الحسيمة، الاستغلال العشوائي للمقالع يحول ازفزافن إلى قرية غبراء.

  نوال برغيتي

 رغم الشكايات والنداءات المتكررة التي وجهها سكان ازفزفن بجماعة أيث قمرة إلى الجهات المسؤولة نتيجة الضرر الذي يلحقهم من الاستغلال العشوائي للمقالع المتواجدة بتراب جماعتهم فإنه لا أحد كلف نفسه عناء التحرك، لرفع هذا الضرر الذي أصبح لا يطاق من الناحية الصحية والأمنية.

وأكد سكان دوار ازفزافن أنه لم يعد أمامهم من خيار الا الخروج إلى الطريق العمومية والاحتجاج لعل صوتهم يصل الى من بيده المسؤولية والسلطة الاختلالات التي يعرفها استغلال هذه المقالع والتي لا يحترم اصحابها قانون 27.13 الخاص باستغلال المقالع.

وفي هذا الصدد قال (م. دلوح) وهو من ساكنة الدوار أن هذه المقالع لا تحترم مقتضيات القانون ولا دفتر التحملات حيث هناك عشوائية في الاستغلال وعدم احترام ساعات العمل حيث تحولت ازفزافن الى قرية غبراء وكل شيء فيها ملوث بالغبار.

وأضاف (ع. بلحسن) أن اغلبية ساكنة الدوار تعاني من امراض الجهاز التنفسي وبدرجة جد حادة نتيجة الغبار الذي يتطاير من هذه المقالع والشاحنات المتوافدة عليها، وأصبح الغطاء النباتي والاشجار متأثرا بهذا الاستغلال البشع وهدم احترام المقتضيات القانونية.

وطالب السكان الجهات المسؤولة من وزارة التجهيز السلطات المحلية والمنتخبين بالتحرك العاجل لرفع هذا الضرر الذي يلحق بهم منذ سنوات والضرب على يد كل من سولت له نفسه تعريض صحة المواطنين للخطر والعبث بمستقبلهم البيئي.

وهدد هؤلاء السكان بالخروج الى الطريق العام للاحتجاج على هذا الوضع الذي أصبح لا يطاق خاصة وان بعض اصحاب هذه المقالع انخرطوا في حملات انتخابية بهذه الجماعة قصد تشكيل مجلس جماعي متحكم فيه وقادر على خدمة مصالحهم خارج القانون المعمول به.

واستغرب ساكنة الدواوير المشكلة لازفزافن من الصمت الرهيب لممثليهم في الجماعة ولم يحركوا ساكنا في هذا الملف الصحي؛ البيئي والاقتصادي؛  مع العلم ان مختلف مظاهر الحياة تأثرت من هذا الاستغلال العشوائي حيث امتد التلوث إلى التأثير في قطعان الماشية والدواب؛ واصبحت النباتات والأشجار بدورها تتأثر بالغبار المنبعث من هذه المقالع والذي اصبح يكسو كل شيء

وقال (ح.دلوح)  ان اكبر ما يهدد الدواوير المشكلة لازفزافن هو الخسف الأرضي الذي يهدد سلامة التربة وجودتها اضافة الى التصدعات التي تلحق  بالمنازل نتيجة التفجيرات العشوائية المعتمدة في هذه المقالع، مما يساهم طبعا في تلويث الهواء بمواد كيماوية وليس الغبار فقط.

واضاف هذا المواطن متحدثا ” املنا الوحيد للعيش بسلام هو الاعلام الذي نتمنى ان يوصل صوتنا الى الجهات المسؤولة وكذلك الجمعيات البيئية التي نطالبها بالتضامن معنا والضغط من اجل احترام القوانين المنظمة لاستغلال المقالع والمساهمة في التشجير بالخصوص في محيط المنازل والشريط الطرقي الذي تتواجد به هذه المقالع.

 وارتباكا بالموضوع اكدت مصادر طبية ان هذا الوضع يساهم لا محالة في انتشار امراض خطيرة تهدد صحة المواطنين بهذه الدواوير بالخصوص ما يتعلق بأمراض الجهاز التنفسي والرئة؛ وهي الامراض التي ربما تتجاوز ما نصطلح عليه “الحساسية” بل يمكن ان يكون هذا التلوث وبدون مبالغة سببا في امراض سرطانية  ان لم يتم تدارك الوضع في الوقت المناسب.

 

التعليقات مغلقة.