة يوم عبادة و شعائر والغالبية تتنقل للمساجد للظفر بمكان للصلاة في وقت مبكر لكي تفوته الفرصة وأن ذلك يطلب منه وقت وجهد . 

وفي يومها الثالث والأخير السبت 12 جوان عرف إقبالا أكبر عن اليومين السابقين كون اليوم يوم عطلة أسبوعية تمكن الجالية من التنقل وقضاء حاجياتها مما سجل حضور مشجع احتراما للإجراءات و الإحترازات الصحية المطلوبة منها المسافة التباعدية ووضع الكمامة و وضع المعقم المظهر. 

كانت مشاركة قياسية لأبناء الجالية الجزائرية بستراسبورغ في هاته الانتخابات التشريعية كون أن الأرقام حسب الإحصائيات للمنتخبين من الجالية عبر مراكز التصويت الإحدى عشرة 11 المخصصة لهم مقبولة نسبيا. 

وجاءت هذه الانتخابات التشريعية التعددية في حلة جديدة من نوعها منذ الانفتاح السياسي في البلاد عام 1989. وهي وتجرى الانتخابات بنظام القائمة المفتوحة لأول مرة في تاريخ البلاد. 

و بانتهاء أيام الانتخاب الثلاثة وانتهاء الوقت القانوني المحدد للعملية بتمديد العملية بساعة إضافية بغلق المكاتب على الساعة الثامنة 20س ليلا بدل السابعة 19س وبغلق المكاتب تم الشروع في عمليات فرز الأصوات و عدها و التأكد من سلامتها وصحتها بحضور الملاحظين والمراقبين و أعوان الفرز المخصصين عضوين لكل مكتب .كون أن عملية الفرز في ظل الإجراءات القانونية وبحضور ممثلي المترشحين, على مستوى القنصلية العامة بستراسبورغ, تمر بمراحل الأولى إحصاء الأصوات المنتخبة  ثم قوائم المشاركين حسب الأرقام وثالثها أسماء المرشحين و بها الفرز النهائي و تحرير المحاضر رسميا وتسليم نسخة منها للمثلي المترشحين 

أصداء و أراى عن الانتخابات: 

أكد بعض أفراد الجالية الجزائرية بستراسبورغ من حضروا عملية التصويت بمقر القنصلية على أهمية هاته الانتخابات  التشريعية السابعة من نوعها في ظل التعددية والأولى من نوعها في ظل حكومة الرئيس عبد المجيد تبون وتدعو للعمل على إنجاحها و حث باقي العناصر على الالتحاق بمراكز التصويت للمشاركة والإدلاء بصوته و إبداء رأيه بكل حرية و شفافية لأجل دعم الوطن بالنهوض عاليا بأفاق مستقبلية واعدة و عصر زاهر.  بحكم أن الجالية مستعدة جيدا لانتخاب الشخص المناسب الذي سيمثلها في البرلمان الجزائري القادم برلمان التغيير والتجديد شعار هاته التشريعيات متمنيين الخير كل الخير للجزائر الجديدة ولجيلها الصاعد جيل التغير و اليقظة لأجل جزائر الجميع بدون استثناء.

في حين يرى البعض الأخر أن الانتخابات التشريعية الحالية فرصة سانحة للتعبير بكل حرية وشفافية عن صوته ورأيه كما يراه هو من حيث وجهة نظره لاسيما فئة الشباب، وهي فرصة لتحقيق الإصلاح السياسي يستجيب لطموحات الجميع وخصوصا الشباب والاجتماعي المنتظر من فئة النواب الجدد. الفئة المثقفة الواعية والمتطلعة على كل صغيرة كبيرة كونها خرجت من رحم الشعب بعيدا عن أي نفاق ولا تخندق في دهاليزه. برلمان يكون في خدمة الجزائريين عامة داخل وخارج الوطن بصفة متساوية وعادلة بعيدا عن أي ممارسات عنصرية كانت، طبقية أو جهوية أو عروشية و غيرها تكرس سياسة التفريق والتمييز بين أبناء الوطن الواحد. 

والجميل في هاته الانتخابات هو مرافقة الأبناء لوالديهم رجال ونساء والوقوف إلى جانبهم و الاستماع إلى نصائحهم و توجيهات والحث على حرصهم الشديد بتبليغ أمانة الشهداء و رسالة المجاهدين من الأسرة الثورية للجيل الصاعد من باب خير خلف لخير سلف. 

وهكذا أسدل الستار على الموعد الانتحابي لتشريعيات 2021 في ساعة متأخرة من ليلة الأحد وسط جو عائلي أسري بين أعضاء المكاتب و مؤطري الاقتراع وومتلي المترشحين و الملاحظين و الحضور الساهر على العملية. 

 

 

التعليقات مغلقة.