لماذا لا يكون هناك اهتمام بالمثقفين، والكتاب، والنقاد، المغاربة كما ينبغي لمقامهم المعرفي والعلمي؟

أغلب المهتمين بالثقافة هم أناس جاهدوا، واجتهدوا، وأعطوا الكثير، وربوا، ودرسوا، أجيالا كثيرة هي الآن أسماء كبيرة تحتل مراتب عليا.. وتنال جوائز كبرى، وتمثل المغرب في الداخل والخارج، أناس احترقت كتب دراستهم بالشموع، ربما كافحوا في كل المهن المتعبة ربما، ذبلت أناملهم بالكتابة والعطاء، وربما عانوا من أمراض العيون لكي يأخذوا من العلم الكثير ويقدموه ببساطة لطلابهم.

أناس رغم المحن، ورغم عدم الاهتمام و التقدير، ظلوا مخلصين في الاشتغال بصمت، لا هدف لهم سوى العلم وإيصاله .

يقرأون كثيرا، ويفكرون في ما يكتبون، ثم ينقحوا، ثم يبحثوا عن دور نشر هنا،وهناك تارة يجدون من يدعمهم في نشر الكتب وتارة أخرى ينفقون ما جمعوه من أموال لأجل طبع ونشر أعمالهم الأدبية ولا يستفيدون من الأجر المادي، ورغم كل ذلك تجدهم لا يبخلون ولا يتوانون في العطاءن وبالتواضع والأخلاق يتميزون.

مع الأسف لا اهتمام بالمثقف والكاتب هنا في المغرب، فعندما نرى أناس ناضلوا بقلمهم، وأعطوا الكثير، وضحوا في الكتابة الرصينة، والعلم المفيد، والاجتهاد الجيد  لا يحضون بأدنى اهتمام في فترة مرضهم، يحز في أنفسنا ذلك كثيرا.

الدكتور إبراهيم الحجري أهل لكل خير، إنسان متواضع، رجل من رجال العلم والمعرفة، يكفينا فخرا أنه مثل المغرب في العديد من التظاهرات الكبرى في الدول العربية وحاز على جوائز مهمة في النقد والإبداع، لو كان مغنيا، أو راقصا، أورجل تافه، لنال الاهتمام وحظي “بالتطبيل والغيطة”،  والاستقبال “والزغاريت”  لكنه فقط مثقف عالم جليل باحث في ميدانه ومجد لا يستحق التمجيد، ولا أن تزمروا له وهو عائد من تظاهرة ثقافية كبرى، وحاملا شهادة تقدير واعتراف وتشجيع وجائزة رمزية ومادية كبيرة..

لماذا لا تكون هناك ضجة وأضواء ورأي عام، حول مثقف وكاتب كبير أعطى بقلم لا ينضب وله أعمال متراكمة متراصة.

أليس من الأجدر، أن تهتموا بأناس يقومون كل يوم بإضاءة الطريق بنور العلم؟

عدنان مشهي : الجديدة

التعليقات مغلقة.